تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

صناعة الرياح البحرية الأوروبية.. كيف تكسر قيود سلاسل الإمدادات؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تكافح صناعة الرياح البحرية الأوروبية بسبب تحديات صعبة مثل التضخم
  • يتعين على حكومات القارة تذليل العقبات التي تعترض ازدهار تلك الصناعة
  • عانى القطاع تراجعًا حادًا في الاستثمارات ذات الصلة ببناء مزارع الرياح الجديدة
  • تمثّل أرقام سعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي خلال 2023 زيادة طفيفة عن نظيرتها في عام 2022
  • يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تركيب سعة سنوية 25.5 غيغاواط لتحقيق أهدافه المناخية

وصلت صناعة الرياح البحرية الأوروبية إلى عنق الزجاجة -حسب تعبير أحد المسؤولين-، نتيجة تزايد الضبابية التي تغلّف المشهد في هذا القطاع الحيوي الذي تَعُده القارة العجوز الركيزة الرئيسة في الجهود المناخية وأمن الطاقة.

وتكافح تلك الصناعة النظيفة في سبيل تذليل مجموعة من العراقيل التي واجهتها خلال السنوات القليلة الماضية، نتيجة عوامل التضخم المرتفع وقوة المنافسة وتنامي القيود المفروضة على عملية استصدار التصاريح الخاصة بالمشروعات الجديدة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ولعل هذا ما دفع هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي ويند يوروب"(WindEurope) إلى مطالبة حكومات دول القارة بضرورة تذليل الصعاب أمام المستثمرين عبر تسهيل خطوات منح التراخيص، ودعم خطط الاستثمار في سلاسل إمدادات طاقة الرياح إلى أوروبا.

وعانى القطاع تراجعًا حادًا في الاستثمارات ذات الصلة ببناء مزارع الرياح الجديدة وتركيب التوربينات الإضافية خلال العامين الماضيين (2022 و2023)، وهو ما يُنسب –أساسًا- إلى ارتفاع التضخم والتدخلات الحكومية الزائدة في أسواق الكهرباء الأوروبية.

معضلة الـ500 غيغاواط

تواجه صناعة الرياح البحرية الأوروبية تحديات كبيرة من أجل تأسيس البنية التحتية اللازمة لتلبية الأهداف المناخية للقارة العجوز، وفق تقرير نشرته الرابطة الأوروبية لمشغّلي شبكات الطاقة إي إن تي إس أو –إي (ENTSO-E).

وستشهد طاقة الرياح البحرية نشر قرابة 500 غيغاواط في بلدان الاتحاد الأوروبي، والدول المجاورة، مثل المملكة المتحدة والنرويج؛ ما يجعلها ثالث أكبر مصدر طاقة بحلول منتصف القرن الحالي (2050).

غير أن تلك الأهداف ستتطلب ما يصل إلى 54 ألف كيلومتر (34 ألف ميل) من خطوط نقل الكهرباء الإضافية، وهي خطوط تكفي لتطويق كوكب الأرض بواقع 1.5 مرة.

وتسلّط تلك النتائج التي توصلت إليها "إي إن تي إس أو –إي" الضوء على التحدي الذي تواجهه سلاسل الإمدادات في المنطقة، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتقع صناعة الرياح البحرية الأوروبية –حاليًا- تحت وطأة ضغوط شديدة في ظل معدلات التضخم المرتفعة، والتوترات الجيوسياسية، وتنامي حدة المنافسة العالمية؛ ما أشعل فتيل أزمة في ذلك القطاع الحيوي خلال العام المنصرم (2023).

ويتجاوز الطلب على طاقة الرياح سعة سلسلة الإمدادات، ومن ثم فقد تضاعفَ الوقت اللازم لبناء سعة الرياح المطلوبة.

مزارع الرياح البحرية الأوروبية

أهداف الحياد الكربوني

هناك حاجة ماسّة لانتعاش صناعة الرياح البحرية الأوروبية بهدف تلبية المستهدف الطموح الذي يتبنّاه الاتحاد الأوروبي بشأن تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ولتحقيق أهدافه بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، سيحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تركيب سعة سنوية قدرها 25.5 غيغاواط، ما يعادل زيادة قوامها 10 أضعاف من المتوسط المسجل خلال العقد السابق، بحسب التقرير.

وقال رئيس الرابطة الأوروبية لمشغّلي شبكات الطاقة إي إن تي إس أو –إي داميان كورتيناس: "في أوروبا لدينا مصنّعون عالميون للمعدّات التي نحتاج إليها في صناعة الرياح البحرية الأوروبية الإستراتيجية"، مضيفًا: "غير أن سلسلة الإمدادات قد وصلت إلى عنق الزجاجة"، في بيان صحفي تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

استثمارات ضرورية

وفق تقديرات "إي إن تي إس أو –إي"، تحتاج صناعة الرياح البحرية الأوروبية إلى ضخ استثمارات قدرها 400 مليار يورو (435 مليار دولار) لتلبية أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا).

وخلال العام المنصرم (2023)، اتخذ الاتحاد الأوروبي خطوات من أجل إعادة توطين ما نسبته 40% من احتياجاته التصنيعية لتقنيات الطاقة النظيفة الرئيسة، مثل الرياح، في إطار استجابته لقانون خفض التضخم الذي مرّره الكونغرس الأميركي في عام 2022، والدعم الكبير الذي تمنحه الحكومة الصينية إلى تلك القطاعات.

تركيب توربينات رياح بحرية
تركيب توربينات رياح بحرية - الصورة من rechargenews

سعة جديدة غير كافية

بنى الاتحاد الأوروبي سعة رياح جديدة قدرها 17 غيغاواط، خلال عام 2023، بارتفاع ضئيل عن العام السابق (2022)، وفق بيان صحفي نشرته هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي ويند يوروب.

غير أن تلك السعة لا تُعدّ كافية على الإطلاق لتحقيق الأهداف المناخية بوساطة دول التكتل بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

ولذا بات لزامًا على الاتحاد الأوروبي إنعاش صناعة الرياح البحرية الأوروبية، عبر بناء سعة جديدة قدرها 30 غيغاواط سنويًا خلال المدة الممتدة من الآن حتى عام 2030.

غير أن سلسلة توريد صناعة الرياح البحرية الأوروبية، حاليًا، لا يمكنها سوى إنتاج قرابة 7 غيغاواط سنويًا.

تدابير أوروبية

استأثرت طاقة الرياح بما نسبته 19% من كل كميات الكهرباء المولّدة في عموم أوروبا خلال العام المنصرم (2023)، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وأظهرت تقديرات ويند يوروب أن سعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي بلغت 17 غيغاواط، والمولّدة من مزارع الرياح الجديدة في 2023، موزعة بواقع 14 غيغاواط من المزارع البرية و3 غيغاواط من المزارع البحرية.

وتمثّل أرقام سعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي خلال 2023 زيادة طفيفة عن نظيرتها في عام 2022، كما أنها تبرز الأعلى على الإطلاق من قِبل دول التكتل في عام واحد.

لكن تلك الأرقام تقلّ كثيرًا عن سعة طاقة الرياح البالغة 30 غيغاواط سنويًا، والتي يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى بنائها لتحقيق أهدافه المناخية الجديدة 2030 وتعزيز أمن الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق