التقاريرتقارير الغازتقارير الكهرباءتقارير دوريةرئيسيةغازكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

أسعار الغاز في أوروبا تخفّف الضغط عن أسواق الكهرباء (تقرير)

تضاعف الأسعار في الأيام الأخيرة يربك تقديرات المحللين

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • تراجع أسعار الغاز في أوروبا إلى مستويات قياسية منذ مطلع 2023
  • محطات التوليد بالغاز تنتعش مع انخفاض الأسعار إلى 25 دولارًا
  • طفرة التوليد من الطاقة المتجددة خفّفت الضغوط على أسواق الكهرباء
  • مخزونات الغاز في مستويات آمنة والشتاء المقبل قد يمر بسلام
  • عودة الأسعار إلى الارتفاع بنسبة 100% خلال الأيام الـ10 الأخيرة للتداول

أدى انخفاض أسعار الغاز في أوروبا خلال الأشهر الماضية إلى تخفيف حدة الضغوط عن أسواق الكهرباء الأوروبية المنهكة منذ العام الماضي (2022)، لكن التخوّف من تقلب الأسعار ما زال مقلقًا مع عودتها إلى الارتفاع مجددًا خلال الأسبوعين الماضيين.

وشهدت أسعار الغاز الأوروبية انخفاضات متتالية تجاوزت نسبتها 70% منذ بداية (2023)، كما سجلت في شهر مايو/أيار الماضي أقل مستوياتها منذ منتصف (2021)، أي ما قبل الحرب.

وتراوح متوسط أسعار الغاز في أوروبا بين 23 و25 يورو (25 و27 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة خلال المدة من 28 مايو/أيار (2023) وحتى أول أسبوع تداول من شهر يونيو/حزيران الجاري، لكنها ما لبثت أن عاودت الارتفاع خلال الأيام الـ10 الأخيرة للتداول بصورة أقلقت المراقبين، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتضاعفت أسعار الغاز في أوروبا على مؤشر "تي تي إف" الهولندي خلال الأيام الـ10 الأخيرة للتداول، لتغلق الخميس 15 يونيو/حزيران 2023 على 49.5 يورو (53.46 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، وهو أعلى مستوى منذ أوائل أبريل/نيسان الماضي، وفقًا لصحيفة فاينناشيال تايمز.

(يورو = 1.08 دولارًا أميركيًا)

وعلى الرغم من أن مخزونات الغاز عند مستويات مطمئنة فإن الأسعار عاودت الارتفاع مع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة وتمديد انقطاع الإمدادات من الحقول الرئيسة في النرويج، نظرًا إلى أعمال الصيانة، فضلًا عن اعتزام هولندا إغلاق حقل غرونينغن، أكبر حقل للغاز في أوروبا.

ورغم التقلب الحاد في أسعار الغاز الأوروبية خلال الأسبوعين الماضيين، فإن متوسطها ما يزال هادئًا جدًا، مقارنة بالذروة التاريخية التي تجاوزت 342 يورو (369 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة في شهر أغسطس/آب 2022.

مخزونات الغاز في مستويات آمنة

ترجح تحليلات المراقبين لأسواق الغاز في أوروبا مرور الشتاء المقبل بسلام مع زيادة المخزونات إلى حدود فوق آمنة في أغلب دول الاتحاد الأوروبي، وفقًا لتقديرات منصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس المتخصصة (Bloomberg NEF).

وتتجه أوروبا إلى ملء خزاناتها بالكامل قبل الشتاء المقبل (2023-2024)، ما يرجح تخفيف الضغوط عن أسعار الغاز لمدة أطول.

ومن المتوقع وصول شمال غرب أوروبا والنمسا وإيطاليا إلى أعلى مستويات التخزين بحلول أوائل سبتمبر/أيلول 2023، ما يقلّل من فرص حدوث نقص في إمدادات الغاز خلال الشتاء المقبل، ومن ثم استقرار أسواق الكهرباء، لكن ذلك ما زال مرهونًا جزئيًا ببقاء الطلب الآسيوي على الغاز الطبيعي المسال عند مستوياته الحالية واستقرار أسعار الغاز.

وأسهم انخفاض أسعار الغاز في أوروبا خلال الأشهر الماضية في عودة محطات الكهرباء العاملة بالغاز للعمل، مع خفض الاعتماد على الفحم وإزاحته إلى ترتيب متأخر بين مصادر إمدادات الكهرباء على المستوى الأوروبي.

طفرة التوليد من الطاقة المتجددة

أصبح تأثير ارتفاع مصادر الطاقة المتجددة أكثر وضوحًا مع انخفاض أسعار الغاز في أوروبا، فقد شهدت ألمانيا أسعارًا سالبة للكهرباء خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار 2023، بسبب تزامن ارتفاع التوليد من الطاقة الشمسية مع انخفاض الطلب الإجمالي على الكهرباء.

وتحولت أسعار الكهرباء في ألمانيا إلى النطاق السالب منتصف نهار الجمعة 28 مايو/أيار 2023، لتسجل سالب 130 يورو (140 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، وهو أقل سعر للساعة في السنوات الـ6 الماضية.

الطاقة الشمسية في أوروبا
ألواح الطاقة الشمسية في أوروبا - الصورة من "سولار فيدز" (solar feeds)

ويرجع السبب في تحول الأسعار إلى سالبة إلى ارتفاع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 38 غيغاواط، مقترنًا بانخفاض الطلب على الكهرباء في نهاية الأسبوع، ما أدّى إلى انخفاض الأسعار.

ومن المتوقع أن تصبح الأسعار السالبة أكثر شيوعًا مع انتشار مصادر الطاقة المتجددة بجميع أرجاء القارة في ظل توجه كبرى شركات الكهرباء والمرافق لتعزيز جهودها في خفض الانبعاثات.

وأعلنت شركة المرافق الألمانية الكبرى "آر دبليو إي أيه جي" أنها ستعمل على توفيق أوضاع إستراتيجيتها مع أهداف خفض الانبعاثات العالمية، لكن ذلك لن يكون سهلًا على شركة تعتمد في توليد ثلث إنتاجها من الكهرباء على مصادر الوقود الأحفوري، وفقًا لمنصة بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.

محطات الغاز أرخص من الفحم

أسهمت معدلات التوليد القياسية من طاقة الرياح والطاقة الشمسية في عام 2023، إلى جانب انخفاض الطلب على الكهرباء، في إبقاء حرق الغاز في قطاع الكهرباء تحت السيطرة، رغم الانتعاش النسبي لاقتصادات محطات الغاز مقارنة بنظيرتها العاملة بالفحم.

فقد أدّى انخفاض أسعار الغاز في أوروبا إلى جعل محطات توليد الكهرباء العاملة بالغاز أرخص على مستوى تكاليف التشغيل من المحطات التي تعمل بالفحم البني في ألمانيا، أكبر اقتصاد على مستوى الاتحاد.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- مزيج توليد الكهرباء في الاتحاد الأوروبي:

مزيج الكهرباء في أوروبا

وأسهم تراجع التوليد عبر الفحم البني في انخفاض إجمالي حصة الوقود الأحفوري في توليد الكهرباء بألمانيا إلى 40% في نهاية مايو/أيار 2023، مقارنة بـ60% في بداية الشهر، وفقًا لبيانات بلومبرغ نيو إنرجي فاينانس.

كما أدى هذا التراجع إلى سهولة الاعتماد على محطات التوليد العاملة بالغاز بدلًا من محطات الفحم الأقل كفاءة، أما استبدال المحطات الأعلى كفاءة -العاملة بالفحم- التي تبلغ سعتها 4 غيغاواط، فتتطلب انخفاض أسعار الغاز إلى أقل من 20 يورو (22 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، حتى تصبح تكلفة استبدالها أجدى من الناحية الاقتصادية.

واستندت تقديرات بلومبرغ سالفة الذكر إلى متوسط أسعار الغاز في أوروبا وألمانيا حول 23.5 يورو (25.37 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة حتى أول أسبوع تداول من يونيو/حزيران 2023، لكن ارتفاع الأسعار خلال الأيام الـ10 الأخيرة للتداول ربما يجعلها تعيد تحديث تقديراتها للسوق، خاصة بعد تجاوز السعر 49.5 يورو (53.46 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، وفقًا لإغلاق الخميس 15 يونيو/حزيران 2023.

توقعات الطقس متفائلة

على الجانب الآخر، تشير توقعات الطقس المتفاوتة في أوروبا إلى أن استعمال الغاز الطبيعي في قطاع التوليد سيظل تحت السيطرة خلال شهر يونيو/حزيران 2023 على الأقل، إذ يتوقع أن تشهد مناطق الشمال والبحر المتوسط طقسًا أكثر برودة، في حين يتوقع أن تشهد المنطقة الممتدة من أيرلندا إلى ألمانيا وبولندا درجات حرارة أعلى.

ومن المتوقع أن يرتفع الطلب على الكهرباء لأغراض التبريد وخلافه في البلدان التي ستشهد ارتفاعًا في درجات الحرارة مثل ألمانيا، في حين لا يتوقع حدوث ذلك في الدول المستقرة في أحوال الطقس أو المائلة للبرودة.

ويتوقع خبراء الأرصاد هطول مزيد من الأمطار على جنوب أوروبا، ما سيساعد في تجديد الخزانات المائية في إسبانيا وإيطاليا بعد معاناة لإعادة الملء بسبب ظروف الطقس الجاف منذ العام الماضي.

وسيؤدي عودة معدلات التخزين المائي لمستوياتها إلى زيادة توليد الطاقة الكهرومائية، التي ستخفف بدورها من استهلاك الغاز في جنوب أوروبا هذا الصيف، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق