تقرير دولي: إنتاج الهيدروجين في قطر يبشّر بنتائج واعدة

دينا قدري

2024-01-02

0 584

يحظى إنتاج الهيدروجين في قطر باهتمام واسع النطاق، في ظل التركيز على تحقيق أهداف الحياد الكربوني وخفض الانبعاثات.

وتُعد قطر أكبر مستهلك للهيدروجين الرمادي في دول مجلس التعاون الخليجي بمعدل 6 ملايين طن سنويًا، وذلك بسبب استضافتها أكبر مصنع لتحويل الغاز إلى سوائل في العالم.

ورغم افتقار البلاد إلى إستراتيجية مستقلة للهيدروجين، فإنها تعطي الأولوية لتطوير الهيدروجين الأزرق، كما تهدف إلى أن تصبح مركزًا رئيسًا لاحتجاز الكربون وتخزينه.

وجاءت قطر ضمن 6 دول اُختيرت لقيادة عملية تطوير الهيدروجين منخفض الكربون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بحسب تقرير دولي حديث حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

إنتاج الهيدروجين في قطر

ذكر تقرير "خريطة طريق التدابير التمكينية للهيدروجين الأخضر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" -الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي- أنه على الرغم من أن قطر قد تكون أصغر حجمًا مقارنة بنظيراتها من الدول العربية، فإنها تمتلك ثالث أكبر احتياطيات مؤكدة من الغاز الطبيعي على مستوى العالم، تُقدر بأكثر من 25 تريليون متر مكعب.

وعلى هذا النحو، تُعد البلاد من الدول الرائدة في تصدير الغاز المسال، إذ تعمل على توصيل الغاز الطبيعي إلى اليابان وأستراليا وأسواق آسيا وأوروبا على نطاق أوسع على حدٍ سواء.

وأشار التقرير -الذي حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه- إلى حاجة قطر بصورة عاجلة إلى إستراتيجية وطنية للهيدروجين لتحديد أهدافها وشركائها ومخاطرها.

ومن المتوقع أن تركز قطر بصورة أساسية على تطوير الأمونيا الزرقاء، نظرًا إلى مواردها الغنية بالغاز وبنيتها التحتية، كما يُمكنها الاستفادة من وفرة إمكانات الطاقة المتجددة لديها من خلال تعزيز تطوير الطاقة الشمسية واستكشاف طاقة الرياح.

وقد أظهرت حكومة قطر التزامًا قويًا بتعزيز الهيدروجين الأزرق، بصفته جزءًا من أهدافها الأوسع المتعلقة بالطاقة المستدامة والبيئة.

وجرى إعلان مشروعات ضخمة للأمونيا الزرقاء واحتجاز الكربون وتخزينه، خاصةً لإنتاج الأسمدة، مع الاستفادة من صناعاتها القوية المرتبطة بالغاز الطبيعي.

من مراسم توقيع عقد أكبر مصنع للأمونيا الزرقاء في العالم- الصورة من قطر للطاقة (31 أغسطس 2022)

الطلب على الهيدروجين في قطر وتكلفته

وأوضح تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي حصلت منصة الطاقة على نسخة منه، أن الطلب على الهيدروجين في قطر يتمثّل في صناعة الأسمدة المحلية، التي تستعملها البلاد لتعزيز الطلب على الهيدروجين منخفض الكربون من خلال الأمونيا الزرقاء.

وفي عام 2022، أعلنت شركة قطر للطاقة (QatarEnergy) وشركة قطر للأسمدة الكيماوية قافكو (QAFCO)، بدء تشغيل مصنع الأمونيا-7 في عام 2026، بطاقة إنتاجية تبلغ 1.2 مليون طن سنويًا.

وبالتوازي مع ذلك، تعمل قطر على تطوير شراكات مع دول في الخارج لتسهيل تطوير مرافق إنتاج الهيدروجين في الخارج.

وفي عام 2023، أطلقت مؤسسة قطر الوطنية للبحوث صندوقًا لاستكشاف فرص الهيدروجين، كما تستثمر البلاد خارجيًا في مشروعات الهيدروجين.

إذ يدرس جهاز قطر للاستثمار، الإسهام في مشروع الهيدروجين الأخضر في مصر بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بالإضافة إلى توقيع مذكرة التفاهم مع شركة شل لتطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر والأزرق في المملكة المتحدة.

وبشأن تكلفة إنتاج الهيدروجين في قطر، تُقدر التكلفة للهيدروجين الأزرق بـ2.23 دولارًا للكيلوغرام، في حين تتراوح تكلفة الهيدروجين الأخضر ما بين 2.61 دولارًا و3.31 دولارًا للكيلوغرام، وفق التقرير.

البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين في قطر

تتمتع قطر -كونها غنية بالغاز- ببنية تحتية راسخة للطاقة، ولديها القدرة على إعادة استعمالها لإنتاج الهيدروجين.

ومع محدودية توافر الأراضي مع وجود إمكانات كبيرة لاحتجاز الكربون وتخزينه، تركز البلاد بصورة رئيسة على تطوير الهيدروجين الأزرق من خلال الأمونيا الزرقاء، ويُعد مشروع الأمونيا-7 خير مثال على ذلك.

وتطمح الدولة إلى تخزين ما بين 7 ملايين و11 مليون طن سنويًا من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2030، و11 مليون طن سنويًا بحلول عام 2035 من خلال تطوير مرافق احتجاز الكربون وتخزينه التابعة لشركة قطر للطاقة.

كما وقعت قطر للطاقة مذكرة تفاهم مع شركة جنرال إلكتريك، للتعاون في تطوير خريطة طريق لاحتجاز الكربون.

يُذكر أن رؤية قطر الوطنية 2030 تهدف إلى الوصول إلى 20% من الطاقة المتجددة بحلول عام 2030، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..