مستقبل تحول الطاقة.. 4 مسؤولين عرب يوجهون رسائل مهمة
أحمد بدر
شهدت جلسات معرض ومؤتمر مصر الدولي للطاقة "إيجبس 2024" مناقشات بشأن مستقبل تحول الطاقة العالمي، وكذلك مستقبل مصادر الطاقة المختلفة "التقليدية والجديدة والمتجددة".
وخلال المناقشات، التي اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، اليوم الإثنين 19 فبراير/شباط 2024، وجّه عدد من الوزراء وقادة قطاع الطاقة العرب رسائل متعددة المحتوى، ولكنها تصب في صالح تحقيق تحول عادل ومستدام في قطاع الطاقة، مع الحفاظ على المصادر الأخرى بشكل متوازن.
وفي هذا السياق، قال وزير البترول والثروة المعدنية المصري المهندس طارق الملا، إن بلاده تعمل على ضمان مستقبل تحول الطاقة، بالتزامن مع تنمية مواردها من الغاز، بالتعاون مع شركائها الإستراتيجيين والجدد.
تحول الطاقة عالميًا
قال المهندس طارق الملا، خلال مشاركته في جلسة المؤتمر الإستراتيجي -ضمن فعاليات المؤتمر- بعنوان "استجابة الصناعة.. إجراءات إزالة الكربون وانتقال الطاقة"، إن مصر راهنت على الغاز الطبيعي بصفته خيارًا للوقود الأفضل، وتوسّعت في استعماله بقطاعات الكهرباء والصناعة والمنازل والسيارات.
وأضاف: "حققت مصر قصص نجاح، ولديها بنية تحتية قوية بهذا المجال، كما تزامن ذلك مع توفير كوادر مدربة أصبحت ذات كفاءة، وهذا مثال جيد على توفير التمويل وما يمكنه تحقيقه لقارة مثل أفريقيا؛ إذ إن الجميع يتحدثون عن مستقبل تحول الطاقة والطاقة الجديدة والمتجددة، لكن هناك مكونات لازمة لتحقيق ذلك".
ولفت وزير البترول المصري إلى أن هذه المكونات يأتي على رأسها توفير التمويل اللازم والالتزام الحقيقي وتوفير التقنيات، مضيفًا: "حتى تحقيق ذلك، ما زال العالم بحاجة إلى النفط والغاز، بالإضافة إلى خطط واقعية واضحة لتوفير الطاقة".
وتابع: "لقد قدمنا خطوات مشجعة، ووقّعنا اتفاقيات ومذكرات تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ لضمان مستقبل تحول الطاقة، كما أننا لدينا بنية تحتية وتجارب ونأمل في تحقيق المزيد"، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تجربة عراقية مميزة
بدوره، وصف وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، تجربة بلاده في الاستفادة من غازات الشعلة بأنها "مميزة"؛ إذ أشار إلى الخطوات الإيجابية التي اتخذتها بغداد للحد من عملية حرق غاز الشعلة؛ ما أسهم في دعم مساعيها لخفض الانبعاثات.
وبوصفه جزءًا من مساعي بغداد لدعم مستقبل تحول الطاقة، قال عبدالغني إن العراق سيصل خلال 5 سنوات إلى "صفر" حرق الغاز، والاستغلال الكامل له في توليد الطاقة الكهربائية، بالإضافة إلى وجود خطط لتصدير الغاز إلى أوروبا، وفق التصريحات التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وأوضح وزير النفط العراقي أن بلاده استطاعت إنجاح مشروع غاز البصرة بمرحلتيه، لوقف حرق 400 مليون قدم مكعبة، وذلك من خلال تحقيق النسب المطلوبة وفق الالتزامات الدولية في اتفاقية باريس، مشيرًا إلى المشروع المتكامل مع "توتال" الفرنسية (TotalEnergies) لزيادة إنتاج الغاز، ووقف حرق الغاز المصاحب في 5 حقول نفطية.
وعلى هامش المؤتمر، عقد وزير البترول والثروة المعدنية المصري لقاء مع وزير النفط العراقي حيان عبدالغني، أكد خلاله أهمية التعاون بين البلدين وامتداده ليشمل الأردن، بجانب حرص مصر على دعم هذا التعاون في مجالات عديدة؛ منها صناعة البتروكيماويات.
الاستثمار المسؤول في النفط والغاز
من جانبه، قال أمين عام أوبك هيثم الغيص، إن المنظمة تسعى لحلول متكاملة للطاقة، ترتبط بمستقبل تحول الطاقة؛ إذ إن ما حققه العراق إحدى قصص النجاح التي تقدمها دول أوبك، وهي مستمرة بالوفاء باحتياجات الطاقة، مشيرًا إلى دورها التنسيقي مع المنظمات الأخرى.
ولفت الغيص إلى أهمية الاستثمار في النفط والغاز على المدى الطويل بشكل مسؤول، كما تفعل دول أوبك، مع ضمان مستقبل تحول الطاقة عبر إزالة الكربون وتحسين كفاءة الطاقة والحفاظ على البيئة، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وعلى هامش المؤتمر، التقى وزير البترول والثروة المعدنية مع أمين عام أوبك هيثم الغيص؛ لبحث إمكان التعاون بين قطاع النفط المصري والمنظمة؛ إذ أبدى الأمين العام استعداد أوبك لاستقبال أعداد من شباب الإدارة المتوسطة بقطاع النفط للتدريب على البرنامج المتكامل لاستعراض أوضاع سوق النفط العالمية وتوقعات الأسعار، وذلك بمقر المنظمة في فيينا.
وأوضح المهندس طارق الملا أهمية دور أوبك منذ نشأتها لضمان استقرار أسواق النفط وتوازنها وتوازنها، وذلك رغم التحديات والأحداث العالمية المتلاحقة.
بدوره، أبدى الرئيس التنفيذي لشركة النفط البريطانية بي بي (BP) موراي أوشينكلوس، فخر شركته باستمرار العمل مع مصر في 19 موقعًا للتنقيب عن النفط والإنتاج، موضحًا أن شركته لديها إستراتيجية للعمل على إنتاج النفط والغاز والطاقات المتجددة، وتهتم بالاستثمار في إنتاج الغاز مع إزالة الكربون.
والتقى أوشيكلوس، بعد الجلسة النقاشية، المهندس طارق الملا؛ إذ بحثا أنشطة "بي بي" بمناطق امتيازها في مصر، والموقف الحالي لتنمية الآبار، وعمليات الحفر التي تنفذها الشركة في إطار برنامج عمل لزيادة معدلات إنتاج الغاز.
ولفت رئيس "بي بي" إلى حفر بئرين ضمن خطة تنمية حقل ريفين، لافتًا إلى اهتمام الشركة بضخ مزيد من الاستثمارات بمشروعاتها داخل مصر، ولا سيما أنها مشغل رئيس بحقول أتول ورأس البر وريفين بالبحر المتوسط.
أدنوك الإماراتية والسوق المصرية
خلال مشاركته في الجلسة المنعقدة على هامش مؤتمر "إيجبس 2024"، قال رئيس قطاع الحلول منخفضة الكربون والنمو الدولي في شركة أدنوك الإماراتية مصبح الكعبي، إن الغاز يؤدي دورًا مهمًا بمستقبل تحول الطاقة، في ظل تزايد الطلب العالمي على الطاقة.
وأكد المسؤول الإماراتي أن إستراتيجية أدنوك تستهدف مواصلة زيادة إنتاج الغاز مع خفض الكربون؛ إذ تتطلع إلى تحقيق شراكة ناجحة في مجال الغاز مع شريكها في السوق المصرية، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
والتقى الكعبي، بعد الجلسة، وزير البترول المصري المهندس طارق الملا؛ إذ أبدى تطلع أدنوك للعمل في مصر بعدد من المشروعات النفطية، سواء أنشطة البحث والتنقيب والإنتاج، أو الطاقة المتجددة، كما بحثا الاتفاقية المقرر توقيعها بين أدنوك وبي بي، لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في شرق المتوسط.
بدوره، أوضح رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة بيكر هيوز (Baker Hughes) الأميركية لورينزو سيمونيلي، أن هناك تقنيات جديدة يمكن توفيرها واستعمالها سواء في استرجاع غاز الشعلة، أو المساهمة في تحقيق مستقبل تحول الطاقة، والتوافق البيئي؛ إذ تعطي قيمة مضافة لمشروعات إنتاج الغاز الطبيعي، وتزيد إنتاجه بنحو 20%؛ إذ إن التقنيات ما زالت تتقدم، ويمكنها تطوير الصناعة.
وبحث سيمونيلي مع المهندس طارق الملا، بعد اللقاء، مجالات التعاون المقترحة للاستفادة من خبرات "بيكر هيوز" والتطبيقات التكنولوجية الحديثة في خفض الانبعاثات، من تسهيلات إنتاج قطاع النفط والغاز في مصر، وتعزيز كفاءة استعمال الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- شركات النفط والغاز تستعد لمستقبل تحول الطاقة بإنتاج الليثيوم
- السعودية تتعاون مع 7 مؤسسات لرسم مستقبل دور المعادن في تحول الطاقة
- مقال - مستقبل قطاع النفط والغاز العالمي وثقافة تحول الطاقة
اقرأ أيضًا..
- مصر تترقب زيادة واردات الغاز الإسرائيلي.. وخطوة جديدة قد تقلل انقطاع الكهرباء
- الطلب العالمي على النفط في ديسمبر يرتفع 541 ألف برميل يوميًا
- أحجام اكتشافات النفط والغاز العالمية تهبط 47% في 2023