التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

هل تدعم الصفقة المناخية لأميركا والصين جهود قمة كوب 28؟

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • الولايات المتحدة والصين تمثّلان مجتمعتيْن 38% من غازات الدفيئة في العالم.
  • • الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يحقق دفعة من الطموح قبل المحادثات العالمية.
  • • الاتفاق الثنائي بين الولايات المتحدة والصين قد يوفر النموذج المطلوب للمفاوضات.
  • • يتوقع كلا البلدين تحقيق تخفيض ملموس في انبعاثات قطاع الكهرباء هذا العقد.

قبل أسبوعين فقط من انطلاق قمة المناخ كوب 28، أعلنت أميركا والصين توصلهما إلى اتفاق بشأن زيادة الطاقة النظيفة بصورة كبيرة، واستبدال أنواع الوقود الأحفوري، وخفض الانبعاثات التي تؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وتأتي الصفقة في لحظة محورية بالنسبة للولايات المتحدة، أكبر ملوّث للمناخ في التاريخ، والصين، أكبر ملوِّث حاليًا؛ إذ يمثل البلدان مجتمعين نحو 38% من غازات الدفيئة في العالم، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي غضون نحو أسبوعين، سيجتمع ممثلون من نحو 200 دولة في مدينة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة؛ وذلك جزءًا من محادثات قمة الأمم المتحدة للمناخ المعروفة باسم كوب 28، بحسب مقال لمراسل مكتب المناخ بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية ديفيد جيليس.

انعكاسات الاتفاق على كوب 28

قال ديفيد جيليس إن "الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن يعطي دفعة من الطموح قبل المحادثات العالمية في قمة المناخ كوب 28؛ فإذا تمكنت أكبر دولتين ملوثتين في العالم من الاتفاق على خفض انبعاثاتهما من الوقود الأحفوري؛ فلا بد أن تجد الدول الأخرى أنه من الأسهل أن تحذو حذوهما".

وكانت مراسلة صحيفة نيويورك تايمز، التي غطّت مفاوضات المناخ بين الولايات المتحدة والصين لسنوات، ليزا فريدمان، قد قالت: "هذا بالتأكيد يبعث على الثقة لدى الوفود المتوجهة إلى مؤتمر الأطراف"، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأشارت ليزا إلى أنه "في المدة التي سبقت انعقاد قمة المناخ كوب 21، في باريس عام 2015، اتفقت الولايات المتحدة والصين على خطة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة، باستعمال لغة دقيقة تعترف بأن كل دولة يجب أن تتحرك بالسرعة التي تناسبها".

وأوضحت ليزا أنه بعد أشهر، أصبحت تلك اللغة في نهاية المطاف جزءًا من نص اتفاق باريس للمناخ، عندما توصّل زعماء العالم إلى اتفاق تاريخي لمحاولة الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وخفض درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية.

وأضافت: "الدول تناقش طريقة الخروج من قمة المناخ كوب 28 بخطاب سياسي يدعو إلى مضاعفة قدرات الطاقة المتجددة 3 مرات، ومضاعفة كفاءة استعمال الطاقة مرّتيْن، وما إذا كان ينبغي الدعوة إلى التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، أو الاستغناء الكامل عنه".

وأردفت: "هذا العام، وربما كما حدث في عام 2015، قد يوفر الاتفاق الثنائي بين الولايات المتحدة والصين النموذج المطلوب للمفاوضات".

قمة المناخ كوب 28

وقال مراسل مكتب المناخ بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية ديفيد جيليس: إنّ "جميع خبراء المناخ ليسوا متفائلين؛ حيث تُعقَد القمة، هذا العام، في دولة الإمارات العربية المتحدة، إحدى أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم".

وأشار إلى أن "المنتقدين سَخِروا من مؤتمر هذا العام باعتباره مهزلة؛ حيث تتعهد الحكومات تحت تأثير مصالح الوقود الأحفوري بالتزامات غير ملزمة لا يمكن تحقيقها أبدًا".

تفاصيل الصفقة الجديدة

قال مراسل مكتب المناخ بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية ديفيد جيليس: إن اتفاق المناخ المُعلَن في 14 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، يمثل نقطة اتفاق نادرة بين الولايات المتحدة والصين، اللتين تختلفان بشأن قضايا الجغرافيا السياسية والتجارة.

واتفقت الدولتان على "مواصلة الجهود لزيادة قدرة الطاقة المتجددة على مستوى العالم إلى 3 أضعاف بحلول عام 2030"، بهدف "تسريع استبدال توليد الكهرباء الفحم والنفط والغاز".

ولفت جيليس إلى توقع كلا البلدين تحقيق "تخفيض ملموس في انبعاثات قطاع الكهرباء" هذا العقد، مشيرًا إلى أنه رغم افتقار الاتفاق إلى آليات التنفيذ؛ فإنه يمضي قدمًا على عدة جبهات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

واتفق البلدان على أنه في المجموعة التالية من تعهدات المناخ الوطنية، التي من المقرر تقديمها في العام المقبل، سيحددان أهدافًا لخفض جميع انبعاثات غازات الدفيئة، وليس ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل غاز الميثان وأكسيد النيتروز وغيرهما من الغازات المسببة للاحتباس الحراري للكوكب.

وألمح جيليس إلى أن استعداد الصين لمعالجة مشكلة غاز الميثان، وهي الخطوة التي عارضتها لمدة طويلة، جدير بالملاحظة، مشيرًا إلى أنه رغم موافقتها من حيث المبدأ على خفض غاز الميثان؛ فإنها لم تعلن من قبل أنها ستحدد أهدافًا محددة.

أزمة الميثان في الصين

قال مدير المناخ الدولي في معهد الموارد العالمية ديفيد واسكو: "لقد كان الميثان غائبًا بشكل ملحوظ عن التزام الصين السابق بموجب اتفاق باريس للمناخ".

وأوضح أن "هذا الإعلان يمثّل خطوة كبيرة؛ لأن الصين هي أكبر مصدر لانبعاثات غاز الميثان في العالم، وأنّ اتخاذ إجراءات جادة للحد من انبعاثات هذا الغاز ضروري لإبطاء ظاهرة الاحتباس الحراري على المدى القريب".

وعلى الرغم من أن الاتفاق يمثل استئناف العمل التعاوني بين أكبر دولتين ملوثتين في العالم، ويحدد أهدافًا جديدة طموحة ويوفر الزخم اللازم لقمة المناخ كوب 28، إلا أنه لن يكون كافيًا لتهدئة المنتقدين الذين يقولون إن العالم لا يزال يتصرف ببطء شديد في معالجة تغير المناخ.

وقال زميل كبير لدى إي 3 جي، وهي مؤسسة أبحاث بيئية مقرها في بريطانيا، ألدن ماير، إن اللغة الأميركية الصينية بشأن استبدال الوقود الأحفوري كانت "غامضة" ولم تلزم بوضوح أيًا من البلدين باتخاذ إجراء حاسم.

وأضاف "أنها في الواقع صامتة بشأن الحاجة إلى التخفيض التدريجي لانبعاثات النفط والغاز".

في المقابل، لا تتضمن الصفقة أي وعود من جانب الصين بالتخلص التدريجي من استعمالها للفحم أو التوقف عن إصدار تراخيص لإنشاء محطات جديدة للفحم وبنائها.

ويقول العلماء إن الحد من استعمال الوقود الأحفوري على الفور أمر ضروري لتجنب المزيد من الاحترار الكارثي.

وقال ديفيد واسكو: "من المخيّب للآمال أن البلدين لم يُذكرا شيئًا عن الحاجة إلى الاستغناء السريع عن الوقود الأحفوري هذا العقد، وهو ما سيكون قضية مركزية في قمة كوب 28".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق