خطط بي بي للطاقة المتجددة مهددة بضغوط المستثمرين.. الأرباح أولًا
هبة مصطفى
تواجه شركة النفط البريطانية بي بي منعطفًا مهمًا؛ إذ تتعرض لضغط من مستثمرين لتجميد مشروعات الطاقة المتجددة والنظيفة، دفاعًا عن أرباح النفط والغاز الأكثر إغراءً، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وأثارت إستراتيجية الشركة حيال الطاقة النظيفة الجدل منذ إطلاقها عام 2020، وشهدت ترحيبًا من نشطاء البيئة، مقابل تحفّظ من المستثمرين، وقبل أن تمضي قدمًا وتحقق إنجازًا في مشروعاتها المتجددة، طرأت تعديلات على هذه الإستراتيجية العام الماضي 2023.
ويبدو أن الدائرة المفرغة التي انخرطت فيها الشركة بين طموحها للّحاق بركب نظيراتها من كبريات شركات الطاقة المتوسعة في مشروعات الطاقة النظيفة من جهة، وبين إرضاء المستثمرين من جهة أخرى، لن تنتهي، مع مطالبة جديدة لها بخفض الاستثمارات المتجددة.
عودة إلى الخلف
واجهت شركة النفط البريطانية بي بي اتهامًا بـ"تدمير" الأسهم، بإقرارها إستراتيجية تسبق الأهداف المناخية المجتمعية، إذ تضمنت أهداف الشركة المعلنة في 2020 خفض إنتاج النفط والغاز بنسبة 40% بحلول نهاية العقد في 2030.
وطبقًا للتقرير السنوي عن عام 2022 -الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة-، قلّصت الشركة في فبراير/شباط العام الماضي 2023 خطط خفض الإنتاج إلى 25%.
وكانت جولة صدام الشركة الأحدث مع صندوق التحوط بلوبيل (Bluebell) الذي يتخذ من لندن مقرًا له، إذ دعا لوقف استثمارات الشركة في مصادر الطاقة المتجددة، وفق ما نقلته صحيفة فايننشال تايمز (Financial Times).
ويتعين على الشركة -بموجب مطالبة صندوق التحوط- خفض استثماراتها في: الطاقة الحيوية والهيدروجين والطاقة المتجددة، بقيمة تصل إلى 28 مليار دولار (ما يعادل 60% من الاستثمارات النظيفة الحالية) خلال السنوات الـ7 من 2023 حتى 2030.
ويملك صندوق التحوط "بلوبيل" قدرة ضغط على الشركات، إذ سبق أن واجهت شركة التجارة والتعدين البريطانية غلينكور (Glencore) ضغطًا مشابهًا، مع مطالبتها بفصل مشروعات الفحم الحراري الملوث عن الاستثمار، قبل أن يُعلن الصندوق - شهر يناير/كانون الثاني الجاري- بيع حصته في غلينكور.
موقف بي بي
حدد صندوق التحوط "بلوبيل" المشروعات التي يتعين على شركة النفط البريطانية بي بي إعادة النظر فيها حفاظًا على قيمة الأسهم، وتنوعت ما بين مشروعات: (الوقود الحيوي، الشحن، الطاقة المتجددة، الهيدروجين).
وتواجه كبريات شركات الطاقة ضغوطًا لتلبية متطلبات الحياد الكربوني والأهداف البيئية، التي تلقى دعمًا من بعض الحكومات ونشطاء المناخ.
ونظرًا للعوائد الاستثمارية المنخفضة لمشروعات الطاقة المتجددة مقارنة بمشروعات النفط والغاز، قد تشتد المواجهات بين الشركات وحاملي الأسهم خلال السنوات المقبلة، إذ يتعين على صانعي القرار التوصل إلى منطقة اتفاق، حتى لا تُصاب شركات الطاقة بهزة قوية.
ويبدو أن ضغط صندوق "بلوبيل" لم يلقَ ترحيبًا من قبل الشركة البريطانية، وفق تأكيد رئيسها التنفيذي الجديد موراي أوشينكلوس، الذي تولّى منصبه رسميًا الشهر الجاري، خلفًا لنظيره المستقيل في سبتمبر/أيلول الماضي برنارد لوني.
وأوضح أوشينكلوس أنه ملتزم بإستراتيجية الشركة وخطة خفض الإنتاج المُعدلة إلى ما نسبته 25% بحلول 2030، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن الشركة ما زالت تتلقى دعمًا لإستراتيجيتها من قبل المستثمرين.
زيادة الاستثمارات النظيفة
لطمأنة المستثمرين، تسعى بي بي إلى المواءمة بين ضمان استمرار تدفّق الأرباح وبين إستراتيجيتها المتعلقة بالطاقة النظيفة، إذ تُركّز على المشروعات ذات الأرباح العالية بالتوازي مع خفض إنتاج النفط والغاز.
وتفتح الشركة المجال أمام زيادة الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة، لتضمن استمرار عائداتها في ظل انخفاض الطلب على النفط والغاز.
وللشركة إسهامات متجددة عدّة، إذ افتتحت علامتها الفرعية "بي بي بالس" -في سبتمبر/أيلول 2023- أكبر مركز بريطاني لشحن السيارات الكهربائية، وشكّل هذا المشروع علامة فارقة للندن في إطار نشر التقنيات صديقة البيئة.
وامتدّت أنشطة الطاقة النظيفة للشركة إلى أميركا، بإعلان تشغيل أول مصنع لتحويل غاز النفايات إلى غاز طبيعي متجدد، في أكتوبر/تشرين الأول العام الماضي.
وقبيل استقالة الرئيس التنفيذي السابق للشركة برنارد لوني، تمسَّك بخطط انتقال الطاقة وبعدم التراجع عن الإستراتيجية المعلنة، أو حتى يبطئ مسيرة التحول بعيدًا عن الهيدروكربونات.
موضوعات متعلقة..
- بي بي تطلق أول مصنع لإنتاج الغاز الطبيعي المتجدد من النفايات
- رئيس بي بي البريطانية يتمسك بتحول الطاقة.. الثورة تحدث الآن
- نتائج أعمال بي بي في الربع الثالث 2023 تخالف التوقعات.. الأرباح تنخفض 60%
اقرأ أيضًا..
- قطاع الكهرباء في الشرق الأوسط.. توقعات الطلب ومزيج التوليد بـ5 دول (تقرير)
- قروض الطاقة الشمسية تنتهي في المحاكم.. تحقيق يوثق عمليات نصب وخداع
- تطورات خطة روسيا للاستغناء عن قناة السويس