استطلاع: شباب السعودية يفضّلون العمل في الطاقة المتجددة عن النفط والغاز
وحدة أبحاث الطاقة- أحمد عمار
تواجه صناعة النفط السعودية مشكلة جديدة بدأت تظهر بين المواهب الشابة، وهي أنها لم تعد للعديد منهم ضمن خياراتهم المفضلة للتوظيف، مقابل التركيز على قطاعات أخرى مثل تكنولوجيا المعلومات والطاقة المتجددة.
وأثار تقرير سعودي -اطلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- التساؤل حول ما إذا كانت صناعة النفط في المملكة واجهت تحديات في تدفق العمالة خلال المدة من 2019 حتى 2023، في ظل التنوع الاقتصادي الجديد للبلاد.
ويشير إلى أنه رغم الاهتمام مؤخرًا بمعالجة الثغرات في استثمارات النفط والغاز، هناك تحليلات عديدة تبرز وجود فجوة في المواهب الناشئة بقطاع صناعات الطاقة التقليدية.
هل أصبحت صناعة النفط جاذبة للشباب؟
بحسب التقرير الصادر عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، هناك إجماع في الآراء أن التوظيف في صناعة النفط لم يكن جذابًا للقوى العاملة لجيل الألفية المصنف أفراده بأنهم في مقتبل أعمارهم.
كما أنه لم يعد جذابًا لجيل مواليد (1997-2012)، الذين يشكلون معًا 72% من القوى العاملة عالميًا بحلول عام 2029.
وفي الوقت نفسه، يشير تحليل آخر إلى أن نسبة 2% فقط من خريجي الجامعات الأميركية أدرجوا صناعة النفط والغاز بصفتها أفضل اختياراتهم الصناعية في عام 2016، كما أظهرت دراسات أن الجيل المقبل من العمالة ينظر إلى صناعة النفط بصورة سلبية.
ويرى البعض أن الصورة السلبية مع التكامل الملحوظ في المهارات بين صناعة النفط والغاز والطاقة المتجددة، كانت من بين أسباب ابتعاد العمال من الشباب المؤهلين عن الطاقة التقليدية والاتجاه نحو المصادر المتجددة.
ونتيجة لذلك، هناك قلق من أن يؤدي النقص الحالي في المواهب إلى أزمة في القوى العاملة بصناعة النفط والغاز خلال السنوات المقبلة.
ماذا عن صناعة النفط السعودية؟
رغم أن صناعة النفط السعودية وعملاقة النفط أرامكو تعدان أجزاء محورية في قصة نجاح الاقتصاد الوطني، فإنه -بحسب كابسارك- هناك نقاش حول ما إذا كانت صناعة النفط والغاز جذابة للقوى العاملة من الشباب السعودي.
ونقل المركز عن استطلاع أعدته شركة تنمية البحر الأحمر، حول آراء الشباب السعودي عن اهتمامهم بالعمل في مختلف القطاعات، وجاءت صناعة النفط السعودية في مرتبة متأخرة مقابل تصدر السياحة وتقنية المعلومات والطاقة المتجددة.
وفي مقابل ذلك، عندما وجه الاستطلاع نفسه إلى الآباء أو الأكبر سنًا، جاءت صناعة النفط السعودية أعلى بكثير، وهو ما يبرز وجود تباين وانقسام في الآراء بين الأجيال.
وتوصل الاستطلاع إلى أن الموظفين الأكبر سنًا يفضلون العمل في شركة أرامكو بسبب السمعة والأمان الوظيفي، في حين يضع المشاركون الأصغر سنًا جوانب نوعية أخرى.
ويرى الموظفون الأصغر سنًا أن التوظيف في المشروعات المختلفة الضخمة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي يقدم بديلًا جذابًا عن التوظيف التقليدي في السعودية، الذي كان يتضمن التفضيل بين شركتي أرامكو وسابك أو العمل في الهيئات الحكومية.
وبحسب بيانات رسمية عن القوى العاملة، توصل كابسارك إلى أن العمالة في صناعة النفط السعودية سجلت تراجعًا قدره 32 ألفًا و825 عاملًا خلال المدة من 2019 حتى 2023، بنسبة تراجع 18.3%.
وكان الانخفاض مدفوعًا بتراجع العمالة المغتربة، في حين كان مستوى العمالة السعودية على حالها نفسه دون تغيير كبير.
ويدل ذلك على أن نحو 29 ألف عامل من أصل أكثر من 32 ألفًا في صناعة النفط السعودية، كانوا من غير السعوديين، وأن التراجع حدث في المدة بين الفصلين الأول والثاني من عام 2022، التي تزامنت مع تراجع مستويات القيود المفروضة على السفر بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وسُجل معظم تراجع القوى العاملة في صناعة النفط السعودية بالمنطقة الشرقية، بوصفها قلعة الصناعة وقاعدة عمليات شركة أرامكو.
وعن التركيبة العمرية للعاملين في صناعة النفط السعودية، توصل كابسارك أن هناك تغييرات طفيفة، في حين شهدت جميع الفئات العمرية انخفاضًا في حصتها بالتوظيف، وهو ما عده المركز بأنه يشير إلى زيادة درجة القدرة التنافسية للعمالة في السعودية.
ودعا المركز، في نهاية تحليله، إلى رفع صناعة النفط السعودية وشركة أرامكو مستوى التنافسية لجذب المواهب في ظل التنوع الاقتصادي الجديد للمملكة، الذي يتمتع بتعدد الخيارات الوظيفية الجيدة.
موضوعات متعلقة..
- وظائف الطاقة المتجددة عالميًا قد تزداد 18 مليونًا بحلول 2050 (تقرير)
- خريطة وظائف النفط والغاز العالمية.. كم يستحوذ الشرق الأوسط؟ (تقرير)
- الطاقة المتجددة في السعودية.. إمكانات كبيرة للنمو مع صعوبة توطين الوظائف (دراسة)
اقرأ أيضًا..
- ألمانيا توقع أول صفقة لاستيراد الغاز الجزائري عبر خطوط الأنابيب
- هبوط قوي بأرباح شركات النفط الكبرى في 2023 (إنفوغرافيك)
- شبكة خطوط أنابيب الهيدروجين في أوروبا قد تتجاوز 31 ألف كيلومتر (تقرير)
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع 5.5 مليون برميل في أسبوع