فريق مصري يتوصل لتقنية تحقق الاستدامة في قطاع الزراعة
داليا الهمشري
تتصدر مواجهة آثار التغيرات المناخية وتعزيز كفاءة الطاقة وتحقيق الاستدامة اهتمامات العلماء والباحثين في مصر، من أجل مراعاة المعايير القصوى لتحوّل الطاقة في القطاعات كافّة.
ويُعد قطاع الزراعة أحد القطاعات التي تشهد تناميًا ملحوظًا في جهود البحث والدراسة، للوصول إلى أفضل الطرق التي تدعم مكافحة التغيرات المناخية، والتخلص من الممارسات الزراعية التي تسهم في تسريع تلك التغيرات.
وفي هذا الإطار، توصل فريق أجريفيجين AgroVisioners، التابع لقسم هندسة القوى الميكانيكية بكلية الهندسة في جامعة المنصورة، إلى مقترح يعتمد على استعمال تقنية الضباب والذكاء الاصطناعي، من أجل تحقيق الاستدامة في قطاع الزراعة.
ونجح الفريق -من خلال هذا المقترح- في الفوز بالمركز الثاني في المسابقة الريادية المهمة للابتكارات البيئية التي نظمها مركز التميز في الطاقة، بدعم من الوكالة الدولية للتنمية، وبرعاية جامعة ولاية أريزونا الأميركية.
ويتألف الفريق من 6 طلاب هم: أمير شتية، ونوران إسماعيل، ومحمد الفجال، ورغد إسلام، ومتولي أحمد، ومحمد صلاح، وتحت إشراف الأستاذ المساعد في قسم هندسة القوى الميكانيكية بكلية الهندسة في جامعة المنصورة الدكتور محمد عوض.
كيف تحقق الاستدامة في قطاع الزراعة؟
قدّم الفريق فكرة مبتكرة تستعمل الزراعة الرأسية وصيد الضباب والذكاء الاصطناعي، لمواجهة وحل عدد من التحديات المعاصرة التي يواجهها قطاع الزراعة.
وتُعد المبادرة فريدة من نوعها، لسعيها إلى تطبيق تقنيات متقدمة لتعزيز الاستدامة في قطاع الزراعة وتقليل استهلاك موارد الطاقة، من خلال استعمال تقنية صيد الضباب، للحصول على المياه العذبة باستعمال الطاقة الشمسية والاستغناء عن مولدات الديزل التي تتسبّب في انبعاثات كربونية ضارة بالبيئة.
وأوضح الأستاذ المساعد في قسم هندسة القوى الميكانيكية بكلية الهندسة في جامعة المنصورة الدكتور محمد عوض -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، أن الفكرة اعتمدت على استعمال الزراعة الرأسية، من أجل تحقيق إنتاجية عالية في مساحات محدودة.
وتُعرف الزراعة الرأسية بأنها تقنية تسمح بزراعة النباتات في طبقات فوق بعضها لدى بيئة مُسيطر عليها، ما يزيد من الإنتاجية في مساحة أقل مقارنة بالزراعة التقليدية.
وتُعد هذه الطريقة مثالية للمناطق الحضرية أو الأماكن التي تعاني من نقص في الأراضي الزراعية.
ولفت عوض إلى أن تقنية صيد الضباب تسهم في توفير مصدر ماء بديل للري، ما يقلل الضغط على الموارد المائية المحدودة.
و"صيد الضباب" تقنية لجمع الماء من الضباب باستعمال شبكات أو أسطح تكثيف، ما يوفر مصدرًا بديلًا ومستدامًا للمياه خاصة في المناطق الجافة أو تلك التي تعاني من نقص في الموارد المائية.
بينما يعمل الذكاء الاصطناعي على تحسين كفاءة عمليات الزراعة وضمان استدامتها من خلال مراقبة النباتات وتحليل البيانات البيئية لضمان أفضل الظروف الممكنة لنموها.
مواجهة التحديات العالمية
تكمن أهمية هذا الإنجاز ليس فقط في الجائزة التي حصل عليها الفريق، وإنما في الاعتراف بقدرة الابتكارات البيئية والتقنية على مواجهة بعض التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا، وهي مواجهة التغيرات المناخية وتعزيز كفاءة الطاقة في ظل ارتفاع أسعارها.
وتمثّل الفكرة التي قدمها فريق أجريفيجين AgroVisioners تقاطعًا مبتكرًا بين التقنية والزراعة المستدامة، إذ تجمع بين ثلاثة مكونات أساسية: الزراعة الرأسية، وصيد الضباب، والذكاء الاصطناعي.
ويُعد ابتكار فريق أجريفيجين AgroVisioners خطوة مهمة نحو تعزيز الاستدامة في قطاع الزراعة، وتقديم نموذج يُحتذى به في استعمال التقنية لخدمة البيئة والمجتمع.
جدير بالذكر أن هذا الفوز يأتي في وقت يشهد فيه العالم تزايد الوعي بأهمية الزراعة المستدامة، والحاجة إلى حلول مبتكرة، لمواجهة النقص في الموارد الطبيعية وتغير المناخ.
ويأمل فريق أجريفيجين AgroVisioners أن يسهم هذا الإنجاز في تحفيز المزيد من الابتكارات والاستثمارات في مجالات الزراعة المستدامة والتقنية البيئية.
موضوعات متعلقة..
- تحلية المياه بالطاقة الشمسية.. تقنية مصرية جديدة تعتمد على "الضباب"
- تحلية المياه بالطاقة الشمسية باستخدام الضباب.. تقنية مصرية جديدة
- خبير مصري: التغيرات المناخية لن تُغرق مدينة الإسكندرية
اقرأ أيضًا..
- مصر ترفع أسعار الوقود في أبريل (خاص)
- أكبر مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في أوروبا يواجه عقبة جديدة
- إنتاج السعودية من الغاز الطبيعي ينتظر طفرة مع اقتراب تشغيل حقل الجافورة (تقرير)
- محطة الطاقة الكهرومائية في نيوم السعودية تثير الجدل
بالتوفيق يارب وربنا يبارك