تقارير الغازرئيسيةعاجلغاز

مخاوف من نقص الغاز في أوروبا وارتفاع الأسعار

موجة برد شديدة في شمال القارة

دينا قدري

يبدو أن سوق الغاز في أوروبا على موعد مع اضطرابات جديدة، رغم مستويات التخزين الجيدة التي تفوقت على الأعوام السابقة.

فقد أدى الطقس شديد البرودة، خلال الأيام القليلة الماضية، في شمال القارة العجوز، إلى زيادة الحاجة للتدفئة، وتسبب في انقطاع الكهرباء عن آلاف المواطنين.

وشهدت دول الشمال طقسًا شديد البرودة؛ إذ سجلت أدنى درجة حرارة منذ 25 عامًا عند 44.3 درجة مئوية تحت الصفر يوم الجمعة (5 يناير/كانون الثاني 2024).

وهو ما دفع الخبراء إلى تأكيد وجود توقعات كبيرة بزيادة الطلب على الوقود، خاصةً الغاز، واحتمالية تراجع الصادرات من النرويج، لتلبية زيادة الطلب المحلي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

درجات الحرارة في أوروبا

تسبّبت الأمطار الغزيرة في ألمانيا وفرنسا وهولندا -مرة أخرى- في حدوث فيضانات بالمناطق التي شهدت فيضانات مستمرة خلال الأسبوعين الماضيين.

وأدى التجميد العميق إلى تعطيل وسائل النقل في جميع أنحاء دول شمال أوروبا، وسط تقارير عن فوضى مرورية بعد إغلاق أجزاء من الطرق السريعة والرئيسة، مع الإبلاغ عن مشكلات في خدمة السكك الحديدية.

وانقطعت الكهرباء عن نحو 4 آلاف منزل في الجزء الشمالي من السويد؛ حيث انخفضت درجات الحرارة إلى 38 درجة مئوية تحت الصفر، وفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

وفي الجزء الجنوبي من البلاد، ظل سائقو السيارات عالقين في سياراتهم، أو جرى إجلاؤهم إلى مجمع رياضي قريب؛ حيث أمضوا الليل.

وفي الدنمارك المجاورة؛ حثت الشرطة سائقي السيارات على تجنب الرحلات غير الضرورية؛ إذ ضربت الرياح والثلوج الأجزاء الشمالية والغربية من البلاد.

وفي لابلاند الفنلندية، سجّلت بلدية إينونتيكيو، القريبة من الحدود مع النرويج والسويد، أدنى درجة حرارة في البلاد هذا الشتاء يوم الخميس (4 يناير/كانون الثاني 2024)، عند 43.1 درجة مئوية تحت الصفر.

ويتوقّع خبراء الأرصاد الجوية أن تكون درجات الحرارة أكثر برودة خلال بقية أيام الأسبوع.

الطقس شديد البرودة في السويد
الطقس شديد البرودة في السويد - الصورة من منصة CGTN

سوق الغاز في أوروبا

من جانبها، استعملت شركة تشغيل نظام الغاز الفنلندية -في بيان أصدرته يوم 5 يناير/كانون الثاني 2024- حقها في طلب تسليم إضافي سريع للغاز المسال لضمان توازن السوق، وسط زيادة في الطلب مدفوعة بموجة برد طويلة.

وقالت غازغريد (Gasgrid) إن ارتفاع أسعار الكهرباء أدى إلى طلب 130 غيغاواط/ساعة من الغاز، يوم الخميس (4 يناير/كانون الثاني 2024)، وهو أعلى استهلاك يومي منذ أكثر من عامين؛ ما ترك نحو 525 غيغاواط/ساعة مخزنة في محطة إنكو لاستيراد الغاز المسال بالبلاد.

وأضافت الشركة أنها أمرت بتسليم إمدادات إضافية قدرها 100 غيغاواط/ساعة من الغاز إلى إنكو، قبل وصول الشحنة التجارية التالية المقررة في 11 يناير/كانون الثاني 2024، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة رويترز.

وحثت شركة تشغيل شبكة الكهرباء الفنلندية فينغريد (Fingrid) والحكومة، المواطنين على توفير الكهرباء، خاصةً خلال ساعات الذروة، لمنع انقطاع التيار الكهربائي.

وقالت فينغريد إن نظام الكهرباء كان مستقرًا يوم الجمعة، وكان الطلب أقل إلى حدٍ ما من المتوقع.

وسجّل متوسط السعر الفنلندي ليوم الجمعة رقمًا قياسيًا بلغ 890.54 يورو (975.8 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة، وهو ما يتجاوز بكثير الرقم القياسي السابق المسجّل في عام 2010 وهو 505.68 يورو (554.1 دولارًا).

وقالت وزارة الشؤون الاقتصادية، في وقت متأخر من يوم الخميس: "بالنسبة للعملاء الذين لديهم عقود كهرباء تتبع الأسعار الفورية؛ فإن فاتورة الكهرباء (يوم الجمعة) قد تكون أعلى بنحو 20 مرة من متوسط اليوم".

وأضافت فينغريد -بشكل منفصل- أن خط الكهرباء الذي يربط فنلندا وإستونيا انقطع لمدّة وجيزة يوم الجمعة، لكنه استعاد الإمدادات سريعًا.

أسعار الغاز في أوروبا

ارتفعت العقود الآجلة القياسية لأسعار الغاز في أوروبا، يوم الخميس (4 يناير/كانون الثاني 2024)، بما يصل إلى 5.2%، لتسجل أعلى مستوى في أسبوع.

وتزامن ذلك مع اقتراب موجة البرد من دول الشمال، وتصاعد التوترات الأخيرة في الشرق الأوسط؛ ما أثار المخاوف بشأن الإمدادات، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة، نقلًا عن وكالة بلومبرغ.

ومن المتوقع أن تنخفض درجات الحرارة في جميع أنحاء أوروبا الغربية إلى ما دون المعدلات الموسمية؛ ما يعزز الطلب على الغاز لأغراض التدفئة وتوليد الكهرباء.

وفي الوقت الحالي، أدّت وفرة الإمدادات المنقولة عبر الأنابيب من النرويج، وتدفقات الغاز المسال القوية والمخزونات التي لا تزال أعلى بكثير من المتوسط الموسمي، إلى كبح الأسعار.

ومع ذلك، يعتمد الكثير على المدّة التي ستستمر فيها موجة البرد؛ إذ تؤجل العديد من سفن الغاز المسال وصولها إلى المملكة المتحدة وشمال غرب أوروبا بسبب سوء الأحوال الجوية؛ ما يزيد من التوتر في السوق.

وتشير بعض نماذج الطقس إلى ظروف أكثر اعتدالًا في فبراير/شباط 2024؛ ما قد يؤدي إلى تراجع الطلب على وقود التدفئة.

ومع ذلك، يراقب التجار التوترات في الشرق الأوسط مع عودة المخاوف من انقطاع إمدادات الوقود التي تعبر البحر الأحمر.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق