إيرادات صادرات الطاقة الروسية تواصل الانخفاض.. و8 دول عربية ضمن المستوردين

انخفضت إيرادات صادرات الطاقة الروسية خلال ديسمبر/كانون الأول 2023، مع تراجع الأسعار، إلّا أن الكميات المُصدّرة ما زالت مستمرة في التدفق إلى آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، إضافة إلى بعض الدول الأوروبية، رغم العقوبات المفروضة على موسكو منذ عام 2022 وحتى الآن.

وأظهر تقرير حديث حصلت وحدة أبحاث الطاقة على نسخة منه، انخفاض إيرادات صادرات روسيا من النفط ومشتقاته والغاز والفحم بمقدار 58 مليون يورو يوميًا (62.8 مليون دولار) خلال ديسمبر/كانون الأول 2023، بانخفاض 8% عن عائدات شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

وتواصل إيرادات صادرات الطاقة الروسية الانخفاض المطّرد للشهر الثالث على التوالي، أي منذ سبتمبر/أيلول 2023، بعد أن حافظت على مستوى نمو متصاعد خلال الأشهر السابقة.

وظهرت 8 دول عربية في قائمة مستوردي مصادر الطاقة الروسية خلال ديسمبر/كانون الأول 2023، وهي: السعودية والإمارات والأردن ومصر والسودان وليبيا وتونس والمغرب.

وبرزت السعودية والإمارات وتونس وليبيا في قائمة المستوردين للمشتقات النفطية الروسية، بينما ظهرت مصر والمغرب في قائمة المستوردين للفحم الروسي، كما ظهرت الأردن والسودان في قائمة المستوردين لغاز النفط المسال الروسي.

إيرادات صادرات الطاقة الروسية في ديسمبر

جاء انخفاض إيرادات صادرات الطاقة الروسية بفعل تراجع العائدات الشهرية للنفط الخام الروسي المنقول عبر خطوط الأنابيب بنسبة 7%، أو بمقدار 5 ملايين يورو يوميًا (5.4 مليون دولار)، بينما انخفضت إيرادات الخام المنقول بحرًا بنسبة 10%، أو ما يعادل 20 مليون يورو يوميًا (21.6 مليون دولار)، مقارنة بنوفمبر/تشرين الثاني 2023.

وتراجعت الإيرادات الشهرية للمنتجات النفطية المنقولة بحرًا بنسبة 17%، أو ما يعادل 36 مليون يورو يوميًا (39 مليون دولار)، خلال ديسمبر/كانون الأول 2023.

الرسم التالي، من إعداد وحدة أبحاث الطاقة، يرصد إيرادات روسيا من تصدير النفط ومشتقاته خلال عامي 2022 و2023:

على الجانب الآخر، تراجعت إيرادات صادرات الغاز المسال الروسية بنسبة 3%، أو ما يعادل 1.4 مليون يورو يوميًا (1.5 مليون دولار)، كما انخفضت عائدات صادرات الفحم بنسبة 31%، أو ما يعادل 15 مليون يورو يوميًا (16.2 مليون دولار).

(اليورو = 1.08 دولارًا أميركيًا).

أمّا عائدات الغاز عبر خطوط الأنابيب، فقد كانت المصدر الوحيد ضمن إيرادات صادرات الطاقة الروسية الذي يشهد ارتفاعًا بنسبة 23%، أو ما يعادل 21 مليون يورو يوميًا (22.7 مليون دولار) خلال الشهر الماضي.

وتراجعت إيرادات وقود الديزل والديزل الأحمر بنسبة 2%، أو بمقدار 2 مليون يورو يوميًا (2.1 مليون دولار)، خلال الشهر الماضي، وفق أحدث تقرير شهري صادر عن مركز أبحاث الطاقة و الهواء النظيف.

وأظهر جانب آخر من بيانات إيرادات صادرات الطاقة الروسية انخفاض عائدات روسيا من تصدير المشتقات النفطية (البنزين والكيروسين والنافثا) بنسبة 28%، أو بمقدار 13 مليون يورو يوميًا (14 مليون دولار)، خلال ديسمبر/كانون الأول 2023.

ناقلات الظل تواصل شحن النفط الروسي

شحنت ناقلات الظل 64% من كميات النفط الروسي المنقول بحرًا خلال الشهر الماضي، بينما نقلت الناقلات المملوكة أو المؤمَّن عليها في البلدان التي تطبّق سياسة الحدّ الأقصى للسعر 35% من الشحنات.

كما بلغت كميات المنتجات النفطية والمواد الكيميائية وغاز النفط المسال الروسية المنقولة عبر أسطول ناقلات الظل نحو 38%، خلال الشهر الماضي، بينما نقلت الكميات الباقية عبر الناقلات الخاضعة لسياسة الحدّ الأقصى للأسعار المفروضة على روسيا بسبب غزو أوكرانيا.

ولم تعقْ هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ناقلات النفط الروسية عن المرور، إذ زاد عدد الناقلات الروسية المارة عبر قناة السويس بنسبة 3% على أساس شهري خلال الشهر الماضي، لكن قد تتأثر في يناير/كانون الثاني مع تفاقم الاضطرابات.

الصين و تركيا أكبر المستوردين

استحوذت الصين وحدها على 33% من إجمالي صادرات الطاقة الروسية خلال ديسمبر/كانون الأول 2023، تليها تركيا في المركز الثاني بنسبة 25%، ثم الهند في المركز الثالث 18%.

وجاء الاتحاد الأوروبي في المركز الرابع بحصّة 18% من الإجمالي، رغم العقوبات التي فرضها على موسكو منذ غزوها لأوكرانيا، تليه البرازيل بنسبة 6% في المركز الخامس.

وفرض الاتحاد الأوروبي ومجموعة الـ7 عقوبات على شراء النفط الروسي في 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، كما فرض حظرًا آخر على واردات المشتقات النفطية دخل حيز التنفيذ منذ 5 فبراير/شباط 2023.

ورغم العقوبات واستمرار الحرب للعام الثاني على التوالي، فإن دولًا كثيرة في العالم ما زالت تدعم إيرادات صادرات الطاقة الروسية متجاهلة العقوبات، خاصة الصين والهند وتركيا أكبر المستوردين للطاقة من روسيا.

ورصدت وحدة أبحاث الطاقة خريطة أكبر مستقبلي صادرات الطاقة الروسية، في المدة من ديسمبر/كانون الأول 2022، تاريخ بدء الحظر الأوروبي على النفط الروسي، حتى ديسمبر/كانون الأول 2023، كما يلي:

أكبر المستوردين حسب نوع الصادرات

الفحم: استحوذت الصين وحدها على 40% من صادرات الفحم الروسي منذ العقوبات الأوروبية وحتى ديسمبر/كانون الأول، تليها الهند بنسبة 20%، ثم كوريا الجنوبية 13%.

النفط الخام: كانت الصين الوجهة الأكبر لصادرات النفط الروسي بنسبة 45%، تليها الهند بنسبة 33%، والاتحاد الأوروبي بنسبة 7%، ثم تركيا بنحو 5%.

الغاز الطبيعي المسال: جاء الاتحاد الأوروبي في المركز الأول بين المستوردين بنسبة 49%، تليه الصين 22%، ثم اليابان بنسبة 18%.

غاز النفط المسال: استحوذت تركيا وحدها على 55% من إجمالي صادرات غاز النفط المسال الروسية منذ الحظر الأوروبي وحتى ديسمبر/كانون الأول، يليها الاتحاد الأوروبي بنسبة 34%.

المشتقات النفطية: استحوذت تركيا على 24% من إجمالي صادرات المشتقات الروسية خلال الـ12 شهرًا الماضية، تليها الصين بنسبة 12%، ثم البرازيل بنسبة 10%.

الغاز الطبيعي المنقول عبر الأنابيب: ظل الاتحاد الأوروبي أكبر مشترٍ للغاز الروسي المنقول عبر خطوط الأنابيب، مستحوذًا على 37%، تليه تركيا بنسبة 34%، ثم الصين بنسبة 24%، خلال الـ12 شهرًا الأخيرة.

ولم يفرض الاتحاد الأوروبي أيّ عقوبات على واردات الغاز الروسي عبر خطوط الأنابيب، لكن الواردات انخفضت بصورة حادة مع توقّف الضخ عبر خط الأنابيب الرئيس نورد ستريم 1، بعد تفجيرات غامضة نهاية سبتمبر/أيلول 2022، كما لم تفرض عقوبات على استيراد الغاز المسال الروسي حتى الآن.

موضوعات متعلقة..

• أنس الحجي: سقف أسعار النفط لم يُخفّض إيرادات روسيا (صوت)
• إيرادات صادرات الطاقة الروسية تنخفض في أكتوبر.. 8 دول عربية ضمن المستوردين
• صادرات الوقود الأحفوري الروسي تواصل أرباحها بعد حرب أوكرانيا.. من المسؤول؟

اقرأ أيضًا..

• احتياطيات النفط والغاز الصخري في ليبيا.. ما حجمها وأين توجد؟ (خريطة)
• مضيق باب المندب.. لماذا يتصارعون حوله وما أهميته لتجارة النفط والغاز؟ (تقرير)
• الربط الكهربائي بين السعودية والهند.. قصة استثمار بـ18 مليار دولار
• واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع 239 مليون متر مكعب (رسم بياني)