أكبر طائرة شحن في العالم قد تضاعف إنتاجية طاقة الرياح (صور)
محمد عبد السند
- تعوّل حكومات العالم على طاقة الرياح لتسريع جهود التحول الأخضر
- تواجه صناعة الرياح العالمية تحديات كبيرة في السنوات القليلة الماضية
- أكبر طائرة شحن في العالم تسهم في تعزيز إنتاجية الكهرباء المولدة بطاقة الرياح
- ما تزال صناعة الرياح العالمية غير قادرة على التعافي
- تواجه عملية نقل شفرات توربينات الرياح البحرية فارهة الطول إلى مواقع المشروعات البرية صعوبة بالغة
برزت أكبر طائرة شحن في العالم بصفتها رقمًا مهمًا في معادلة طاقة الرياح التي تعول عليها الاقتصادات الكبرى العالمية، ومن بينها الولايات المتحدة، في تعزيز إمدادات الكهرباء النظيفة لتحقيق أمن الطاقة وتلبية الأهداف المناخية.
ورغم ما تشهده من نمو في الولايات المتحدة وأوروبا، فإن صناعة الرياح العالمية تواجه تحديات ضخمة تهدد بانحرافها عن مسار التعافي وتحقيق المستهدفات الطموحة في نهاية العقد الحالي (2030).
وتشتمل تلك التحديات على ارتفاع التكاليف وهبوط أسعار بيع الكهرباء في العطاءات واختناق سلاسل الإمدادات والتضخم وارتفاع الفائدة، ما يقوّض نمو صناعة الرياح، ويهدد بإلغاء مزيد من المشروعات على غرار ما شهدته صناعة الرياح البحرية خلال 2023، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
أكبر طائرة شحن في العالم
يطور مهندس الفضاء، الذي تلقى تدريبه في معهد ماساتشوسيتس للتقنية مارك لودستروم، أكبر طائرة شحن في العالم مصممة خصيصًا لحمل شفرات توربينات الرياح الطويلة بصورة استثنائية إلى الأماكن النائية التي تُنفذ فيها مشروعات الرياح البرية، ما قد يضاعف إنتاجية الكهرباء النظيفة المولدة، وفق ما هو منشور على موقع الشركة.
من المخطط للطائرة التي تحمل اسم ويند رانر (WindRunner) أن تصبح أكبر طائرة شحن من حيث الطول والحجم في العالم، وهي تستهدف التغلب على التحديات اللوجستية المتضمنة في نقل شفرات توربينات الرياح التي لا تُستعمَل في الوقت الحالي سوى في مشروعات الرياح البحرية، نتيجة حجمها الضخم.
وتعول شركة راديا (Radia) على طائرة ويند رانر في نقل تلك الشفرات إلى مواقع مشروعات الرياح البرية، ما يمكن أن يُعزز كفاءة تلك المشروعات ونشرها على نطاق واسع، وبالتالي تعزيز إنتاجيتها من الكهرباء النظيفة.
تحديات لوجستية
تواجه عملية نقل شفرات توربينات الرياح البحرية فارهة الطول إلى مواقع المشروعات البرية -الآن- عقبات كبرى تتمثل في عدم القدرة على نقلها عبر خطوط السكك الحديدية، أو حتى شبكات الطرق العادية، نتيجة حجمها الكبير جدًا.
ولدى أكبر طائرة شحن في العالم القدرة على الهبوط على مدرج ترابي يمتلئ بالقاذورات، ويلامس طوله 6 آلاف قدم (1828.8 مترًا) ويُصمم خصيصًا لكل مشروع، ومن ثم تُنهي الطائرة الحاجة إلى طرق النقل التقليدية.
ومن الممكن أن يفتح هذا الابتكار آفاقًا جديدة لتطوير طاقة الرياح، ما يتيح إمكان تركيب توربينات رياح طويلة قادرة على توليد ضعف الكهرباء المولدة من تركيبات طاقة الرياح البرية تقريبًا.
الأثر المالي والبيئي
نجحت شركة راديا، البالغة قيمتها الرأسمالية مليار دولار، في جمع 104 ملايين دولار، ويشتمل المشروع الأول للشركة على مشروع طاقة رياح سعة غيغاواط في ولاية نيفادا، ما يسلط الضوء على الاهتمام الكبير والاستثمار الضخم في تلك التقنية المبتكرة لطاقة الرياح.
ووفق تقديرات الشركة المطورة للطائرة المذكورة، فإن استعمال توربينات رياح كبيرة من الممكن أن يخفض تكاليف الكهرباء بنسبة تصل إلى 35%، ويزيد معدل الاستمرارية في توليد الكهرباء بنسبة 20%، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولا يمكن أن يُسهم ذلك في جعل طاقة الرياح أكثر تنافسية فحسب، وإنما متسقة -كذلك- مع معدلات الطلب المتنامية على الكهرباء النظيفة في عموم الولايات المتحدة الأميركية.
تحديات وحلول محتملة
رغم المزايا الواعدة التي تتيحها أكبر طائرة شحن في العالم والتوربينات الكبيرة، فإن هناك مخاوف تتعلق بشأن القبول المجتمعي لأبراج الرياح الطويلة، التي قد تكون مرئية بالنسبة إلى الكثير من الناس، ومن الممكن أن تلقى معارضة مجتمعية واسعة النطاق.
كما يواجه قطاع طاقة الرياح مجموعة من التحديات، مثل عدم اليقين الذي يكتنف السياسات وقضايا ضبط الجودة في عملية التصنيع.
وتستهدف راديا تهدئة تلك المخاوف عبر استعمال التقنيات الحالية والمكونات المألوفة لدى المنظمين، وكذلك عبر الاستفادة من سلسلة الإمدادات الحالية في مجال الطيران لبناء طائرة ويند رانر.
وأبدى وزير الطاقة الأميركي السابق وعضو المجلس الاستشاري لشركة راديا إرنست مونيز تفاؤله بشأن تحول الطاقة وطاقة الرياح، قائلًا: "تعمل المرافق على زيادة توقعاتها للطلب بعوامل ضخمة، ويتنامى استعمال الكهرباء نتيجة كهربة وسائل النقل والتدفئة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، علاوة على الطفرة التي يشهدها قطاع التصنيع ومراكز البيانات للذكاء الاصطناعي".
وأضاف: "كما تبرز الحاجة إلى الكهرباء النظيفة المستدامة عاملاً مهمًا في هذا الخصوص"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
من جهته، قال الأستاذ في جامعة برينستون جيسي جينكينز، إن "الشفرات الكبيرة المقترنة بالأبراج الشاهقة من شأنها أن تجعل طاقة الرياح أكثر قدرة على المنافسة في كل مكان، في حين تجعل أماكن أكثر في الولايات المتحدة مهيأة بدرجة أكبر لتطوير طاقة الرياح".
وتابع: "يبقى السؤال الأهم في هذا الشأن هو الترخيص الاجتماعي، ومدى القبول المجتمعي لتلك التقنية النظيفة".
التعافي صعب
ما تزال صناعة الرياح العالمية غير قادرة على التعافي وتجاوز عدم اليقين الذي هوت فيها خلال الأشهر الأخيرة، بفعل التطورات الحاصلة في الولايات المتحدة الأميركية والصين، من بين عوامل أخرى عديدة.
وهناك حاجة عالمية ماسة إلى تسريع وتيرة التحول الأخضر، عبر رفع حصة الكهرباء النظيفة في مزيج الطاقة العالمي، في وقت يتأزم فيه قطاع الرياح العالمي بفعل تخارج العديد من كبار المطورين من مشروعاتهم المُخططة، نتيجة عدم جدواها الاقتصادية في الوقت الراهن على الأقل.
وإلى ذلك انخفضت توقعات نمو صناعة الرياح العالمية بواقع 29 غيغاواط خلال الربع الأخير من العام الماضي (2023)، وفق تقرير صادر عن شركة وود ماكنزي (Wood Mackenzie) العالمية المتخصصة في أبحاث واستشارات الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- توقعات نمو صناعة الرياح العالمية تتراجع.. والشرق الأوسط "بقعة مضيئة" (تقرير)
- 6 خطوات عاجلة لإنقاذ صناعة الرياح الأوروبية من الانهيار
- سعة طاقة الرياح البحرية في آسيا تقتنص المركز الأول من أوروبا لأول مرة
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية ترفع توقعات الطلب على النفط خلال 2024
- صادرات الجزائر من الغاز المسال تقفز في أول شهرين من 2024 (رسم بياني)
- الألواح الشمسية تمنح "قُبلة الحياة" لملايين اللاجئين في سوريا