تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

76% من الكهرباء في أفريقيا يُمكن توليدها من المصادر المتجددة بحلول 2040

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • رفع معدلات إنتاج الكهرباء يعزز النمو الاقتصادي في أفريقيا
  • يعاني العديد من الدول الأفريقية نقصًا في إمدادات الكهرباء
  • الطاقة الكهرومائية تستحوذ على نصيب الأسد من توليد الكهرباء في أفريقيا
  • تكاليف الإنتاج المنخفضة جدًا بالنسبة لطاقة الشمس والرياح تتيح إمكان التوسع الكبير في المصادر المتجددة بأفريقيا
  • من المتوقع أن تشهد متطلبات الكهرباء في أفريقيا زيادة كبيرة خلال العقود المقبلة

تُقدم المصادر المتجددة حلاً واعدًا لمعضلة الكهرباء في أفريقيا التي ما تزال حجر عثرة في طريق تحقيق النمو الاقتصادي الشامل في العديد من بلدان القارة.

ويفتقر قرابة نصف سكان أفريقيا إلى الحد الأدنى من مستويات الحصول على الكهرباء، وفق تعريف وكالة الطاقة الدولية.

وتوقعت الوكالة أن تغطي المصادر المتجددة الغالبية العظمى من إمدادات الكهرباء المضافة في أفريقيا حتى أواسط العقد الحالي (2025)، لترتفع أكثر من 60 تيراواط/ساعة، بحصّة 30% من إجمالي التوليد -قياسًا مع 24% عام 2021-، لتحلّ محل الفحم بوصفه ثاني أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في القارة السمراء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

نتيجة مشروطة

خلصت نتائج دراسة بحثية مشتركة -أجرتها مؤسسات علمية ألمانية ممثلة في جامعة توبنغن، وجمعية سينكنبيرغ للعلوم الطبيعية، وجامعة أوسنابروك، بالتعاون مع جامعة رواندا- إلى أن 76% (ما يعادل 1.255 تيراواط/ساعة) من إجمالي الكهرباء المولدة في أفريقيا، البالغة سعتها 1.619 تيراواط/ساعة، من الممكن أن تأتي من مصادر متجددة بحلول عام 2040، وفق ما نشرته دورية نيتشر ريفيوز إيرث آند إنفيرونمنت (Nature Reviews Earth & Environment).

ومن بين الـ76% تلك، تستحوذ الطاقة الكهرومائية على ما نسبته 81%، مقابل 11% للطاقة الشمسية، و7% لطاقة الرياح.

ورهنت الدراسة تلك النتيجة بضرورة استغلال سعة محطات الطاقة القائمة أحسن الاستغلال، والانتهاء من بناء جميع المحطات قيد التخطيط.

وقالت ريبيكا بيترز، العالمة في قسم علوم الأرض بجامعة توبنغن، والمؤلفة الرئيسة للدراسة: "هناك كميات كافية من السطوع الشمسي، والرياح والمياه في أفريقيا، والعديد من البلدان الأفريقية يمكنها تخطي عصر الوقود الأحفوري".

وأوضحت بيترز: "لكن بالطبع ما يُفعَل لتحقيق مستهدف إنتاج الكهرباء في أفريقيا يُعد قليلًا"، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتحت إشراف الباحثة كريستيان زارفل وشركائها في ألمانيا ورواندا، نجحت بيترز في تجميع البيانات المتاحة عن محطات الطاقة المتجددة في أفريقيا بقاعدة بيانات شاملة، قبل تقييم الدراسات العلمية ذات الصلة بالموضوع.

الطاقة المتجددة في أفريقيا

انخفاض تكاليف الإنتاج

أظهرت الدراسة، أن تكاليف الإنتاج المنخفضة جدًا بالنسبة إلى طاقة الشمس والرياح تتيح القدرة على التوسع الكبير في المصادر المتجددة في أفريقيا.

ومع ذلك فإنه من المتوقع أن تشهد متطلبات الكهرباء في أفريقيا زيادة كبيرة خلال العقود المقبلة، وفق نتائج الدراسة.

ومن الممكن أن تعمل محطات الشمس والرياح بطريقة لامركزية، وفي الشبكات المحلية دون ربطها بخطوط الكهرباء الهوائية، ما يُعد ميزة رئيسة لمصادر الطاقة المتجددة، بحسب مؤلفي الدراسة.

لكن الدراسة أشارت إلى أن التوسع الكبير في الشبكة الكهربائية لتشمل المناطق الريفية ستكون مكلفة وغير ضرورية.

وأوضحت أن هناك قدرة على زيادة إنتاج الكهرباء في أفريقيا عبر التشغيل السلس للمحطات القائمة، وخفض هدر الطاقة في أثناء نقل الكهرباء، والدمج المناسب لأشكال مختلفة من الكهرباء لتعويض التذبذبات في إنتاج طاقة الشمس والرياح.

أبراج كهرباء
أبراج كهرباء - الصورة من theghanareport

معضلة الطاقة الكهرومائية

قال البروفيسور والمدير العام لجمعية سينكنبيرغ للعلوم الطبيعية، المؤلف المشارك للدراسة كليمنت توكنر: "نحن نشكك في التوسع غير المحدود للطاقة الكهرومائية".

وأضاف توكنر: "رغم أن أفريقيا هي القارة التي تمتلك احتياطيات أقل استغلالًا لهذا النوع من الطاقة في العالم، ورغم أن الطاقة الكهرومائية تمثّل ما نسبته 63% من إنتاج الطاقة المتجددة بها، فإن التوسع الكبير في السدود والبحيرات من شأنه أن يغيّر طبيعة الأنهار المتدفقة بحرية -حاليًا- كما أن هذا سيُجبر العديد من الأشخاص على الرحيل إلى أماكن أخرى".

ويتطلب السيناريو المستدام للوصول الشامل إلى الكهرباء المتجددة في أفريقيا أن تتخلى البلدان التي تعتمد اعتمادًا كبيرًا على الفحم -مثل جنوب أفريقيا-، أو الغاز -مثل الجزائر وتونس وليبيا- عن التوسع المستقبلي في محطات الكهرباء العاملة بالفحم والغاز والتحول إلى توليد الطاقة النظيفة.

وفي هذا الصدد قال الدكتور في معهد أبحاث النظم البيئية بجامعة أوسنابروك، يورغن بيرليكامب: "من غير الممكن تحقيق التغيير الهيكلي على الأرض دون مضاعفة الاستثمارات الحالية بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، إلى جانب ضخ استثمارات إضافية قدرها 30 مليار دولار سنويًا، لضمان وصول الكهرباء إلى الجميع".

وأضاف بيرليكامب أنه ستكون هناك حاجة كذلك إلى استقطاب استثمارات خارجية، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

يُشار إلى أنه منذ العقد الأول من القرن العشرين، تؤدي الصين دورًا مهمًا، إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية، في بناء سعة الكهرباء بالقارة السمراء.

تباطؤ النمو

شهد نمو الطلب على الكهرباء في أفريقيا تباطؤًا إلى 1.5% العام قبل الماضي (2022)، مقابل توقعات سابقة عند 4%، ومقارنة مع 5.7% خلال العام السابق 2021، مع معاناة القطاع في جنوب أفريقيا ونيجيريا.

لكن وكالة الطاقة الدولية تتوقع تسارع نمو استهلاك الكهرباء في بلدان القارة خلال السنوات من عام 2024 وحتى 2026، مع ارتفاع ملحوظ بالجزائر وجنوب أفريقيا، وسط استمرار تعافي اقتصاد القارة السمراء من تداعيات كورونا.

وظلّت حصة الغاز الطبيعي في مزيج توليد الكهرباء بأفريقيا مستقرة عند 42% خلال عام 2022، في حين هبط معدل الاعتماد على الفحم والطاقة النووية، مقابل ارتفاع حصة النفط والمصادر المتجددة.

وسيظل الغاز الطبيعي أكبر مصدر لتوليد الكهرباء في أفريقيا حتى أواسط العقد الحالي (2025)، إذ يُتوقع أن تصعد الكهرباء المولدة من هذا الوقود بنحو 30 تيراواط خلال السنوات الـ3 الممتدة من 2024 إلى 2026، لتقارب 400 تيراواط/ساعة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق