تيسلا تستهل 2024 بخسائر تتجاوز 94 مليار دولار.. ما السبب؟

أحمد أيوب

2024-01-14

0 1٬751

يبدو أن شركة تيسلا الأميركية ستواجه ظروفًا صعبة للغاية خلال عام 2024، فقد ظهر ذلك من الخسارة الكبيرة التي مُنيت بها عملاقة صناعة السيارات الكهربائية في غضون أول أسبوعين من يناير/كانون الثاني الجاري.

وخسرت الشركة أكثر من 94 مليار دولار من القيمة السوقية لها خلال الأسبوعين الأولين فقط من الشهر الجاري، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وانخفضت أسهم تيسلا خلال المدة المذكورة بنسبة 12%، وهي ثاني أقوى ضربة تتعرّض لها الشركة في بداية عام منذ طرحها للاكتتاب في عام 2010، إذ كانت قيمتها قد تراجعت بنسبة 14% خلال الأيام الـ9 الأولى من يناير/كانون الثاني 2016.

عام مليء بالتحديات

بدأت تيسلا العام الجاري (2024) بخسارة كبيرة، بعد أن نجحت في مضاعفة أسهمها على مدار العام الماضي (2023).

والحقيقة أن هناك مجموعة من الأنباء السلبية ربما تكون السبب وراء هذه الخسارة التي مُنيت بها شركة تصنيع السيارات الكهربائية الأميركية العملاقة، بحسب تقرير نشرته "بلومبرغ" في 13 يناير/كانون الثاني 2023.

ومن هذه الأسباب، ما أعلنته شركة هيرتز غلوبال هولدينغز (Hertz Global Holdings) لتأجير السيارات، حول نيتها تقليص أسطولها من السيارات الكهربائية، خاصةً سيارات تيسلا.

سيارة كهربائية من إنتاج تيسلا - الصورة من الموقع الإلكتروني للشركة

وأشارت شركة "هيرتز غلوبال هولدينغز" إلى تخطيطها لبيع ثلث أسطولها من السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، وإعادة الاستثمار في السيارات التي تعمل بالبنزين، بسبب ضعف الطلب وارتفاع تكاليف الإصلاح لخياراتها التي تعمل بالبطاريات.

وفي الوقت نفسه، تخوض تيسلا منافسة شرسة مع شركات تصنيع السيارات الكهربائية في الصين التي تُخفض الأسعار بصورة ملحوظة، ويتزامن هذا مع تباطؤ نمو الطلب على السيارات الكهربائية، خاصة في الولايات المتحدة.

وتعليقًا على هذا، قال المحلل لدى شركة كوين للأبحاث، جيفري أوزبورن، في مقابلة، إن "القلق الرئيس للمستثمرين بشأن تيسلا الآن هو الركود".

الشركة في مأزق

لا يبدو أن احتمالات تحسُّن الظروف بالنسبة إلى شركة تيسلا ستكون وشيكة أو جيدة، فالشركة تبذل قصارى جهدها لتخطي هذه الأوضاع الصعبة.

ومنذ مطلع عام 2023، عملت شركة تصنيع السيارات الكهربائية على خفض أسعار سياراتها، في محاولة لتعزيز الطلب على منتجاتها، وانعكس ذلك في حدوث تآكل مستمر في هامش ربحها مقارنة بالأعوام السابقة.

وفي سياق متصل، انخفض هامش الربح الإجمالي لأرصدة الكربون لشركة تيسلا للربع الثالث من العام الماضي 2023 إلى 16.3%، هبوطًا من 27.9% خلال المدة المماثلة من عام 2022.

وتواجه الشركة ضغوطًا مستمرة من قِبل العاملين بمصانعها في الولايات المتحدة الأميركية الذين يطالبون بزيادة في أجورهم، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ومؤخرًا، اضطرت تيسلا إلى إعادة توجيه الشحنات المتجهة إلى مصنعها في برلين، بسبب المخاوف الأمنية من عبور السفن في البحر الأحمر، كما أنها تخطط لتعليق معظم الإنتاج في مصنعها القائم بالقرب من برلين خلال المدة من 29 يناير/كانون الثاني إلى 11 فبراير/شباط المقبل.

تباطؤ النمو

حذَّرت شركة تيسلا، لأول مرة، من التباطؤ في الطلب على السيارات الكهربائية خلال تقريرها الخاص بأرباح الربع الثالث من العام الماضي 2023.

وبعد ذلك بمدة قصيرة، تراجع الكثير من شركات تصنيع السيارات الكهربائية في العالم عن خطط التوسع، وبدأت تنظر إلى الأسواق برؤية أكثر تشاؤمًا.

وخلال يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت الشركة الأميركية أرقام مبيعاتها للربع الرابع من العام الماضي 2023، ورغم أنها كانت أفضل مما توقعه المحللون، فإنها جاءت في المرتبة الثانية بعد مبيعات شركة "بي واي دي" (BYD) الصينية، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إيلون ماسك

تلقى مالك شركة تيسلا إيلون ماسك ضربة موجعة، منذ مطلع العام الجديد، إذ تسبب تراجع أسهم الشركة في خسارة ثروته الشخصية ما قيمته 23 مليار دولار حتى الآن، وفقًا لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.

وكان "ماسك" قد استعاد المركز الأول في مؤشر ثروة بلومبرغ العام الماضي، متجاوزًا برنارد أرنو.

مؤسس تيسلا الأميركية إيلون ماسك - الصورة من ريديت

يأتي الجزء الأكبر من ثروة إيلون ماسك من حصته البالغة 13% في شركة تيسلا، كما أنه يمتلك نحو 42% من شركة "سبيس إكس" SpaceX، التي تُقدر قيمتها بنحو 53 مليار دولار، بحسب مؤشر بلومبرغ للثروة.

وعلى الرغم من كل هذه الصعوبات التي تواجهها عملاقة صناعة السيارات الكهربائية الأميركية فإنها ما تزال تتفوق على المنافس الصيني "بي واي دي" من حيث الأرباح والإيرادات، ويرى الكثيرون أن الشركة ما تزال قادرة على الاستمرار في تحقيق ثورة حقيقية في صناعة السيارات الكهربائية، خاصة ذاتية القيادة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..