سلايدر الرئيسيةأخبار الطاقة المتجددةطاقة متجددة

سعة طاقة الرياح الأوروبية المضافة في 2023 لا تكفي لتحقيق أهداف المناخ (تقرير)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • تعوّل أوروبا على طاقة الرياح لتحقيق أهداف الحياد الكربوني.
  • صناعة الرياح في أوروبا تواجه سلسلة من التحديات الصعبة.
  • استحدثت المفوضية الأوروبية مجموعة من الإجراءات لتعزيز صناعة الرياح.
  • استحوذت طاقة الرياح على ما نسبته 19% من إجمالي الكهرباء المولدة في الاتحاد الأوروبي خلال عام 2023.
  • شهد القطاع هبوطًا في حجم استثمارات بناء مزارع الرياح الجديدة.

تثير سعة طاقة الرياح الجديدة المضافة في بلدان الاتحاد الأوروبي، خلال العام الماضي (2023)، قلق القائمين على تلك الصناعة النظيفة؛ لكونها تتخلف كثيرًا عن المستوى المستهدف لتحقيق أهداف الحياد الكربوني وتعزيز أمن الطاقة في القارة العجوز.

وواجهت صناعة الرياح الأوروبية عددًا من العراقيل خلال السنوات القليلة الماضية نتيجة عوامل تنوعت بين التضخم المرتفع وتنامي حدة المنافسة والقيود المتزايدة المفروضة على عملية استصدار التصاريح الخاصة بالمشروعات الجديدة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي أكتوبر/تشرين الأول (2023) كشفت المفوضية الأوروبية -الذراع التنفيذي للاتحاد الأوروبي- النقاب عن حزمة من الإجراءات التي تستهدف من خلالها تعزيز سعة طاقة الرياح في أوروبا، منا زيادة الدعم المالي لموردي صناعة الرياح، من خلال بنك الاستثمار الأوروبي، وإدخال تغييرات في مزادات الطاقة الخضراء، التي تفضل المصنعين المحليين عن غيرهم.

سعة جديدة غير كافية

بنى الاتحاد الأوروبي طاقة رياح جديدة سعتها 17 غيغاواط، خلال العام المنصرم (2023)، بزيادة طفيفة عن العام السابق (2022)، وفق بيان صحفي نشرته هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي "ويند يوروب (WindEurope)".

لكن لا تُعد تلك السعة كافية على الإطلاق للوصول إلى الأهداف المناخية بوساطة دول التكتل بحلول نهاية العقد الجاري (2030).

وينبغي على الاتحاد الأوروبي بناء طاقة رياح جديدة سعة 30 غيغاواط سنويًا خلال المدة الممتدة من الآن حتى عام 2030.

تدابير أوروبية

سيساعد ميثاق الاتحاد الأوروبي لطاقة الرياح وحزمة طاقة الرياح الأوروبية على زيادة بناء السعة السنوية لطاقة الرياح.

ومثلت الرياح ما نسبته 19% من كل كميات الكهرباء المولّدة في عموم أوروبا خلال العام المنصرم (2023)، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ووفق بيانات ويند يوروب، لامست سعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي 17 غيغاواط، والمولّدة من مزارع الرياح الجديدة في 2023، موزعة بواقع 14 غيغاواط من المزارع البرية و3 غيغاواط من المزارع البحرية.

وتمثل أرقام سعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي خلال 2023 زيادة طفيفة عن نظيرتها في عام 2022، كما أنها تبرز الأعلى على الإطلاق من قِبل دول التكتل في عام واحد.

غير أن تلك الأرقام تقل كثيرًا عن سعة طاقة الرياح البالغة 30 غيغاواط سنويًا والتي يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى بنائها لتلبية أهدافه المناخية الجديدة 2030 وتعزيز أمن الطاقة.

مزرعة رياح بحرية
مزرعة رياح بحرية - الصورة من سي إن بي سي

ألمانيا الأولى

تبرُز ألمانيا أكبر مُنتِج لطاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي، بسعة جديدة هي الأعلى بين دول التكتل، تليها هولندا ثم السويد في المركزين الثاني والثالث على الترتيب.

لكن بنَت هولندا أكبر سعة طاقة رياح بحرية جديدة؛ من بينها تلك المولّدة من مزرعة رياح هولندس كوست زيود (Hollandse Kust Zuid) البالغة سعتها 1.5 غيغاواط، والتي تصنّف الآن أكبر مزرعة رياح في العالم.

ووفق تقديرات وكالة الطاقة الدولية، ستلامس سعة طاقة الرياح الجديدة في الاتحاد الأوروبي 23 غيغاواط سنويًا خلال المدة من عام 2024-2028.

وينبغي أن تسهم الإجراءات المتضمّنة في حزمة طاقة الرياح الأوروبية بتحقيق زيادة كبيرة في السعة السنوية من هذا المصدر النظيف، وتعزيز سلسلة إمدادات طاقة الرياح في القارة العجوز.

ولتحقيق هذا المستهدف الطموح تبرز أهمية الالتزام بتحقيق متطلبات حزمة طاقة الرياح الأوروبية التي وقع عليها 26 من وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي في 19 ديسمبر/كانون الأول (2023).

وتشمل الإجراءات الحاسمة المتضمنة في ميثاق الرياح الأوروبي زيادة تبسيط عملية إصدار التصاريح ذات الصلة، وإدخال تحسينات على تصميم المزادات لبناء مزارع رياح جديدة وتقديم الدعم المالي العام لتصنيع توربينات الرياح والبنية التحتية الرئيسة.

وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال توقيعهم على ميثاق الرياح الأوروبي
وزراء الطاقة في الاتحاد الأوروبي خلال توقيعهم على ميثاق الرياح الأوروبي – الصورة من موقع ويند يوروب

حصة الرياح في مزيج الكهرباء

استحوذت طاقة الرياح على ما نسبته 19% من إجمالي الكهرباء المولّدة في الاتحاد الأوروبي خلال عام 2023.

في المقابل مثلت طاقة المياه ما نسبته 13%، والطاقة الشمسية 8%، والكتلة الحيوية 3%، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وشكّلت مصادر الطاقة المتجددة مجتمعة 44% من الكهرباء الإجمالية المولّدة في دول التكتل خلال المدة نفسها.

ويتراوح الآن "عامل السعة" لمزارع الرياح البرية الجديدة بين 30% و48%، في حين يلامس عامل السعة لمزارع الرياح البحرية الجديدة 50%.

ويقيس عامل السعة كمية الناتج من الكهرباء التي يجري الحصول عليها من وحدة السعة، وهو يتفاوت بين تقنيات الطاقة المتجددة.

تحديات

طالبت هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي حكومات القارة بضرورة تذليل الصعاب أمام المستثمرين عبر تيسير تدابير منح التراخيص، ودعم خُطط الاستثمار في سلاسل إمدادات طاقة الرياح إلى أوروبا، بالإضافة إلى خُطط نشر طاقة الرياح في المصانع والمواني وغيرها.

وشهد القطاع هبوطًا في حجم استثمارات بناء مزارع الرياح الجديدة وتركيب التوربينات الإضافية خلال العامين الماضيين (2022 و2023)، وهو ما يُعزى إلى صعود التضخم والتدخلات الحكومية غير المقيّدة في أسواق الكهرباء الأوروبية.

ويوصي خبراء طاقة الرياح الحكومات بضرورة وضع آليات جديدة لاستعادة ثقة المستثمرين، ومساعدتهم على التوسع في تلك الصناعة التي يُراهن عليها لضمان أمن الطاقة الأوروبي، فضلًا عن مساهمتها في تقليص الانبعاثات الكربونية وتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي (2050).

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق