تقارير الغازرئيسيةغاز

الغاز في غايانا يترقب انطلاقة فورية.. ودعم قطري

أسماء السعداوي

يترقب إنتاج الغاز في غايانا انتعاشة قريبة، أملًا في جني الأرباح من الموارد الضخمة غير المستغلة، وتعزيز الصادرات، وخفض أسعار الكهرباء.

ودعا رئيس البلاد محمد عرفان علي إلى إطلاق "تنمية فورية" لموارد الغاز لجعل الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية قوة إقليمية في مجال الطاقة، بالإضافة إلى صادرات النفط التي تشهد نموًا سريعًا، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وتمتلك غايانا مربع ستابروك، موطن أكبر اكتشاف للنفط في العالم خلال العقد الماضي، وهو واحد من أسرع مشروعات تطوير النفط نموًا وأقلها تكلفة خارج منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، لكن احتياطيات الغاز ما زالت غير مستغلة إلى حدّ كبير.

يقول الرئيس عرفان علي: "حان الوقت لتطوير غازنا.. ثمة فرصة فورية من الآن وحتى نهاية العقد لاستثمار موارد الغاز في غايانا، وتعظيم الاستفادة منها".

بدوره، أعرب رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، عن دعمه لتوجّه غايانا لتحقيق أمن الطاقة، مؤكدًا أن العالم بحاجة لمزيج قوي من موارد الطاقة كلها.

إمكانات الغاز في غايانا

في كلمته أمام مؤتمر الطاقة الدولي المنعقد في العاصمة جورج تاون أمس الإثنين (19 فبراير/شباط 2024)، قال رئيس غايانا محمد عرفان علي، إن الحكومة تطلب من الشركات اقتراح خطط لتمويل وبناء خطوط أنابيب وبنى أساسية أخرى تسمح لبلاده بتحقيق المكاسب الاقتصادية من موارد الغاز لديها.

ويرغب علي، في تحقيق استفادة أكبر من الغاز في غايانا، ويراه مفتاحًا لتطوير اقتصاد البلاد وجعلها مركزًا للتصنيع والغذاء، بحسب ما جاء في تقرير نشرته وكالة بلومبرغ.

رئيس غايانا عرفان علي
رئيس غايانا محمد عرفان علي- الصورة من "newssourcegy"

ويستحوذ النفط في غايانا -الذي اكتشفته شركة إكسون موبيل الأميركية (Exxon Mobil) عام 2015- على النصيب الأكبر من اقتصاد وصادرات البلاد.

وتستهدف إكسون زيادة إنتاج النفط إلى 1.2 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2028، وهو ما يجعل البلاد لاعبًا مهمًا على ساحة النفط العالمية.

لكن سواحل غايانا تحتوي على إمكانات ضخمة من الغاز الطبيعي، الذي تُعيد إكسون ضخّه في خزّانات النفط بوصفه مخلّفات.

وربما يتطلب تطوير الغاز في غايانا تعاونًا إقليميًا بسبب ارتفاع نطاق وتكلفة الإنتاج والنقل.

مكاسب محلية

يُعدّ الغاز الطبيعي مصدرًا أنظف من الفحم لتوليد الكهرباء، وإذا نجحت مساعي تطوير موارد الغاز، فإن غايانا ستتمكن من خفض فواتير الطاقة والتوسع في بناء مصاهر الذهب والألومنيوم، وتطوير ميناء بالمياه العميقة للمساعدة في تصدير المنتجات الزراعية من المنطقة.

وفي هذا الصدد، يقول رئيس قسم أعمال المنبع في شركة إكسون، ليام مالون، إن تمكين اقتصاد غايانا بالغاز الطبيعي المحلي بدلًا من واردات زيت الوقود يحقق مكاسب ضخمة، من بينها خفض تكلفة الكهرباء إلى النصف.

وأشار إلى مشروع بقيمة مليار دولار لإنشاء خط أنابيب غاز لصالح أغراض توليد الكهرباء، ومن المقرر إكمال تطويره في الربع الأخير من هذا العام.

وفي أولى مراحله، سيوفر المشروع 50 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز للشبكة الوطنية، لترتفع الكمية فيما بعد إلى 120 مليون قدم مكعبة.

ويرى الرئيس أن غايانا يمكنها أن تصبح سريعًا مُصدّرًا كبيرًا للبروبان إلى دول الكاريبي الأخرى، ومنها جمهورية الدومينكان، لكن بعد بناء الطرق ومرافق الشحن الأساسية.

دور قطر

دافع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن حق غايانا في التنقيب وتأمين موارد الطاقة، وذلك ضمن مشاركته عبر الاتصال المرئي في مؤتمر الطاقة الدولي.

وفي كلمته أمام الحضور، دعمَ توجّه غايانا لتحقيق أمن الطاقة، وطالبَ الحضور بالقيام بالمثل، قائلًا، إن جورج تاون تمتلك الحق في فعل ما هو ضروري لتسخير مواردها.

رئيس الوزراء القطري خلال مشاركته عبر الفيديو في مؤتمر الطاقة
رئيس الوزراء القطري خلال مشاركته عبر الاتصال المرئي في مؤتمر الطاقة - الصورة من "caribbean.loopnews"

وأضاف: "قصة نجاح قطر في مجال الطاقة تؤكد ما آمنّا به طويلًا، كل أمة لها الحق في استكشاف وتأمين مواردها للطاقة".

وأوضح: "أمن الطاقة هو العمود الفقري للرخاء والتنمية الاقتصادية.. الاثنان مترابطان، ولا يمكن فصلهما في أيّ سياق".

وتابع: "مع التخطيط السليم والأدوات والشراكات، يمكن لكل الدول تحقيق أمن الطاقة الخاص بها"، بحسب تقرير نشرته منصة "لوب نيوز" (Loop News) المعني بأخبار منطقة الكاريبي.

وأشار آل ثاني إلى أن شركة قطر للطاقة تعمل بنشاط مع الشركاء في كل الدول، ومنها أميركا اللاتينية، ولا سيما غايانا، لتطوير موارد الطاقة على نحو مسؤول.

واختتم بقوله: "استغلال الموارد الطبيعية لا يساعد فحسب في تحقيق أمن الطاقة والمساواة للأجيال المستقبلية، بل يطور -أيضًا- البنية الأساسية المضيفة.. العالم يتطلب مزيجًا قويًا من موارد الطاقة كلها".

تجدر الإشارة إلى أن شركة قطر للطاقة فازت في عام 2021 بحقوق التنقيب ضمن تحالف يضمّ شركة توتال إنرجي الفرنسية (TotalEnergies) بمنطقتين بحريتين في سورينام؛ ما عزز وجودها في حوض غايانا-سورينام الغني بالنفط.

وتقع المنطقتان البحريتان المتجاورتان 6 و8 -اللتان تستحوذ فيهما قطر للطاقة على حصة 20%- جنوب المنطقة 58 في المياه الضحلة قبالة شواطئ جنوب سورينام، بالقرب من الحدود مع غايانا.

كما شاركت الشركة القطرية في أول عطاء تنافسي للتنقيب في المناطق البحرية قبالة سواحل غايانا، ومن المقرر إعلان نتائجه قريبًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق