تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

صناعة الطاقة الشمسية في أميركا بحاجة لتدخُّل عاجل.. 3 توصيات مهمة

أسماء السعداوي

تتعرض مصانع الطاقة الشمسية في أميركا لتحديات كبيرة؛ بسبب الانخفاض الحادّ في أسعار الألواح المستوردة، رغم تقديم إعانات حكومية بوساطة قانون خفض التضخم الذي أقرّه الرئيس جو بايدن في عام 2022.

وقال تقرير حديث -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-، إن الإعانات الفيدرالية والسياسات التجارية القائمة غير كافية لنجاح المنتجين المحليين في وجه التخمة العالمية من معدّات الطاقة الشمسية.

وتقول شركة "غايدهاوس إنسايتس" للتحليلات ( Guidehouse Insights)، إن الجهود الجارية لإقامة سلسلة توريد محلية لمكونات صناعة الطاقة الشمسية في أميركا متوقفة، وتتطلب تدخلًا حكوميًا عاجلًا لدعم المصانع للتنافس مع الصين، أكبر منتج للطاقة الشمسية في العالم.

وقفزت واردات الولايات المتحدة من الألواح الشمسية بنسبة 82% على أساس سنوي في عام 2023 المنصرم، وهو ما يهدد الصناعة المحلية التي تدعم خطط المناخ وتوفر الآلاف من فرص العمل وتجلب الاستثمارات.

مصانع الطاقة الشمسية في أميركا

أعرب كثيرون من داخل صناعة الطاقة الشمسية في أميركا عن قلقهم من انعدام جدوى بناء عشرات المصانع، بعد تمرير قانون خفض التضخم؛ بسبب انهيار أسعار الألواح الشمسية جراء الطفرة الجديدة في قدرات الإنتاج الأسيوية.

ويقدّم القانون إعانات سخية تصل إلى مليارات الدولارات بهدف زيادة قدرات إنتاج الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية؛ تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري، وصولًا إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ورفع القانون من سقف طموحات صناعة الطاقة الشمسية في أميركا وإنتاج الكهرباء النظيفة والرخيصة وتوفير الآلاف من فرص العمل، لكن تخمة الواردات الرخيصة القادمة من آسيا أثارت القلق لدرجة أن نحو نصف المصانع التي كان مقررًا إنشاؤها تأجلت أو ألغيت.

وبعد تمرير القانون، أعلنت شركات اعتزامها بناء أكثر من 30 مصنعًا لإنتاج معدّات الطاقة الشمسية، وهو ما سيوفر 17 ألف فرصة عمل، ويجلب استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار.

مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية في ولاية جورجيا
مصنع لإنتاج الخلايا الشمسية في ولاية جورجيا - الصورة من وكالة بلومبرغ

في المقابل، ثمة اعتماد مفرط على واردات الألواح الشمسية التي سجلت 54 غيغاواط في عام 2023 المنصرم، بارتفاع نسبته 82% على أساس سنوي، ونمو بمقدار 10 مرات مقارنة بآخر 5 سنوات، بحسب تقرير نشرته منصة "إس آند بي غلوبال" (S&P Global) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتجاوز حجم واردات الألواح الشمسية بصورة كبيرة قدرات الإنتاج والتركيبات في 2023، وهو ما دقّ جرس إنذار داخل الصناعة؛ إذ حذّر ممثلون ومستشارون من أن الاعتماد على الواردات ووفرة الإنتاج العالمية مع انخفاض الأسعار يعرّض مصانع الطاقة الشمسية في أميركا للخطر، داعين إلى تقديم مزيد من الحماية التجارية والدعم السياسي للصناعة.

مطالب بالتدخل

اعترف مصنّعون لمعدّات الطاقة الشمسية وجماعات تجارية أميركية بحاجتهم إلى تقديم مساعدة حكومية أكبر على المستوى الفيدرالي والولايات، وإلّا لن تتوافر فرص العمل، وستواصل الولايات المتحدة اعتمادها على الألواح المعتمدة على مكونات صينية الصنع.

كما حذّر مسؤولون مرارًا من أن الاعتماد المفرط على تقنيات الطاقة المتجددة الصينية يفرض تهديدًا أمنيًا شبيه باعتماد أوروبا على الغاز الروسي، وهو ما عرّضها لأزمة طاقة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير/شباط 2022، بحسب تقرير نشرته وكالة رويترز وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

تقول المديرة التنفيذية لشؤون تقنيات الطاقة النظيفة في منصة "إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights)، إدورن زوكو، إن المزيد من انخفاض الأسعار بالسوق العالمية يصعّب بناء قدرات التصنيع المحلية الأميركية أكثر، وإذا كانت الفجوة في التكلفة كبيرة للغاية بين الوحدات المستوردة والمصنّعة محليًا، ربما لا تقام المصانع المعلَنة.

وقد تضرّ تلك التوقعات الخطط المناخية الرئيس بايدن وإعادة انتخابه رئيسًا للبلاد قريبًا؛ إذ كان قد أشاد بخطط الطاقة الشمسية بوصفها دليلًا على قدرة سياسات الطاقة المتجددة على توفير الملايين من فرص العمل برواتب جيدة.

يقول المدير التنفيذي لتحالف مصنّعي الطاقة الشمسية في أميركا (SEMA)، مايك كار، إن أهم ما تبحث عنه الصناعة هو الشعور بالحاجة الملحّة وتجديد الالتزام لتحقيق الأهداف.

وأضاف: "لا يوجد سبب جوهري يحول دون إرساء الصناعة هنا، لكن الأمر يتطلب مستوى من الالتزام والرغبة في مواصلة الضغط والاستجابة للظروف المتغيرة".

عاملتان داخل مصنع لإنتاج الألواح الشمسية في الصين
عاملتان داخل مصنع لإنتاج الألواح الشمسية في الصين - الصورة من صحيفة "تشاينا ديلي"

توصيات مهمة

في تقريرها الذي أعدّته بتكليف من تحالف الطاقة الشمسية في أميركا، أوصت شركة "غايد هاوس إنسايتس" بتقديم المزيد من الدعم الفيدرالي المنسّق للمصانع المحلية، إلى جانب الإعانات والإعفاءات الضريبية التي يقدّمها قانون خفض التضخم.

أولى تلك التوصيات هي فرض معايير أكثر صرامة على مطوري المشروعات لاستعمال مكونات أميركية الصنع مقابل الحصول على زيادة 10% من الإعفاءات الضريبية.

وتحصل الشركات على الإعفاء الضريبي حتى لو كانت الخلايا المجمعة داخل الألواح صينية الصنع، وهو ما يعني أنه لا يوجد أيّ دافع لدى الشركات لبناء مصانع محلية للمواد المستعملة بالمصانع، مثل رقائق السيليكون والبولي سيليكون، وهو ما يترك الصناعة معتمدة على الواردات من الخارج.

كما يدعو التقرير إلى زيادة فرض الرسوم الجمركية على واردات الألواح الشمسية من دول جنوب شرق آسيا.

وكان الرئيس بايدن قد أوقف فرض تلك الرسوم قبل عامين تقريبًا، بعد شكاوى من المطورين من أن الخطوة سترفع التكاليف وستضرّ بنمو تقنيات الطاقة المتجددة.

كما دعا إلى تطبيق أشدّ صرامة لقانون أميركي يحظر استيراد السلع المنتجة بوساطة العمالة القسرية، وأن تطلب الحكومة من مشروعات الطاقة الشمسية استعمال الألواح أميركية الصنع فقط.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق