التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

طاقة الرياح البحرية في أوروبا تحتاج إلى استثمارات "لوجستية" عاجلة (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • أوروبا شيّدت 2.1 غيغاواط من الرياح البحرية الجديدة في النصف الأول من عام 2023
  • إجمالي طاقة الرياح البحرية في أوروبا يصل إلى 32 غيغاواط.
  • الاستثمارات الضرورية في المصانع والقوى العاملة والبنية التحتية لا تحدث بالسرعة الكافية
  • توجد حاليًا اختناقات في إنتاج أساسات توربينات الرياح البحرية وفي توافر سفن التركيب

تحتاج سلسلة الخدمات اللوجستية وسلسلة إمداد طاقة الرياح البحرية في أوروبا إلى استثمارات جديدة بشكل عاجل، وفي الوقت نفسه، يبدو أن قانون الصناعة المحايدة كربونيًا (نت-زيرو إندستري آكت) في الاتحاد الأوروبي -بصيغته الحالية- لا يدعم هذه الاستثمارات بالشكل المناسب.

واتُّخِذَت قرارات الاستثمار النهائية للحصول على 5 غيغاواط أخرى بعد التأخير في العام الماضي، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ونظرًا إلى أن تصميم المزاد يُعدّ عقبة جديدة؛ فإنه يجب على الحكومات الأوروبية إتاحة مؤشر التكلفة وتجنّب العطاءات السلبية غير المغطاة، وفقًا لما نشره موقع مؤسسة ويند يوروب (windeurope) في 17 أغسطس/آب الجاري.

توسع طاقة الرياح البحرية في أوروبا

شهد النصف الأول من عام 2023 توسّعًا في طاقة الرياح في أوروبا، إذ رُكِّبَت خلاله تركيب 2.1 غيغاواط جديدة، وبذلك يصل إجمالي طاقة الرياح البحرية إلى 32 غيغاواط. وكان أكثر من نصف هذه التركيبات في هولندا، والباقي في المملكة المتحدة وألمانيا والنرويج.

وتُعدّ هذه الإنجازات أقلّ من المستوى المطلوب للوصول إلى أهداف الطاقة والمناخ في أوروبا، فقد تأخرت الاستثمارات في عام 2022 بسبب الضبابية التنظيمية الناجمة عن التدخلات الحكومية المفاجئة في أسواق الطاقة، لذا يتعين على أوروبا اللحاق بالركب.

ويرى المحللون أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبني في المتوسط 11 غيغاواط سنويًا من طاقة الرياح البحرية من الآن وحتى عام 2030.

ورغم أنه كان من الواضح دائمًا أنه سيُبنى المزيد في النصف الثاني من العقد، فإن الوتيرة الحالية، بمقدار 1.4 غيغاواط في النصف الأول من عام 2023 في الاتحاد الأوروبي، ما تزال دون المستوى.

وتبرز الحاجة إلى توسيع سلسلة إمداد طاقة الرياح البحرية في أوروبا لدعم هذا التكثيف الكبير، لكن الاستثمارات الضرورية في المصانع والقوى العاملة والبنية التحتية لا تحدث بالسرعة الكافية.

الاختناقات في إنتاج أساسات توربينات الرياح البحرية

توجد حاليًا اختناقات في إنتاج أساسات توربينات الرياح البحرية وفي توافر سفن التركيب، لهذا تبرز الحاجة إلى مصانع جديدة للتوربينات والخطوط، بالإضافة إلى 9 مليارات يورو (9.79 مليارات دولار) من الاستثمارات في البنية التحتية للمواني، واستثمارات كبيرة في محطات ربط الشبكة الجديدة.

على صعيد آخر، تحتاج أوروبا إلى إصلاح لوائحها (مثل التصاريح وتصميم السوق) لتقديم دراسة الجدوى لمثل هذه الاستثمارات.

وستكون هناك حاجة للدعم العام، إذ إن الخطة الصناعية للصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبي وقانون الصناعة المحايدة كربونيًا ما يزالان قاصرين بصيغتهما الحالية.

ويحتاج الاتحاد الأوروبي إلى تقديم الأموال للمساعدة في توسيع نطاق سلسلة التوريد، وليس فقط تمويل الابتكار.

من ناحيتها، تحتاج الحكومات الوطنية إلى الاستفادة القصوى من المرونة الجديدة التي تتمتع بها بقوانين مساعدات الدولة في الاتحاد الأوروبي لدعم الاستثمارات، وتحتاج قوانين المزاد إلى مكافأة الاستثمارات في مرونة سلسلة التوريد وغيرها من المجالات ذات القيمة المضافة.

أهمية تصميم المزاد

يجب على الحكومات الأوروبية أن تحصل على تصميم المزاد الأساسي بشكل صحيح، وأن تقوم بفهرسة أسعار المزاد بالكامل لتغطية التضخم بين المزاد والشراء الفعلي للمعدّات، وفقًا لما نشره موقع مؤسسة ويند يوروب (windeurope) في 17 أغسطس/آب الجاري.

في المقابل، زادت تكاليف توربينات الرياح البحرية بنسبة تصل إلى 40% خلال العامين الماضيين، وإذا لم تدرك الحكومات ذلك، فإنها ستفقد المشروعات، تمامًا مثلما خسرت المملكة المتحدة مشروع بورياس لطاقة الرياح البحرية التابع لشركة فاتنفول السويدية.

إضافة إلى ذلك، يجب ألّا تقع الحكومات تحت إغراء "العطاءات السلبية غير المغطاة" - مطالبةً المطورين بدفع المبلغ الذي يمكنهم دفعه مقابل امتياز بناء مزرعة رياح بحرية.

ومن بين 12 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية التي مُنِحَت في الإجراءات حتى الآن هذا العام، مُنِحت 60% بمناقصة سلبية غير مغطاة. وتُعدّ المبالغ التي يعرض المطورون دفعها ضخمة، أكثر من 1.5 مليار يورو (1.63 مليار دولار) لكل غيغاواط في ألمانيا.

وتضيف هذه المبالغ بشكل كبير تكاليف بناء مزرعة الرياح، وسيتعين على المطورين تمرير هذه التكاليف إلى مستهلكي الكهرباء و / أو سلسلة التوريد، وكلاهما يعاني حاليًا.

مزرعة رياح بحرية فرعية في مدينة سانت بريوك الفرنسية
مزرعة رياح بحرية فرعية في مدينة سانت بريوك الفرنسية -الصورة من شركة إبيردولا

النشاط المالي يتعافى ببطء

في العام الماضي، لم يكن هناك استثمار واحد جديد واسع النطاق بطاقة الرياح البحرية في أوروبا. فقد تأجلت قرارات الاستثمار النهائية، إذ زاد التضخم من تكاليف المشروع، وخوف المستثمرين من التدخلات الحكومية في أسواق الكهرباء، حسب تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

تجدر الإشارة إلى أن الأمور تحسنت هذا العام، إذ وصلت 6 مشروعات كبيرة إلى مرحلة قرارات الاستثمار النهائية بإجمالي 15 مليار يورو (16.30 مليار دولار) من الاستثمار و 5 غيغاواط من السعة الجديدة، إلّا أن بعض الاستثمارات ما زال متأخرًا، والعديد من المستثمرين ما زالوا مترددين.

طاقة الرياح البحرية العائمة

أنجِزت مزرعة الرياح البحرية العائمة هايويند تامبين في النرويج، وهي إحدى مزارع الرياح البحرية الجديدة التي اكتملت هذا العام.

وبالنظر إلى قدرتها البالغة 95 ميغاواط، تُعدّ هايويند تامبين أكبر مزرعة رياح عائمة في العالم، وترفع قدرة الرياح العائمة الإجمالية في أوروبا إلى 208 ميغاواط.

وتُعدّ هذه مجرّد انطلاقة، إذ تبيع فرنسا مزادًا مزرعة رياح عائمة بقدرة 250 ميغاواط قبالة إقليم بريتاني، وتخطط لمزيد من المزادات العام المقبل.

وتُطَوَّر الآن عدّة غيغاواط من مزارع الرياح العائمة أيضًا في المملكة المتحدة وجنوب أوروبا، وتستعد البرتغال لأول مزادات رياح عائمة.

وتسمح الرياح العائمة للدول ذات البحار العميقة (أعماق المياه التي تزيد عن 60 مترًا) بالبدء في تنفيذ محطات الرياح البحرية.

ويمكن لأوروبا الثقة بأنه سيكون لديها 3-4 غيغاواط من الرياح العائمة قيد التشغيل بحلول عام 2030، وليس من غير المعقول الاعتقاد بأنها ستمتلك 10 غيغاواط بحلول ذلك الوقت، إذا دعمت الحكومات أهدافها التوسعية بالسياسات الصحيحة، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق