تقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددة

أول مزرعة رياح بحرية في أميركا تبدأ توليد الكهرباء.. هل تنجح خطط بايدن؟

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • أول مزرعة رياح بحرية في أميركا تساعد على تحقيق أهداف بايدن المناخية
  • أميركا تحقق تقدمًا ملحوظًا في معركة الحياد الكربوني عبر طاقة الرياح
  • طاقة الرياح البحرية الأميركية ما تزال تتحسّس طريقها نحو النمو والازدهار
  • افتتاح أكبر مزرعة رياح بحرية بأميركا يمثّل علامة فارقة لصناعة الطاقة المتجددة بأكملها في أميركا الشمالية
  • توقعات بدخول 5 توربينات أخرى حيز التشغيل خلال الشهور القليلة المقبلة

تمثّل أول مزرعة رياح بحرية في أميركا خطوة ناجحة ضمن الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس جو بايدن لمكافحة التغيرات المناخية عبر إزالة الانبعاثات الكربونية من كل القطاعات في الاقتصاد الأكبر عالميًا، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتعوّل الولايات المتحدة على قطاع الرياح في تسريع وتيرة التحول الأخضر عبر التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الحساس بيئيًا، والاستعاضة عنه بالكهرباء النظيفة المولّدة من المصادر المتجددة المستدامة.

غير أن صناعة طاقة الرياح البحرية الأميركية ما تزال تتحسّس طريقها نحو النمو والازدهار، إذ تُعدّ سوقًا ناشئة مقارنة بمشروعات المصادر المتجددة الأخرى ذائعة الصيت، مثل طاقة الشمس والرياح البرية.

بايدن يتقدم

بدأت أول مزرعة رياح بحرية في أميركا، والتي تقع قرابة سواحل ولاية ماساتشوسيتس، في توليد الكهرباء للمرة الأولى، وفق ما ورد في بيان صادر عن الموقع الرسمي لمشروع مزرعة رياح فينيارد ويند (Vineyard Wind).

وتمنح تلك الخطوة دفعة قوية للخطط الطموحة التي يتبنّاها بايدن بشأن نشر توربينات الرياح في المناطق الساحلية للمساعدة في مكافحة تداعيات الأزمة المناخية.

وبدأ أول توربين رياح في مزرعة رياح فينيارد ويند بالدوران في 2 يناير/كانون الثاني (2024)، مولدًا طاقة كهربائية سعة 5 ميغاواط، نُقِلَت إلى الشبكة الرئيسة في إقليم نيو إنغلاند .

وقالت الشركة المشغّلة للمشروع، إنها تتوقع أن تدخل 5 توربينات أخرى حيز التشغيل خلال الشهور القليلة المقبلة، قبل تركيب 62 توربينًا أخرى في إطار هذا المشروع الطموح الذي من المخطط أن يُنتِج كمية كهرباء تكفي لتشغيل 400 ألف منزل.

الرئيس الأميركي جو بايدن
الرئيس الأميركي جو بايدن - الصورة من سي إن بي سي

لحظة تاريخية

في معرض تعقيبها على تشغيل أول توربين في أول مزرعة رياح بحرية في أميركا، قالت حاكمة ولاية ماساتوشيتس مورا هيلي: "هذه لحظة تاريخية لصناعة الرياح البحرية الأميركية".

وأضافت هيلي: "هذه الكهرباء النظيفة ميسورة التكلفة قد أتيحت بفضل تضافر جهود الكثيرين من المؤيدين، والموظفين العموميين، وعمال النقابات، وقادة الأعمال، الذين اجتهدوا على مدار عقود لتحقيق هذا الإنجاز".

وتباطأت الجهود التي تبذلها إدارة جو بايدن بشأن تطوير الرياح البحرية، مقارنة ببعض الدول الأخرى، غير أن بايدن يدعم تلك الجهود بحماسة؛ إذ حدد البيت الأبيض مستهدفًا لنشر 30 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية بحلول نهاية العقد الجاري (2030)، وهي سعة تكفي لتشغيل 10 ملايين منزل بالكهرباء النظيفة.

وعلاوة على ذلك، ما تزال هناك العديد من مشروعات الرياح البحرية قيد التخطيط في الوقت الراهن، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتقع أول مزرعة رياح بحرية في أميركا على بُعد قرابة 15 ميلاً (24 كيلومترًا) قبالة سواحل جزيرة مارثا فينيارد، وهي تُعدّ الأكبر من نوعها حتى الآن في عموم الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، قال الشريك في شركة كوبنهاغن إنفراستراكشر بارتنرز (Copenhagen Infrastructure Partners) المطورة للمشروع والمملوكة لمرفق كهرباء إسباني تيم إيفانز: "افتتاح مزرعة رياح فينيارد ويند يمثّل علامة فارقة لصناعة الطاقة المتجددة بأكملها في أميركا الشمالية".

بداية التعافي

يأتي مشروع مزرعة رياح فينيارد ويند الذي كان قد بدأ العمل عليه قبل أكثر من عام، قبل شهر من دخول مزرعة رياح أخرى أصغر حجمًا حيز التشغيل قبالة سواحل نيويورك.

وتخضع مزرعة رياح ساوث فورك ويند (South Fork Wind) التي تحوي 12 توربينًا، للتشغيل بوساطة عملاقة الطاقة الدنماركية أورستد (Ørsted) التي تنشط في مجال تطوير طاقة الرياح، وشركة إيفرسورس (Eversource).

ويمثّل دخول أول مزرعة رياح بحرية في أميركا حيز التشغيل علامة إيجابية لصناعة الرياح البحرية المحلية التي عانت الأمرّين في الشهور الأخيرة، رغم الدعم المطلق الممنوح لها من إدارة بايدن وحكام الولايات الساحلية.

ففي الثالث من يناير/كانون الثاني (2024)، أنهت رائدة الطاقة النرويجية إكوينور (Equinor) وعملاقة النفط البريطانية بي بي (BP) اتفاقهما لبيع الكهرباء إلى ولاية نيويورك من مزرعة الرياح إمباير ويند 2 (Empire Wind 2) البحرية المملوكة لهما، والبالغة سعتها 1.260 ميغاواط، بداعي التضخم المتنامي، وتكاليف الاقتراض المرتفعة، والقضايا ذات الصلة بسلسلة الإمدادات.

فينيارد ويند أول مزرعة رياح بحرية في أميركا
مزرعة رياح فينيارد ويند - الصورة من الموقع الرسمي لمشروع فينيارد ويند

وألقت إكوينور باللائمة في تلك الخطوة على "الظروف الاقتصادية المتغيرة التي تلقي بظلالها على تلك الصناعة النظيفة"، وفق تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وفي العام الماضي (2023)، ألغت أورستد -أيضًا- مشروعين كبيرين لطاقة الرياح البحرية في نيوجيرسي بسبب المخاوف بشأن ارتفاع التكاليف، ومشكلات سلسلة الإمدادات، والإخفاق في تأمين الإعفاءات الضريبية المأمولة.

كما لاقت صناعة الرياح البحرية الوليدة سيلاً من الانتقادات من قبل المعارضين، من بينهم الرئيس السابق دونالد ترامب والصيادون وبعض أنصار البيئة، بدعوى تعريض الحياة البحرية للخطر وتشوية المناظر الساحلية.

وقال العلماء، إن هناك القليل من الأدلة على أن كائنات مثل الحيتان تتأثر سلبًا بتوربينات الرياح.

كما حظيت تلك المعارضة بدعم شركات الوقود الأحفوري، التي تشعر بالقلق من أن الرياح البحرية تشكّل تهديدًا لاستعمال النفط والفحم والغاز الذي يؤدي إلى الاحترار العالمي بشكل خطير.

توربينات قوية

تستعمل أول مزرعة رياح بحرية في أميركا 13 إصدارًا من توربينات رياح طراز هاليداي إكس الضخمة، التي تطورها عملاقة التكنولوجيا الأميركية جنرال إلكتريك، والبالغة سعة كل منها 13 ميغاواط.

ويلامس ارتفاع التوربين الواحد في مزرعة رياح فينيارد ويند 260 مترًا، بينما يبلغ طول الشفرة 107 أمتار.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق