طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة تكافح للعودة إلى الصدارة
إيمان محمود
خاض قطاع طاقة الرياح البحرية في المملكة المتحدة رحلة من التحديات، متأرجحًا بين العاصفة والهدوء خلال السنوات الماضية، إلا أن الأمور تبدو حاليًا أكثر إشراقًا مع ظهور بارقة أمل باستمرار تصدّر المملكة قائمة أكبر الأسواق الأوروبية.
فرغم أن المملكة المتحدة سوق مثالية لمشروعات الرياح البحرية بفضل سواحلها الطويلة ورياحها العاتية، فإنها فشلت في جذب عدد كبير من المشروعات، بسبب ارتفاع التكاليف وأسعار الفائدة، حتى أصبحت غير مجدية اقتصاديًا، بحسب ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
وفي نهايات العام الماضي 2023، سارعت المملكة المتحدة من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة، لترفع الحكومة الحد الأقصى لسعر كهرباء الرياح البحرية ومشروعات الطاقة المتجددة الأخرى التي يمكن أن تتلقاها في مناقصات عقود الفروق، المعروفة اختصارًا بـ"CFD".
وتمتلك المملكة المتحدة تطلعات طموحة في مجال الرياح البحرية، إذ تنتج حاليًا 14.7 غيغاواط، ما يمثّل 16% من إجمالي الكهرباء المولدة، لكن خطة الحكومة هي الوصول إلى 50 غيغاواط بحلول عام 2030.
مناقصات الرياح
تترقب المملكة المتحدة مناقصة في شهر مارس/آذار 2024، بعد أن رفعت السعر الأقصى للمزايدة في الجولة السادسة بنسبة 66% لمشروعات طاقة الرياح البحرية.
كما رفعت الأسعار من 44 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة إلى 73 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة، متضمنة سعر الربط بالشبكة، وبنسبة 52% لمشروعات طاقة الرياح البحرية العائمة من 116 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة إلى 176 جنيهًا إسترلينيًا لكل ميغاواط/ساعة.
(جنيه إسترليني = 1.27 دولارًا أميركيًا)
ومن المقرر تأهل 10 مشروعات على الأقل للمشاركة في المناقصة، ويمكنها توفير عقود بقدرة تصل إلى 10 غيغاواط، بحسب موقع هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي ويند يوروب (Wind Europe).
وتم إنشاء مزادات عقود الفروق عام 2014، لدعم رحلة المملكة المتحدة نحو هدف الحياد الكربوني، وتُعد الفروقات آلية تعاقدية مصممة لتحفيز الاستثمارات في مشروعات الطاقة المتجددة في المملكة المتحدة بأقل تكلفة على المستهلك.
ويضمن البرنامج حصول مشروعات الطاقة المتجددة على سعر مضمون من الحكومة مقابل الكهرباء التي تولدها، ما يشجع الاستثمار في المملكة المتحدة التي تعد بالفعل موطنًا لأكبر 5 مشروعات تشغيلية لمزارع الرياح البحرية في العالم.
وزاد توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة من 6% في الربع الأول عام 2010 إلى 48% في الربع الأول من العام الماضي 2023، بحسب الموقع الرسمي للحكومة البريطانية.
أزمات سابقة.. وطاقة أمل
في الجولة الرابعة من مزادات عقود الفروقات بالمملكة المتحدة لعام 2021 (AR4)، واجهت المشروعات الفائزة تحديات كبيرة في اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية، وفي الجولة الخامسة AR5 فشلت المشروعات تمامًا، ولم يُقدّم أي عرض مشروع يخص طاقة الرياح البحرية.
والسبب الرئيس وراء هذه التحديات كان صعوبة التوفيق بين ارتفاع تكاليف المشروعات، وعدم تقديم الحكومة أسعار مزادات عقود الفروق بصورة كاملة، بحسب موقع هيئة صناعة طاقة الرياح في الاتحاد الأوروبي.
وفي هذا السياق، نجد أن مشروعات AR4 الـ5 الفائزة في البداية، لم ينخرط منها سوى مشروعين، اثنين فقط نحو قرار الاستثمار النهائي، وقد واجها صعوبة كبيرة في ذلك بسبب ارتفاع تكاليف المشروعات، ولكن الأمر لم يكن مقتصرًا على ذلك، فالحكومة لم توفر أي مرونة فيما يتعلق بأسعار عقود الفروق أو تقديم مخصصات رأسمالية لتسهيل عملية الاستثمار.
كما عُلق عمل أحد المشروعات -وهو مشروع نورفولك بوريس التابع لشركة فاتنفول السويدية (Vattenfall)- بسبب التحديات التي واجهها.
ويبدو أن التحديات التي واجهتها طاقة الرياح البحرية في المملكة قد تتلاشى مع انضمام شركة آر دبليو إي إلى مشروع نورفولك بوريس، وتشغيل مشروع هورنسي 3 عام 2027، ليصبح أكبر مزرعة لطاقة الرياح البحرية في العالم، إذ يزوّد 3.3 مليون منزل في بريطانيا بقدرة 2.5 غيغاواط.
وفي سياق الروابط البينية، يعزّز تنشيط خط "فايكينج لينك" وربطه بسوقي الكهرباء في المملكة المتحدة والدنمارك من الاستدامة، إذ تصل طاقته حاليًا إلى 800 ميغاواط، ويخطط لرفعها 1.4 غيغاواط في المستقبل القريب، إذ إن الكهرباء النظيفة يمكنها الانتقال بسهولة بين البلدين.
موضوعات متعلقة..
- أسعار كهرباء طاقة الرياح البحرية أقل 25% من المولّدة بالغاز في بريطانيا (تقرير)
- توليد الكهرباء من طاقة الرياح الأوروبية يقفز 43% في ديسمبر
- طاقة الرياح البحرية تستقبل 5 مشروعات ضخمة حول العالم (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- صفقة اندماج ضخمة بقطاع الطاقة.. الأولى في 2024
- اشتعال النيران ببطاريات الليثيوم خلال إعادة تدويرها في السويد
- 5 خطوات لتسريع تحول الطاقة عالميًا في 2024 (تقرير)