تقارير منوعةالتقاريرتقارير دوريةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمنوعاتوحدة أبحاث الطاقة

التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات.. 6 خطوات تقود أدنوك للريادة العالمية (تقرير)

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • مجمع حبشان أحد أكبر مشروعات التقاط الكربون في الشرق الأوسط
  • أدنوك توقع أول صفقة لها دوليًا في مجال احتجاز الكربون وتخزينه
  • إطلاق منصة عالمية لتطوير تقنيات مبتكرة لالتقاط الكربون
  • أدنوك تسعى لتحويل الكربون إلى صخور أو حقنه في مياه جوفية مالحة

تشهد تقنية التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات تنفيذ شركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، العديد من الخطوات وعقد اتفاقيات مع شركات دولية لتوسيع قدراتها في تلك التقنية ضمن خطط تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2045.

وتستهدف أدنوك مضاعفة قدراتها في مجال التقاط الكربون وتخزينه إلى 10 ملايين طن سنويًا بحلول عام 2030، وهو ما يعادل إزالة أكثر من مليوني مركبة تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي من الطريق.

وتخصص شركة أدنوك استثمارات بنحو 84.4 مليار درهم (23 مليار دولار)، للاستثمار في الطاقة النظيفة وتقنيات خفض الانبعاثات والحلول منخفضة الكربون، ومنها احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

1- "حبشان" أحد أكبر مشروعات التقاط الكربون

يأتي من بين أبرز خطوات التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات، اتخاذ شركة أدنوك العام الماضي (2023) قرار الاستثمار النهائي لتطوير مجمع حبشان، ليكون أحد أكبر مشروعات هذا المجال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ومن المقرر أن يكون "حبشان" قادرًا على التقاط نحو 1.5 مليون طن سنويًا من الكربون، والعمل على حقنها وتخزينها في تكوينات جيولوجية عميقة.

منشأة نفطية إماراتية
منشأة نفطية- الصورة من أدنوك

وتتوقع عملاقة النفط الإماراتية، أن يسهم المشروع في زيادة قدرتها بمجال التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات بنحو 3 مرات، لتصل إلى 2.3 مليون طن سنويًا، وهو ما يعادل إزاحة أكثر من 500 ألف سيارة بنزين عن الطرق سنويًا.

ويتضمن المشروع وحدات تعمل على التقاط الكربون وتخزينه في مصنع حبشان لمعالجة الغاز، وبنية تحتية متكاملة لخطوط الأنابيب، وشبكة آبار لحقن الكربون، على أن يُجرى التخزين في مكامن عميقة بباطن الأرض.

ويُعد المشروع ضمن الاستثمارات التي رصدتها أدنوك لتعزيز الاستثمار في الحلول منخفضة الكربون، والبالغة نحو 55 مليار درهم (15 مليار دولار).

ومن أبرز مميزات المشروع الرئيس بمجال التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات، العمل على تعزيز عمليات استخلاص النفط، بهدف توفير الخام الأقل من حيث مستويات كثافة انبعاثات الكربون وإنتاج مواد أولية منخفضة الانبعاثات مثل الهيدروجين.

2- الاستحواذ على حصة في شركة عالمية

مع مطلع العام الجاري (2024)، استحوذت أدنوك على حصة تبلغ 10.1% في رأسمال شركة "ستوريجا" العاملة في مجال تطوير مشروعات التقاط الكربون وتخزينه، التي تتخذ من المملكة المتحدة مقرًا لها.

وتعد تلك الصفقة هي الأولى للشركة الإماراتية دوليًا في أسهم شركات إدارة الكربون، وتدعم مستهدفات الشركة للاستفادة من بناء الشراكات في مجالات إدارة الكربون والتكنولوجيا لتسريع جهود خفض الانبعاثات، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن أبرز استثمارات "ستوريجا" في مجال التقاط الكربون وتخزينه عالميًا، يأتي مشروع أكورن "Acorn" لاحتجاز الكربون وتخزينه في المملكة المتحدة، بطاقة تخزين سنوية تصل إلى 10 ملايين طن من الكربون بحلول عام 2030.

3- منصة عالمية لالتقاط الكربون

من بين استثمارات التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات، توقيع أدنوك اتفاقية تعاون مع شركة "سانتوس" الأسترالية، تتضمن إطلاق منصة عالمية مشتركة لإدارة الكربون، لدعم جهود العملاء في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في مجال خفض الانبعاثات.

وبحسب الاتفاق المعلن في أواخر عام 2023، من المقرر تعاون الشركتين في تطوير تقنيات مبتكرة تعمل على التقاط الكربون وتخزينه.

ويشمل -أيضًا- تطوير شبكة بنية تحتية لشحن الكربون ونقله، لتمكين خفض انبعاثات القطاعات التي يصعب الحد من انبعاثاتها والتقاط الكربون وشحنه وتخزينه.

4- تقنية هي الأولى عالميًا في مجال التقاط الكربون

بدأت شركتا أدنوك وفيرتيغلوب -استثمار مشترك بين أدنوك و "أو سي آي"-، التطبيق التجريبي لأول وحدة معيارية عالميًا لالتقاط الكربون تستعمل تقنية "CycloneCC"، بمصنع الأسمدة النيتروجينية المملوك لـ"فيرتيغلوب" الواقع في مجمع الرويس الصناعي بأبوظبي.

أثناء توقيع اتفاقية تجريب تقنية معيارية لالتقاط الكربون
جانب من توقيع اتفاقية تجريب تقنية معيارية لالتقاط الكربون- الصورة من أدنوك

وطورت شركة "كربون كلين" التقنية، بهدف خفض تكاليف عمليات التقاط الكربون من مصدر الانبعاثات داخل المنشآت الصناعية، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وبحسب بيانات أدنوك، تعتمد وحدات احتجاز الكربون التي تستعمل تقنية "CycloneCC" على طبقة قاعدية مضغوطة دوارة تسمح بتركيب وحدات معيارية لالتقاط الكربون مسبقة التجهيز يصل حجمها إلى نصف حجم الوحدات التقليدية.

بينما تعتمد تقنية التقاط الكربون التقليدية من مصدر الانبعاث على ضخ الغاز في أبراج كبيرة لامتصاص وعزل ثاني أكسيد الكربون يجري بداخلها استعمال المذيبات والحرارة لفصل الكربون والتقاطه وضغطه، وهي طريقة تستهلك الكثير من الوقت والمال.

5- مشروع "الحيل" و"غشا" لتعزيز التقاط الكربون

يتضمن مشروع تطوير حقلي "الحيل" و"غشا" للغاز تقنيات تعمل على تعزيز التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات، بهدف تحقيق الحياد الكربوني.

ومن المقرر أن يسهم مشروع حقلي "الحيل" و"غشا" في التقاط 1.5 مليون طن سنويًا من انبعاثات الكربون، بالتزامن مع إنتاج هيدروجين منخفض الكربون يمكن استعماله بديلًا للغاز المستعمل بصفته مصدرًا للوقود، ما يسهم في خفض الانبعاثات.

وكانت "أدنوك" قد اتخذت العام الماضي قرار الاستثمار النهائي وترسية عقود لمشروع تطوير حقلي "الحيل" و"غشا" البحري، الذي من المقرر أن ينتج أكثر من 1.5 مليار قدم مكعبة يوميًا بنهاية 2030.

6- تطوير تقنيات فريدة لتخزين الكربون

تنفذ أدنوك أول مشروع من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يتضمن تحويل الكربون الملتقط من الغلاف الجوي إلى صخور في التكوينات الصخرية لطبقة البيرودتيت تحت الأرض، ما يعزز جهودها بمجال التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات.

صورة توضيحية لعملية تحويل الكربون لصخور
صورة توضيحية لعملية تحويل الكربون لصخور من موقع أدنوك

وتقرر اختيار إمارة الفجيرة الإماراتية لتنفيذ المشروع، لوفرة صخور البريدوتيت فيها التي تتفاعل بصورة طبيعية مع ثاني أكسيد الكربون وتحوله إلى معدن ويضمن عدم تسربه مرة أخرى إلى الغلاف الجوي.

وبصفة عامة، يلتقط المشروع الكربون من الغلاف الجوي ويخلطه مع مياه البحر ومن ثم حقنه بطريقة آمنة في التكوينات الصخرية البريدوتيتية تحت الأرض، ومن ثم يتمعدن ويتحول لصخور، ليدعم ذلك تقنية التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات.

ومن جهة أخرى، بدأت أدنوك منذ يناير/كانون الثاني 2023 تطوير أول بئر في العالم لحقن الكربون واحتجازه في طبقة المياه المالحة الجوفية الكربونية، ضمن جهود زيادة قدرتها في تقنية التقاط الكربون وتخزينه في الإمارات.

ومن المتوقع أن يسهم المشروع في احتجاز نحو 18 ألف طن سنويًا من الكربون الملتقط من عمليات شركة "فرتيغلوب" في الإمارات، بطبقات المياه الجوفية الكربونية في المناطق البرية بإمارة أبوظبي.

كما يسهم حقن الكربون في البئر بإنتاج أمونيا منخفضة الكربون المستعملة بصفتها وقودًا ناقلًا للهيدروجين.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق