نفطأخبار النفطرئيسية

بلغاريا تستغني عن النفط الروسي.. دولتان عربيتان ضمن البدائل

محمد عبد السند

تمضي بلغاريا قدمًا نحو إنهاء اعتمادها على النفط الروسي، في إطار إستراتيجيتها الرامية إلى تنويع مصادر إمدادات الوقود، ضمن خطة أوسع لتعزيز أمن الطاقة.

وتنضم صوفيا إلى الحظر الأوروبي المفروض على النفط الروسي المنقول بحرًا بدءًا من مارس/آذار (2024)، متنازلة عن الإعفاء الذي استفادت منه، بحسب نص أقره البرلمان في 18 ديسمبر/كانون الأول (2023).

وفي ديسمبر/كانون الأول (2022) فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات تستهدف تقليص واردات الدول الأعضاء الـ27 من الخام الروسي بنسبة 90%، من أجل وقف تمويل آلة الحرب التي تشنها موسكو في أوكرانيا، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

غير أن البلد الواقع في منطقة البلقان يعتمد كثيرًا على إمدادات الطاقة الروسية، وحصل -آنذاك- على استثناء ينتهي في ديسمبر/كانون الأول (2024).

بلغاريا تستغني

تستبدل بلغاريا الخام المستورد من قازاخستان والعراق وتونس بواردات النفط الروسي في شهر يناير/كانون الثاني (2024)، وفق ما أظهرته البيانات الصادرة عن شركة إل إس إي جي (LSEG)، البريطانية للأوراق المالية والمعلومات المالية، وما صرّح به تجار إلى وكالة رويترز.

وكانت بلغاريا قد حصلت على إعفاء من الحظر المفروض على واردات النفط الروسية بوساطة الاتحاد الأوروبي، ما يتيح لها مواصلة استقبال تلك الواردات المنقولة بحرًا خلال العام الجاري (2024).

غير أن الدولة الواقعة جنوب شرق أوروبا قد فرضت قيودًا على صادراتها من جميع المشتقات النفطية الروسية خلال يناير/كانون الثاني (2024)، ما يجعل من المستحيل تشغيل مصفاتها الوحيدة بالوقود الروسي.

وقررت صوفيا وقف جميع وارداتها من النفط الروسي بدءًا من شهر مارس/آذار (2024)، وفق تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

إحدى ناقلات النفط الروسي
ناقلة نفط روسية - الصورة من رويترز

مصفاة بورغاز

اشترت بلغاريا النفط اللازم لتشغيل مصفاة بورغاز (Burgas)، البالغة سعتها 190 ألف برميل يوميًا، التي تديرها شركة لوك أويل (Lukoil) الروسية.

وتُعد بلغاريا رابع أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحرًا في عام 2023، إذ تخطت قيمة مشترياتها 100 ألف برميل يوميًا، لكن لا يُتوقع أن يستقبل ميناء بورغاز أي شحنات من النفط الروسي خلال يناير/كانون الثاني (2024).

وبينما لم تعد لوك أويل قادرة على تزويد مصفاة بورغاز بخام الأورال الروسي، يتعيّن عليها أن تستعمل النفط الوارد من أماكن أخرى، ما يرفع التكاليف التي تتحملها الشركة.

وعلاوة على ذلك، تتأثر ربحية الشركة نتيجة ضريبة نسبتها 60% فرضتها الحكومة البلغارية على أرباح المصفاة.

شحنتان نفطيتان في الطريق

حتى الآن في يناير/كانون الثاني (2024)، من المتوقع أن تستقبل بورغاز شحنتين، حجم كل منهما 70 ألف طن متري (497 ألف برميل)، من مزيج تصدير النفط الخام القازاخستاني (كيبكو)، وشحنة قدرها 76 ألف طن (نحو 540 ألف برميل) من خام البصره الخفيف، بالإضافة إلى شحنة حجمها 50 ألف طن (355 ألف برميل) من مزيج اتحاد خط أنابيب قزوين (CPC Blend)، وأخيرًا شحنة قدرها 33 ألف طن (نحو 234 ألف برميل) من النفط التونسي، حسب بيانات إل إس إي جي.

(طن النفط = 7.1 برميلًا)

ويبرز خام كيبكو المستورد من المواني الروسية الذي يتمتع بجودة خام الأورال نفسها، البديل المرجح لواردات النفط الروسي المتجهة إلى بلغاريا، وفق ما قاله تجار.

وأشار التجار إلى أن المعروض من خام كيبكو محدود، مضيفين أن سعره يزيد كثيرًا على خام الأورال، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومن المخطط أن تتولى مصفاة بورغاز مسؤولية معالجة خام الأورل، وبمقدورها في الوقت الراهن أن تعمل فقط بأنواع من النفط الحامض، الذي يُعد صعبًا ومكلفًا في الاتحاد الأوروبي، بحسب تجار.

سوق مقيدة

قال أحد التجار، الذي رفض الكشف عن هويته: "سوق براميل النفط الحامض في أوروبا تعاني القيود، نتيجة عدم توافر خام الأورال والنفط الكردي".

يُشار إلى أن صادرات النفط من إقليم كردستان العراق متوقفة منذ الربيع الماضي.

وقالت لوك أويل، إنها تراجع إستراتيجيتها فيما يتعلق بالأصول في بلغاريا وستدرس بيعها، في تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

صادرات النفط الروسية

سجلت صادرات النفط الروسية المنقولة بحرًا من موانيها الرئيسة الـ4 زيادة بنحو 8% خلال عام 2023، مقارنة بعام 2022، وفقًا لشركة ترانسنفت (Transneft) المملوكة للدولة.

وتجاوزت تدفقات الصادرات إلى حد كبير قيود الشحن المتمثلة في سقف الأسعار، الذي فرضته مجموعة الدول الـ7 وأستراليا.

ومؤخرًا، قالت وزارة المالية الروسية، إن متوسط سعر بيع مزيج خام الأورال في البلاد لعام 2023 بأكمله قد لامس 63 دولارًا للبرميل، أو أعلى من سقف الأسعار المعتمد، البالغ قيمته 60 دولارًا للبرميل.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق