التقاريرتقارير دوريةرئيسيةوحدة أبحاث الطاقة

قيمة سوق الطاقة الحيوية قد تصل إلى 500 مليار دولار بحلول 2050

في حال تحقيق الحياد الكربوني

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة الحيوية حل أمام إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة
  • تُستعمل ثلث موارد الطاقة الحيوية المتاحة فقط في الوقت الراهن
  • العرض المشكلة الأساسية أمام استخدام الطاقة الحيوية
  • تكلفة إنتاج بعض أنواع الوقود الحيوي قد تتخطى الوقود الأحفوري

تنتظر سوق الطاقة الحيوية طفرة كبيرة، مع النظر إلى هذا المصدر النظيف على أنه أحد الحلول أمام إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة، ومواجهة مشكلة اعتمادها على الوقود الأحفوري، ومخاوف الاستناد إلى الطاقة المتجددة مثل الشمس والرياح، ذات الطبيعة المتغيرة.

وتتركز الاستعمالات التقليدية للطاقة الحيوية حول حرق الخشب وغيره لأغراض الطهي والتدفئة، وهو ما يضر البيئة، وفي المقابل، تعتمد الطاقة الحيوية الحديثة على النفايات، إذ يمكن للتقنيات الجديدة تسخير المخلفات من الزراعة وتحويلها إلى مصدر طاقة نظيفة.

وبحسب تقرير حديث -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- من المتوقع ارتفاع قيمة سوق الطاقة الحيوية عالميًا إلى 125 مليار دولار بحلول عام 2050، مقابل 44 مليار دولار في الوقت الراهن، بحسب السيناريو الأساسي للتقرير.

سيناريو الحياد الكربوني

يتوقع التقرير، الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي، أنه في حال نجاح العالم بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050 سترتفع قيمة سوق الطاقة الحيوية إلى 500 مليار دولار.

صهاريج لتخزين الوقود الحيوي
صهاريج لتخزين الوقود الحيوي - الصورة من بلومبرغ

ويبلع استهلاك الطاقة الحيوية حاليًا نحو 45 إكساغول، ما يعادل 7% من إمدادات الطاقة الأولية العالمية، لكن ما تزال هناك موارد كبيرة غير مستغلة.

وفي سيناريو الحياد الكربوني، تتوقع وود ماكنزي ارتفاع الكمية المستهلكة في سوق الطاقة الحيوية إلى 103 إكساغول بحلول عام 2050، وهو ما يعادل 20% من إمدادات الطاقة العالمية، و50% من إمكانات الطاقة الحيوية المتاحة، والبالغة 175 إكساغول.

ومن شأن تحقيق ذلك أن يُخفّض الانبعاثات الكربونية عالميًا بمقدار 8.3 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون، وهو ما يعادل 22% من الانبعاثات الحالية، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

وبحسب التقرير، يمكن أن تتوسع سوق الطاقة الحيوية العالمية عبر تحويل النفايات السائلة إلى غاز حيوي أو الميثان الحيوي، وهو وقود محايد الكربون ومطابق كيميائيًا للغاز الطبيعي، وكذلك يمكن تحويل بقايا الدهون والزيوت إلى الإيثانول والديزل الحيوييْن.

عوائق أمام سوق الطاقة الحيوية

يرى تقرير وود ماكنزي، أن المعروض -وليس الطلب- هو المشكلة الرئيسة التي تواجه انتشار الوقود الحيوي على نطاق واسع.

ويوضح أن العقبة الحقيقية أمام نشر الوقود الحيوي تُعد في الطريقة الاقتصادية للحصول على المواد الخام اللازمة، وليس في تقتينات استعماله، التي أصبح العديد منها قابلًا للتطبيق تجاريًا.

وفي بعض الأحيان قد تتجاوز تكلفة شحن المواد الخام الأولية لإنتاج الوقود الحيوي تكلفة محتويات الشحنة نفسها، خصوصًا أن العديد من مصادر تلك المواد لا يقع بالقرب من الصناعات التي تستهلكها.

ومع ذلك، يمكن خفض تكلفة النقل، فعلى سبيل المثال، تشكل المخلفات الصلبة 80% من إمدادات الطاقة الحيوية، ويمكن نقلها من خلال إزالة الهواء والماء في كل شحنة، ما يقلل من التكلفة، مؤكدًا أن تقنيات معالجة ذلك متقدمة فعلًا، ولكن مدى جدواها اقتصاديًا يعتمد على ظروف السوق المحلية.

وتُستثنى من ذلك الحل، المخلفات السائلة، التي ينتهي بها الأمر بنقل الماء، ومع ذلك يمكن بناء أجهزة التحلل الحيوي لها بالقرب من مزارع الماشية أو مرافق الصرف الصحي ومعالجة المياه.

ويرتبط العرض من الطاقة الحيوية دائمًا بكمية النفايات التي تولّدها القطاعات الأخرى، كما أن سوق المواد الخام غير منظمة، وإمداداتها غير مضمونة، رغم توافر كميات كافية من الموارد الكلية، وقد يصل لفائض منها في بعض الأحيان.

تكلفة الإنتاج في سوق الطاقة الحيوية

فضلًا عن تكلفة الشحن، تتجاوز تكلفة إنتاج الكتلة الحيوية والميثان الحيوي والوقود الحيوي بصفة عامة تكلفة إنتاج الوقود الأحفوري في بعض الحالات.

محطة لإنتاج الوقود الحيوي
محطة لإنتاج الوقود الحيوي - الصورة من رويترز

وعلى سبيل المثال، تسبّب تسعير الكربون في أوروبا في رفع أسعار الكريات الخشيبية المستعملة في إنتاج الوقود الحيوي إلى مستويات أسعار الفحم والغاز الطبيعي نفسها.

وفي السياق نفسه، تصل تكاليف المواد الأولية للوقود الحيوي السائل إلى ضعف سعر النفط الخام تقريبًا، وفق التقرير، الذي اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ومع ذلك، تعد الطاقة الحيوية فاعلة من حيث التكلفة مقارنة بأنوع الوقود النظيف الأخرى، فمن المتوقع لها أن تكون بأقل من نصف تكلفة الهيدروجين واحتجاز الكربون والوقود الاصطناعي في عام 2030.

ويرى التقرير أن دعم السياسات أمر رئيس لنشر إمكانات الطاقة الحيوية وإزالة المخاطر المتعلقة بها، إذ يمكن أن يسهم الدعم المالي المباشر من خلال الإعفاءات الضريبية والتمويل الميسر في تحفيز نشر المشروعات الجديدة.

وعلى سبيل المثال، أسهم توجه الاتحاد الأوروبي لوقود الطيران المستدام في تحفيز الاستثمار بفالوقود الحيوي السائل.

وبحلول عام 2050، يفرض الاتحاد الأوروبي أن يكون 70% من وقود الطائرات في دول الاتحاد من الوقود الحيوي المستدام، وفي حال تحقيق ذلك بصورة كاملة، من المتوقع استهلاك مليون برميل من الوقود الحيوي يوميًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق