التقاريرتقارير النفطسلايدر الرئيسيةنفط

مصافي آسيا تدرس خططًا بديلة لضمان إمدادات النفط.. ما دور أرامكو؟

في حال تصاعد توترات البحر الأحمر

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • مصافي التكرير تضع خططًا بديلة لضمان تدفقات ثابتة من المواد الأولية في حالة التصعيد
  • يتجنب المزيد من شركات الشحن البحر الأحمر ومضيق باب المندب
  • تدفقات النفط إلى الصين لم تتأثر كثيرًا باضطرابات البحر الأحمر
  • الجزء الأكبر من واردات الصين من النفط من البحر الأحمر يأتي من روسيا

تضع مصافي آسيا خططًا بديلة لضمان تدفقات ثابتة من النفط والمواد الأولية (اللقائم) في حالة حدوث تصعيد في البحر الأحمر، وهي خطوة قد تؤدي إلى تضخم تكاليف التأمين وتقويض هوامش التكرير.

وقد لا تشهد آسيا تغيرات جذرية في إمدادات النفط على المدى القريب جرّاء أزمة البحر الأحمر المستمرة، وسيكون توجّه كبار المستوردين في المنطقة لتنويع سلاسل وارداتهم بشكل كبير، إلى جانب توسيع التخزين الإستراتيجي، مفيدًا لضمان التدفق السلس وغير المنقطع للمواد الأولية.

يأتي ذلك على الرغم من أن مصافي آسيا تعتمد على النفط المستورد لتلبية الجزء الأكبر من احتياجاتها، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إمدادات النفط إلى آسيا

تتّسم أزمة البحر الأحمر بـ3 جوانب، فيما يتعلق بإمدادات النفط إلى آسيا، وفقًا لمدير تحليلات النفط الآسيوي لدى وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس S&P Global Commodity Insights، زوي وانغ.

وقال زوي وانغ: "أولًا، إن أيّ تصعيد سيخلق عقبات أمام تدفّق النفط الروسي إلى آسيا، ما يجبر المشترين على البحث عن بدائل من مصادر أخرى".

وأردف: "ثانيًا، بالنسبة للمنتجات التي تنتقل شمالًا من آسيا إلى أوروبا، يراقب المصدّرون التطورات بحذر قبل اتخاذ قرار الهبوط، وأخيرًا، فإن المسارات الأطول لديها القدرة على خلق طلب متزايد على وقود السفن في آسيا".

في المقابل، يتجنّب المزيد من شركات الشحن البحر الأحمر ومضيق باب المندب، بعد أن ضرب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الحوثيين المدعومين من إيران في شمال اليمن، ما أثار مخاوف من مزيد من التصعيد الذي قد يؤثّر في طرق التجارة البحرية الرئيسة.

ناقلة نفط
ناقلة نفط - أرشيفية

مخاوف الربح وليس الإمدادات

لا تشعر مصافي آسيا بالقلق بشأن إمدادات النفط عالي الكبريت في الشرق الأوسط لعام 2024.

ويحترم البائعون الرؤساء، بما في ذلك أرامكو السعودية وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك"، طلب العملاء الآسيويين، بغضّ النظر عن التزاماتهم بخفض الإنتاج، وفقًا لمديري المواد الأولية لدى مصافي التكرير في اليابان وجنوب شرق آسيا (المصافي الكورية والتايوانية والتايلاندية).

تجدر الإشارة إلى أن اقتصادات تكسير النفط الحامض في الشرق الأوسط آخذة في التدهور، مع ارتفاع تكاليف التسليم لجلب براميل الخليج العربي إلى الشرق الأقصى، وسط مطالبة شركات الشحن بعلاوات المخاطر، في حين إن تكاليف التأمين على الناقلات تتجه إلى الارتفاع، حسبما أضاف مديرو المواد الأولية.

وعلى أساس الدولار لكل طن متري، قامت منصة بلاتس بتقييم سعر ناقلات "سويزماكس" القياسي للخليج العربي وأقصى شرق آسيا البالغ 130 ألف طن متري (925 ألف برميل) بمتوسط 33.11 دولارًا للطن المتري حتى الآن في يناير/كانون الثاني الجاري.

* الطن يعادل 7.1 برميلًا.

وأوضح المديرون: "في عام 2024، لا تشكّل تخفيضات أوبك+ تهديدًا كبيرًا لنا، لأننا على يقين تامّ من أن أرامكو وأدنوك ستواصلان احترام الطلب الآسيوي، كما فعلتا دائمًا، لكن التكاليف اللوجستية تشكّل مصدر قلق، لأن التوترات الجيوسياسية ترفع رسوم التسليم وأسعار النفط".

تدفقات النفط إلى الهند والصين

قالت مصادر ملاحية وتجارية صينية، إن إمدادات النفط إلى آسيا، خاصة إلى الصين، لم تتأثر كثيرًا باضطرابات البحر الأحمر، إذ كانت شحنات قليلة تتجه إلى بكين عبر هذا الطريق.

وقال كبير المحللين في قسم الأبحاث والتحليلات لدى وكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتسS&P Global Commodity Insights، ياو منغبي: "تنطوي توترات البحر الأحمر على تأثير محدود في واردات الصين من النفط".

وأوضح أن الجزء الأكبر من واردات الصين من النفط من البحر الأحمر يأتي من روسيا، ولا تشكّل السفن والبضائع الروسية أهدافًا رئيسة للهجمات في هذه المرحلة، أمّا الخامات الأخرى تمرّ عبر البحر الأحمر، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار إلى أن "الواردات الصينية، مثل تلك القادمة من شمال غرب أوروبا والبحر الأبيض المتوسط، تؤدي دورًا ثانويًا في محفظة الواردات الإجمالية للصين".

وأضاف منغبي أنه على صعيد التصدير، "يتجه النفط المكرر الصيني في المقام الأول إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ما يعني أن التوترات في البحر الأحمر لها تأثير محدود".

وكان التأثير بتدفقات النفط الروسي إلى الهند ضئيلًا، مع عدم حدوث أيّ تحويلات كبيرة حتى الآن.

زوارق تساعد ناقلة نفط لتفريغ حمولتها في الصين
زوارق تساعد ناقلة نفط لتفريغ حمولتها في الصين - الصورة من رويترز

وأسهمت روسيا بأكثر من 35% من إجمالي واردات الهند من النفط في عام 2023، بما يصل إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، وفقًا لبيانات وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال.

وقالت مصادر تجارية ومحللون، إنه على الرغم من أن سلسلة الهجمات على الشحن في البحر الأحمر أجبرت التجّار والمورّدين على استكشاف طرق بديلة عبر رأس الرجاء الصالح، فإن شحنات النفط من روسيا إلى الهند لم تتأثر حتى الآن.

ومن المرجح أن تدعم التوترات في البحر الأحمر الطلب على تزويد السفن بالوقود في آسيا خلال الربع الأول، وفقًا لوكالة إس آند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس.

ويمكن لتغيير مسار السفن عبر رأس الرجاء الصالح أن يؤدي إلى تمديد مدة الرحلة التراكمية ووقت تسليم البضائع ببضعة أسابيع، وسيتسبب في زيادة متطلبات الوقود والتكاليف الإجمالية.

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق