التقاريرتقارير الهيدروجينرئيسيةهيدروجين

محللات الهيدروجين الصينية تقلق أوروبا.. بكين "تختطف" الصناعة

هبة مصطفى

بات التوسع في تصنيع محللات الهيدروجين الصينية هاجسًا يؤرّق أوروبا التي تخشى من هيمنة أكبر الاقتصادات الآسيوية على صناعة الهيدروجين الأخضر، خاصة أن القارة العجوز تبني آمالًا عريضة على الوقود النظيف لدعم طموحاتها المناخية.

ونمت حدة المخاوف مع استحضار التوسع الصيني اللافت للنظر في صناعة معدات الطاقة الشمسية من ألواح وخلايا وغيرهما، بالإضافة إلى شركات تصنيع السيارات الكهربائية والبطاريات الآخذة في النمو، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقد تتضرر خطط الهيدروجين الألمانية جراء توسعات تصنيع محللات الهيدروجين الصينية والارتفاع المتوقع في أسعار إنتاج الوقود الأخضر، حسب تحذير أطلقته مؤسسة في دي إي الألمانية للتجارة التقنية (VDE) الأكبر من نوعها في أوروبا.

أهمية الهيدروجين لأوروبا

ترجع المخاوف من هيمنة محللات الهيدروجين الصينية الصنع، على صناعة الهيدروجين العالمية، إلى الدور المهم الذي يؤديه في رحلة التخلص من الكربون والتوسع في الطاقة النظيفة التي تأمل فيها أوروبا.

ويؤدي الهيدروجين وبطاريات التخزين دورًا مهمًا للحفاظ على الطاقة واستقرار الشبكة حسب رؤية "في دي إي" التي نقلها موقع هيدروجين إنسايتس (Hydrogen Insights).

محللات الهيدروجين الصينية
مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في إسبانيا - الصورة من Science

وأبدى المدير العالمي للابتكار في المؤسسة بركارد هولدر، تخوفه من تراجع تصنيع المحللات الكهربائية أوروبيًا لصالح التقدم الصيني، في تكرار للتراجع الذي سجّله تطوير تقنيات الأنظمة الشمسية وبطاريات الليثيوم أيون أيضًا من قبل.

وبالنظر إلى ألمانيا أكبر الاقتصادات الأوروبية بوصفها نموذجًا لاتجاهات صناعة الهيدروجين في القارة، يُعَد نمو تصنيع محللات الهيدروجين الصينية شبحًا يطارد هدفها المتمثل في تثبيت سعة قدرها 10 غيغاواط لهذه الأجهزة بحلول عام 2030.

وقال هولدر إن تحول أوروبا من الاعتماد على واردات الطاقة، إلى استيراد التقنيات اللازمة لإنتاج الهيدروجين، يُشكِّل خطرًا خاصة في ظل توقعات بارتفاع أسعار إنتاج الهيدروجين من 2.90 دولارًا/كيلوغرام إلى 5 دولارات.

التوسع الصيني

للدلالة على مساعي السيطرة على سوق التقنيات النظيفة عالميًا، تجدر الإشارة إلى أنه خلال السنوات الـ10 من القرن الجاري (من 2000 إلى 2010) تفوقت الشركات الصينية على المحاولات الأوروبية لإنتاج مكونات صناعة الطاقة الشمسية.

واللافت للنظر أن الشركات ذاتها تسعى حاليًا للتوسع في تصنيع أجهزة التحليل الكهربائي والانتشار في الأسواق الأوروبية التي تعد سوقًا خصبة تُخطط لتثبيت قدرة تحليل تصل إلى 90 غيغاواط لمواكبة حجم الإنتاج المأمول.

ويتفق ذلك مع حصة محللات الهيدروجين الصينية ومكونات الصناعة من مقدرات الصناعة العالمية، إذ تُقدر سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر المثبتة في العالم بنحو 1.1 غيغاواط، استحوذت بكين منها على 610 غيغاواط معتمدة على تقنيات محلية الصنع.

وتعكس حصة الصين من سعة إنتاج الهيدروجين الأخضر المثبتة عالميًا "هيمنة مستقبلية" للمُصنعين؛ ما يعيد للأذهان إمكان تكرار سيناريو انتقال التطور الألماني في مجال الطاقة الشمسية وبطاريات الليثيوم إلى بكين.

من يفوز؟

سواء شاءت التقنيات الأوروبية أم أبت، فإنها دخلت منافسة شرسة تتجه لصالح محللات الهيدروجين الصينية؛ ما يشكل تهديدًا على تعهدات القارة العجوز وأكبر اقتصاداتها -ألمانيا- في التوسع بإنتاج الهيدروجين واعتباره وقودًا بديلًا.

وبينما تواصل الشركات في بكين تطوير هذه الأجهزة، تدافع الشركات الأوروبية عن صناعتها وتقنياتها مستندة إلى انخفاض أسعار أجهزة التحليل الكهربائي الصينية لدى بيعها محليًا، لكن على العكس يرتفع سعرها بعد تصديرها للقارة العجوز بعد إضافة تقنيات تعزز جودتها "المنخفضة" حسب معايير أوروبا.

وذهبت تقديرات أخرى إلى أن المنافسة الصينية-الأوروبية على تصنيع المحللات الكهربائية لإنتاج الهيدروجين لا داعي لها، خاصة أن كلا الفريقين سيعاني تداعيات ارتفاع اسعار إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

ويكشف الرسم أداناه -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- عن حجم الاستهلاك العالمي للهيدروجين في العالم عام 2022:

استهلاك الهيدروجين

ومثالًا على ذلك، نجحت مناطق عدة في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بسعر دون 0.01 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة، ورغم أن هذه التكلفة معقولة؛ فإن إضافتها لسعر تكلفة إنتاج الهيدروجين ترفع التكلفة النهائية إلى 0.10 دولارًا لكل كيلوواط/ساعة.

وتفوق هذه الأسعار تكلفة إنتاج الكهرباء من مصادر الوقود الأحفوري؛ ما يشكك في جدوى توسعة الاعتماد على الهيدروجين من الأساس سواء بتفوق صيني أو أوروبي.

ومع الاتجاه لاستعمال الهيدروجين في الصناعات الثقيلة وكثيفة الاستهلاك، قد تشكل تكلفة "إنتاج" و"نقل" الوقود النظيف عائقًا جديدًا أمام التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق