التقاريرتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

هل تندم شركات النفط الأوروبية على توسعها في الطاقة المتجددة؟

أحمد أيوب

بدأت شركات النفط الأوروبية التفكير في بيع حصص ببعض مشروعات الطاقة المتجددة، وهو ما يثير تساؤلات مهمة حول أسباب هذه الخطوة في التوقيت الحالي، فضلًا عن مصير مشروعات الطاقة النظيفة في المستقبل.

يأتي هذا مع نشر أخبار عن أن شركة توتال إنرجي (TotalEnergies) الفرنسية تستكشف خلال الآونة الحالية بيع 50% من محفظة استثمارات الطاقة المتجددة المملوكة لها في أوروبا والولايات المتحدة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وليست توتال إنرجي وحدها التي بدأت تبني هذا الاتجاه، وإنما عدد آخر من شركات النفط الأوروبية شرع في المضي قدمًا في طريق بيع حصص بمشروعات الطاقة المتجددة المملوكة لها.

توتال إنرجي تدرس البيع

تبحث الشركة الفرنسية "توتال إنرجي" عن مستشارين لبيع 50% من حصتها في محطات طاقة الرياح والطاقة الشمسية المملوكة لها في الولايات المتحدة وإسبانيا والبرتغال وفرنسا واليونان، بحسب ما نشرته وكالة رويترز، في 2 فبراير/شباط 2024.

وتُقدر قيمة محفظة الشركة في مشروعات الطاقة المتجددة بنحو 2.5 مليار دولار، ومن المتوقع أن تؤدي خطة البيع إلى سلسلة من التعاملات خلال المدة المقبلة، ربما مع العديد من المشترين.

أحد مشروعات توتال إنرجي
أحد مشروعات توتال إنرجي - الصورة من صحيفة Le Monde

تجدر الإشارة إلى أنه في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي (2023) باعت شركة توتال إنرجي حصة قدرها 22.5% في مزرعة رياح بحرية لشركة بي تي تي النفطية التايلاندية (PTT) مقابل 522 مليون جنيه إسترليني (660.54 مليون دولار)، وهذه إشارة إلى توجه شركات النفط الأوروبية إلى بيع حصص في مشروعات الطاقة المتجددة المملوكة لها.

جدير بالذكر -أيضًا- أن الشركة الفرنسية تتمتع بقدرة توليد طاقة منخفضة الكربون أعلى بكثير من منافساتها، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

بيع حصص في شركات أخرى

يبدو أن الأمر لا يتعلق بتوتال إنرجي وحدها، إذ اتجهت شركات نفطية أوروبية أخرى على المنوال نفسه، فقد باعت شركات مثل إنيل (Enel)، وشركة ريبسول (Repsol)، وشركة إيبردرولا (Iberdrola)، حصصًا في مزارع طاقة الرياح ومحطات الطاقة الشمسية، للمساعدة في تمويل مشروعاتها الجديدة.

وفي يوليو/تموز 2023، انتشرت أنباء حول أن شركة شل (Shell) العالمية متعددة الجنسيات تستكشف خيارات بيع عملياتها العالمية في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك البيع المحتمل لحصة لمستثمرين خارجيين، وفقًا لما نشره موقع فايننشال بوست (Financial Post).

ويبدو أن شركة شل تحاول انتقاء أفضل الاستثمارات التي يمكن أن تحقق عائدًا أفضل لحملة أسهمها، حتى وإن كان ذلك على حساب التخلي عن بعض أعمالها في مجال الطاقة المتجددة، والاستثمار بصورة أكبر في مجال النفط والغاز، على الرغم من أن الشركة قضت وقتًا طويلًا على مدار العقود الماضية، لصياغة خطتها التي تحدد دورها المأمول في مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة.

واتبعت شل في السنوات الأخيرة نهجًا واضحًا نحو تنفيذ مشروعات تعمل على خفض انبعاثات الكربون وتعتمد بصورة أقل على الوقود الأحفوري في السنوات المقبلة، وهو ما يثير تساؤلًا مهمًا حول تغير اتجاهات شركات النفط الأوروبية نحو بيع حصص في مشروعات الطاقة المتجددة.

زيادة التكلفة سبب أساسي

إن بيع كل أو جزء من حصص شركات النفط الأوروبية في مشروعات الطاقة المتجددة يُعزى بصورة كبيرة إلى ارتفاع تكاليف المواد الخام وزيادة تكاليف رأس المال، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعتقد أن هناك تقديرًا غير واقعي للتكلفة فيما يتعلق بتأهيل شبكات الكهرباء وأنظمتها للتعامل مع مصادر الطاقة المتجددة.

وهناك دلائل على أن حجم خسائر بعض كبريات شركات طاقة الرياح قد يكون إشارة إلى صعوبة تنفيذ الأهداف المناخية، رغم واقعيتها والحاجة البيئية المُلّحة لها.

وهناك اتهامات للحكومات بأنها لم تدرس جيدًا تكلفة خفض الانبعاثات الكربونية، وكان يتعيّن عليها أولًا الاستعانة بخبراء المجال، لتقييم إمكان تحمّل التكلفة الواقعية لذلك.

ويوجد تحدٍّ آخر يواجه مشروعات الطاقة المتجددة هو أنه لا يمكن التنبؤ بطبيعتها، فنظرًا إلى صعوبة التنبؤ بموعد هبوب الرياح أو شروق الشمس، فإن مشغلي الشبكات يكافحون من أجل تحقيق التوازن بين العرض والطلب على الكهرباء باستعمال مصادر الطاقة المتجددة.

طاقة الرياح البحرية
أحد مشروعات طاقة الرياح البحرية - مصدر الصورة (Energy Voice)

ومن ناحية أخرى، من السهل التنبؤ ببدائل الوقود الأحفوري والتنبؤ بها وتحديد مواعيدها، ما يجعلها خيارًا مناسبًا، بحسب ما نشره موقع دايفرسجي (Diversegy).

وفي سياق متصل، يرى العديد من خبراء الطاقة أن مصادر توليد الطاقة المتجددة لن تكون كافية لتلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة، ويعتقدون أن الوقود الأحفوري، أو الطاقة النووية، سيحتاج دائمًا إلى تأدية دور في اقتصاد الطاقة، من أجل تلبية ذروة الطلب على الكهرباء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق