غازأخبار الغازرئيسيةعاجل

توتال إنرجي تبرم صفقة غاز مسال لمدة 16 عامًا

محمد عبد السند

نجحت عملاقة الطاقة الفرنسية توتال إنرجي (TotalEnergies) في إبرام صفقة غاز مسال، في إطار خططها الهادفة إلى تعزيز محفظتها الاستثمارية الخارجية واقتناص حصة أكبر في السوق العالمية.

وفطنت إدارة الشركة إلى أهمية الغاز المسال في جهود إزالة الكربون من عملياتها التجارية، بوصفه بديلًا يُعول عليه في أن يخلف الفحم والنفط، لكونه مصدر طاقة أكثر نظافة واستدامة.

وعبر الاستفادة من محفظتها العالمية الواسعة للغاز الطبيعي المسال، تُسهم خطط توتال إنرجي التجارية التوسعية في سنغافورة بدعم إستراتيجية تحول الطاقة في البلد الواقع جنوب شرق آسيا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

صفقة غاز مسال

أبرمت توتال صفقة لتزويد نظيرتها السنغافورية سيمبكورب للصناعات (Sembcorp Industries) بما يصل إلى 0.8 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا، ولمدة 16 عامًا، على أن تسري الصفقة بدءًا من عام 2027، وفق ما ورد في بيان بالموقع الرسمي للشركة الفرنسية.

وأعلنت توتال إنرجي اليوم الخميس 29 فبراير/شباط (2024) إبرام اتفاقية بيع وشراء مع سيمبكورب المملوكة بالكامل للحكومة السنغافورية، لإمداد الأخيرة بشحنات غاز مسال على المدى الطويل.

وأضافت رائدة الطاقة الفرنسية أن شحنات الغاز المسال ستُنقَل إلى سنغافورة من محفظتها العالمية، بحسب البيان الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وتابع البيان: "عبر نقل إمدادات الغاز المسال الإضافية تلك إلى سنغافورة، تُسهم توتال إنرجي بتعزيز أمن الطاقة في الدولة الجزرية، وكذلك بتحقيق أهداف إزالة الكربون بها"، مردفًا: "تعكس تلك الصفقة -كذلك- التزام الشركة بدعم عملائها في تحولهم إلى الاستدامة".

شعار شركة سيمبكورب للصناعات
شعار شركة سيمبكورب للصناعات - الصورة من موقع الشركة

اتفاقية قائمة

تضاف الصفقة التي أبرمتها توتال إنرجي مع سيمبكورب إلى اتفاقية بيع وشراء غاز مسال قائمة موقّعة بين الطرفين وتسري حتى عام 2029، وكانت تلك الاتفاقية قد أُبرمت العام قبل الماضي (2022).

وبشأن أنشطة الغاز الطبيعي المسال الأخرى التي أعلنتها الشركة في الآونة الأخيرة، نجحت توتال إنرجي في تشغيل وحدة تخزين وإعادة تسييل الغاز العائمة الواقعة في ميناء لو هافر شمال غرب فرنسا، نهاية العام المنصرم (2023).

كما أبرمت الشركة اتفاقيتي بيع وشراء غاز مسال طويلتي الأجل مع شركة قطر للطاقة (QatarEnergy)، لنقل ما يصل إلى 3.5 مليون طن سنويًا من تلك السلعة الإستراتيجية شديدة البرودة من البلد الخليجي إلى فرنسا.

وفي السياق ذاته، كشفت توتال إنرجي النقاب عن طموحاتها في تعزيز إنتاجها من الغاز المسال ومشترياتها طويلة الأجل بنسبة 50% بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، مع مواصلة خفض الانبعاثات الكربونية والقضاء على انبعاثات الميثان المرتبطة بسلسلة قيمة الغاز.

علاقة عميقة

تسلّط الصفقة المبنية على اتفاقية بيع وشراء الغاز الطبيعي المسال الحالية، الضوء على عمق العلاقة بين توتال إنيرجي وسيمبكورب للصناعات.

كما تُعدّ الصفقة محورية بالنسبة لسنغافورة التي تتطلع إلى تنويع محفظة الطاقة الخاصة بها، وسط اندفاع عالمي نحو الاستدامة، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

كما تُعدّ الصفقة شهادة على الرؤية الإستراتيجية التي تتبنّاها شركة الطاقة الفرنسية لرفع إنتاجها ومشترياتها من الغاز الطبيعي المسال طويلة المدى بنسبة 50% بحلول عام 2030.

ومن المتوقع أن تعزز هذه الصفقة الرائدة أمن الطاقة في سنغافورة من خلال ضمان إمدادات ثابتة وموثوقة من الغاز الطبيعي المسال.

وقود انتقالي

تبرز أهمية الغاز الطبيعي المسال بوصفه مصدرًا نظيفًا بديلًا للفحم والنفط؛ ما يمكّنه من أداء الدور الانتقالي المنوط به بفاعلية في جهود التحول العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة.

وتمتد الآثار المترتبة على هذه الصفقة التاريخية إلى ما هو أبعد من التعزيز الفوري لجهود أمن الطاقة في سنغافورة وإزالة الكربون؛ إذ تؤكد تلك الصفقة الدور المحوري للشراكات الاستراتيجية والتعاون الدولي في مواجهة التحديات المعقّدة المتمثلة في تحول الطاقة وتغير المناخ.

ومع استمرار توتال إنرجي في توسيع عملياتها في مجال الغاز الطبيعي المسال والتزاماتها بخفض الانبعاثات، فإن الاتفاقية مع سيمبكورب تمثّل خُطوة مهمة نحو مشهد طاقة أكثر استدامة وأمانًا في سنغافورة، بل ومن المحتمل أن تشكّل نقطة تنطلق منها مبادرات مماثلة على مستوى العالم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق