تقارير الكهرباءالتقاريرتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةكهرباءوحدة أبحاث الطاقة

توقعات الطلب على الكهرباء في أفريقيا.. الجزائر ضمن الأكثر نموًا ومصر الأقل (تقرير)

بحلول 2026

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • الطاقة المتجددة ستلبي ثلثي الطلب الإضافي على الكهرباء بأفريقيا
  • الطلب على الكهرباء بجنوب أفريقيا قد ينمو 5% رغم مشكلات القطاع
  • توقعات بنمو مستدام للطلب على الكهرباء بمصر، ونمو قوي في الجزائر
  • المغرب ينجح في تنويع مصادر الكهرباء وسط استمرار ارتفاع الطلب

من المتوقع تسارع نمو الطلب على الكهرباء في أفريقيا خلال المدة من 2024 حتى 2026، ليتجاوز متوسط 4% سنويًا، بقيادة نيجيريا والجزائر وجنوب أفريقيا.

ويوضح تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الطلب على الكهرباء في القارة السمراء ارتفع خلال العام الماضي (2023) بنسبة طفيفة، بلغت 2% على أساس سنوي.

وتشير التقديرات إلى احتلال مصر والجزائر المرتبة الثانية والثالثة ضمن كبار مستهلكي الكهرباء في أفريقيا، بنسبة نمو 1.5% و5% على التوالي، بعد جنوب أفريقيا أكثر استهلاكًا، رغم الانخفاض الذي شهدته العام الماضي.

وخلال المدّة بين 2024 و2026، يُتوقع أن تكون مصر الأقل نموًا -من حيث النسبة المئوية- في الطلب على الكهرباء، في حين ستكون الجزائر ضمن الأكثر نموًا إلى جانب نيجيريا.

قطاع الكهرباء في أفريقيا

بحسب التقرير الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، شكّلت مصر والجزائر وجنوب أفريقيا 60% من الطلب على الكهرباء في أفريقيا بنهاية 2023.

ويتوقع التقرير، الذي حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه، تعافي تصيب الفرد من استهلاك الكهرباء في القارة السمراء إلى مستويات أعوام (2010-2015) بحلول نهاية عام 2026.

ومن المتوقع أن تلبي مصادر الطاقة المتجددة ثلثي الطلب الإضافي على الكهرباء في أفريقيا، بينما يلبي الغاز الطبيعي معظم الجزء المتبقي.

ومن المقدّر -أيضًا- انخفاض كثافة انبعاثات توليد الكهرباء في أفريقيا إلى 490 غرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلوواط/ساعة في عام 2026، مقابل 520 غرامًا العام الماضي.

استهلاك الكهرباء في جنوب أفريقيا

انخفض الطلب على الكهرباء في جنوب أفريقيا بشكل حاد خلال العام الماضي، بنسبة تتجاوز 4% على أساس سنوي، نتيجة تخفيف الأحمال والانقطاعات المتزايدة في التيار الكهربائي.

محطة إسكوم لتوليد الكهرباء بالفحم في جنوب أفريقيا
محطة إسكوم لتوليد الكهرباء بالفحم في جنوب أفريقيا - الصورة من بلومبرغ

يشار إلى أن تراجع الطلب على الكهرباء في جنوب أفريقيا بدأ منذ عام 2018، مع تفاقم أزمة الطاقة التي تعاني منها البلاد، باستثناء عام 2021 الذي شهد انتعاشًا في الطلب، مع التعافي من جائحة كورونا.

وكان عام 2023 الأسوأ لقطاع الكهرباء في جنوب أفريقيا، إذ اضطر إلى تخفيض الأحمال، بسبب النقص في سعة توليد الكهرباء نتيجة تدهور الأسطول القديم للمحطات العاملة بالفحم، بل تكافح السعة الجديدة بعد تعرّض بعضها لأضرار.

وكانت 3 وحدات من محطة كهرباء كوسيل العاملة بالفحم والمشغّلة حديثًا بقدرة 4.8 غيغاواط، قد تعرضت لأضرار وخرج نصفها من الخدمة بسبب انهيار مدخنة في نهاية 2022، كما ما تزال أعمال الصيانة مستمرة في محطة كويبيرغ للطاقة النووية.

ورغم المشكلات المستمرة، تتوقع وكالة الطاقة نمو الطلب على الكهرباء في جنوب أفريقيا بنسبة 5% بحلول 2026، مرجعةً ذلك إلى عودة توليد الكهرباء النووية والوحدات المتضررة في محطة كوسيل، وبدء تشغيل مشروعات جديدة للطاقة المتجددة.

استهلاك الكهرباء في مصر

ارتفع الطلب على الكهرباء في مصر بنسبة 1.5% خلال 2023، رغم سياسة تخفيف الأحمال التي اتّبعتها البلاد بسبب أزمة نقص الغاز، مع ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية.

محطة كهرباء شمال القاهرة
محطة كهرباء شمال القاهرة - الصورة من شركة كهرباء القاهرة

وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أن استعمال الغاز في توليد الكهرباء زاد بنسبة 2% العام الماضي، ليسهم ذلك بانخفاض كثافة انبعاثات القطاع، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ومن المتوقع ارتفاع الطلب على الكهرباء في مصر بمتوسط 2% سنويًا حتى عام 2026، بدعم من زيادة الطلب على مكيفات الهواء.

ومع ذلك، ترى الوكالة الدولية أن فرض أعباء جديدة على أسعار الكهرباء للمستهلكين من شأنه أن يؤدي لتباطؤ نمو الطلب على الكهرباء.

كما توقعت أن ترتفع حصة الطاقة المتجددة في مزيج توليد الكهرباء بمصر إلى 13% بحلول عام 2026، مقابل 11% حاليًا، ما يسهم في خفض الانبعاثات.

وتستهدف مصر خفض انبعاثات غازات الدفيئة من قطاع الطاقة، سواء على مستوى الكهرباء أو إنتاج النفط والغاز، بنسبة 10%، بحلول عام 2030.

الطلب على الكهرباء في الجزائر

نما الطلب على الكهرباء في الجزائر خلال العام الماضي بنسبة 5%، وهي نسبة النمو نفسها تقريبًا المسجلة خلال عام 2022.

وتتوقع وكالة الطاقة ارتفاع إجمالي الطلب على الكهرباء في الجزائر بمتوسط قدره 5.2% سنويًا خلال المدة من 2024 حتى 2026، مدفوعًا بنمو الاقتصاد وزيادة الاستهلاك من قطاعي تحلية المياه والمركبات الكهربائية.

وتشير إلى أن مصادر الطاقة المتجددة في الجزائر تشقّ طريقها، رغم استمرار هيمنة الغاز على مزيج الكهرباء، بنسبة وصلت إلى 99% عام 2023.

الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يوضح هيمنة الغاز الطبيعي على مزيج توليد الكهرباء في الجزائر:

مزيج توليد الكهرباء في الجزائر

وتستهدف البلاد تسريع نشر الطاقة المتجددة بهدف توليد 22 غيغاواط من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2030، وهو ما يقترب من قدرة الكهرباء المركبة في الجزائر حاليًا البالغة 25 غيغاواط.

وكانت الجزائر قد أطلقت في نهاية عام 2021 مناقصة لمشروعات طاقة شمسية كهروضوئية بسعة 1 غيغاواط، ولكنها لم تسفر عن أيّ عقود.

ومن ثم أصدرت في أغسطس/آب 2023 مناقصة جديدة بسعة 2 غيغاواط، وتقدمَ 100 عرضًا، قبلت البلاد منها 73 عرضًا كونها مستوفية للشروط.

ومع ذلك، تتوقع وكالة الطاقة الدولية استمرار هيمنة الغاز على مزيج الكهرباء بنسبة 99% حتى عام 2026، وهو ما أرجعته إلى عدم وجود خطط واضحة لمشروعات تطوير الطاقة المتجددة في المراحل الأخيرة.

قطاع الكهرباء في المغرب

زاد الطلب على الكهرباء في المغرب بنسبة 2% خلال 2023، مع استمرار تنويع مزيج التوليد، والتركيز بصورة أكبر على الطاقة المتجددة وتخزين الكهرباء.

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية استمرار نمو الطلب على الكهرباء في المغرب بمتوسط نمو 3.1% سنويًا حتى عام 2026.

يشار إلى أن المغرب يستهدف زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 52% بحلول عام 2030.

أكبر محطات الطاقة الشمسية المُركّزة بالعالم - مجمع ورزازات بالمغرب
أكبر محطات الطاقة الشمسية المُركّزة في العالم - مجمع ورزازات بالمغرب - صورة خاصة لـ"الطاقة"

وبلغت نسبة توليد الكهرباء من الطاقة الحرارية خلال العام الماضي 80%، وفي مقدمتها الكهرباء المولدة بالفحم بنسبة 73%، التي زادت بشكل مطّرد خلال السنوات الـ5 الماضية مقارنة بالغاز، مع توقّف استيراد الغاز الجزائري في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، بعد انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وبناءً على ما سبق، توقعت وكالة الطاقة تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء في المغرب خلال المدة من 2024 حتى 2024، عبر إنتاج الطاقة الشمسية والرياح، وهو ما يدفع لتقليل حصة التوليد الحراري في مزيج الكهرباء.

استهلاك الكهرباء في نيجيريا

تعاني نيجيريا من تدهور البنية التحتية لقطاع الكهرباء، وهو ما ىزيد من اعتماد البلاد على المولدات الاحتياطية لتوفير 40% من استهلاك الكهرباء.

ورغم امتلاك نيجيريا قدرة مركبة من الكهرباء تصل إلى 13 غيغاواط، فإن متوسط القدرة المتاحة بلغ العام الماضي 4.5 غيغاواط فقط، بسبب تدهور وحدات توليد الكهرباء وسوء الصيانة.

وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أن الطلب على الكهرباء في نيجيريا ارتفع بنسبة 9% عام 2023، ونمت الكهرباء المولدة من الغاز الطبيعي 6%، مع بدء تشغيل محطات جديدة، ليشكّل الغاز 75% من مزيج الكهرباء.

وبين الاقتصادات الأفريقية الكبرى، يُتوقع أن تكون نيجيريا الأكثر من حيث الطلب على الكهرباء في أفريقيا بمتوسط 7% سنويًا خلال المدة من 2024 حتى 2026، مع بدء تشغيل محطات جديدة تعمل بالغاز، وهو الأمر الذي ينمو بمتوسط الكهرباء المولدة من الغاز 6% خلال المدة نفسها.

ومن المتوقع نمو الطاقة المتجددة في نيجيريا خلال المدة من 2024 حتى 2026، بنسبة 8% سنويًا، لتسهم في خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنحو 1.8%.

وبحسب التقرير، تستحوذ الطاقة الكهرومائية على معظم توليد الكهرباء المتجددة حتى عام 2026، بدعم من اكتمال مشروع سد زونغيرو بسعة توليد 2.6 تيراواط/ساعة سنويًا، وكذلك إكمال محطة ماكوردي للطاقة الكهرومائية بسعة 1650 ميغاواط.

ومن المرجّح نمو توليد الطاقة الشمسية بنسبة 50% سنويًا على مدار السنوات الـ3 المقبلة، لكن حصّته في مزيد الكهرباء ستظل عند 1% فقط عام 2025.

وعلى صعيد دول أفريقية أخرى، تتوقع وكالة الطاقة نمو الطلب على الكهرباء في كينيا والسنغال بنحو 7% و9% سنويًا على التوالي بين عامي 2024 و2026.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق