رقم قياسي لأسعار الذهب في 2023.. وانهيار 3 معادن نادرة
نوار صبح
- صناعة التعدين والتنقيب ما تزال تمثل ركيزة للسوق الناشئة
- انهيار أسعار النيكل والكوبالت والليثيوم في عام 2023 كان شديدًا
- ما يزال الطلب على الليثيوم من السيارات الكهربائية ينمو بسرعة
- الصين تمثّل 94% من إمدادات الغاليوم و83% من الجرمانيوم عالميًا
سجّل عام 2023 رقمًا قياسيًا لأسعار الذهب وأنشطة اندماج واستحواذ بارزة وانهيار أسعار الليثيوم، وكان عامًا سيئًا للكوبالت والنيكل، وشهد تحركات صينية مهمة في قطاع التعدين.
ويرى المحللون أن العام الذي يسجل فيه سعر الذهب رقمًا قياسيًا يُعدّ خبرًا جيدًا بالنسبة إلى صناعة التعدين والتنقيب، التي على الرغم من كل الضجة المحيطة بمعادن البطاريات وتحول الطاقة، ما تزال تمثل ركيزة للسوق الناشئة.
تجدر الإشارة إلى أن أسواق المعادن تتميز بالتقلب في أفضل الأوقات، فقد كان انهيار أسعار النيكل والكوبالت والليثيوم في عام 2023 شديدًا، ولكنه لم يكن غير مسبوق تمامًا، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
في المقابل، مرّ منتجو المعادن الأرضية النادرة، والمعادن من مجموعة البلاتين، وخام الحديد، ومناجم الذهب والفضة، بما هو أسوأ.
وتحسّن تعامل شركات التعدين مع الظروف المتقلبة، لكن الإغلاق القسري لأحد أكبر مناجم النحاس الذي دخل حيز الإنتاج في العقود الأخيرة كان بمثابة تذكير صارخ بالمخاطر الضخمة التي تواجهها شركات المناجم بالإضافة إلى تقلبات السوق.
إغلاق منجم النحاس العملاق
بعد أشهر من الاحتجاجات والضغوط السياسية، أمرت حكومة بنما، في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بإغلاق منجم كوبري بنما التابع لشركة فيرست كوانتوم مينرالز FQM الكندية، عقب صدور حكم من المحكمة العليا أعلن أن عقد التعدين الخاص بالعملية غير دستوري.
ودعّمت شخصيات عامة، بمن في ذلك الناشطة المناخية غريتا تونبرغ وممثل هوليوود ليوناردو دي كابريو، الاحتجاجات، ونشرا مقطع فيديو يدعو "المنجم الضخم" إلى وقف العمليات، الذي سرعان ما انتشر على نطاق واسع، وفق ما نشره موقع ماينينغ (MINING) المعني بأخبار قطاع التعدين في العالم.
وأفاد البيان الأخير، الصادر عن شركة فيرست كوانتوم مينرالز، بأن حكومة بنما لم تقدم أساسًا قانونيًا للشركة التي يقع مقرها في فانكوفر لمتابعة خطة الإغلاق.
خفض إنتاج النحاس
أدى إغلاق منجم كوبري بنما والاضطرابات التشغيلية غير المتوقعة، التي أجبرت شركات تعدين النحاس على خفض الإنتاج، إلى الإزالة المفاجئة لنحو 600 ألف طن من العرض المتوقع، ما أدى إلى نقل السوق من الفائض الكبير المتوقع إلى التوازن، أو حتى العجز.
وكان من المفترض أن تشهد الأعوام القليلة المقبلة مدة وفرة للنحاس، وذلك بفضل سلسلة من المشروعات الجديدة الكبيرة التي بدأت في جميع أنحاء العالم.
وكانت التوقعات في معظم أنحاء الصناعة هي وجود فائض مريح، قبل أن تتشدد السوق مرة أخرى في وقت لاحق من هذا العقد، وسط توقعات بأن يصطدم الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية والبنية التحتية للطاقة المتجددة بنقص المناجم الجديدة.
انخفاض سعر الليثيوم
على الرغم من انخفاض سعر الليثيوم في عام 2023، فإن التوقعات للعام المقبل بعيدة عن أن تكون وردية، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وما يزال الطلب على الليثيوم من السيارات الكهربائية ينمو بسرعة، ولكن استجابة العرض طغت على السوق.
في الوقت نفسه، ستقفز إمدادات الليثيوم العالمية بنسبة 40% في عام 2024، بحسب بنك الاستثمار السويسري يو بي إي UBS في وقت سابق من هذا الشهر، إلى أكثر من 1.4 مليون طن من مكافئ كربونات الليثيوم.
وأفاد البنك بأن الإنتاج لدى أكبر منتجيْن، وهما أستراليا وأميركا اللاتينية، سيرتفع بنسبة 22% و29% على التوالي، في حين من المتوقع أن يتضاعف الإنتاج في أفريقيا، مدفوعًا بمشروعات في زيمبابوي.
تشيلي والمكسيك تسيطران على الليثيوم
في أبريل/نيسان الماضي، أعلن رئيس تشيلي، غابرييل بوريتش، أن حكومته ستضع صناعة الليثيوم في البلاد تحت سيطرة الدولة، من خلال تطبيق نموذج تقيّم فيه الدولة الشراكة مع الشركات لتمكين التنمية المحلية.
وقال بوريتش، على شاشة التلفزيون الوطني، إن السياسة التي طال انتظارها في ثاني أكبر منتج لمعدن البطاريات في العالم تشمل إنشاء شركة وطنية لليثيوم.
من ناحيته، قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، في سبتمبر/أيلول الماضي، إن امتيازات الليثيوم في البلاد قيد المراجعة، بعد أن أشارت شركة غانفينغ الصينية الشهر الماضي إلى إلغاء امتيازات الليثيوم المكسيكية.
وأمّم لوبيز أوبرادور احتياطيات الليثيوم في المكسيك رسميًا في وقت سابق من هذا العام، وفي أغسطس/آب أشارت شركة غانفينغ إلى أن سلطات التعدين المكسيكية أصدرت إشعارًا إلى الشركات المحلية التابعة لها تشير إلى إنهاء 9 من امتيازاتها.
هبوط النيكل
في أبريل/نيسان الماضي، جمعت شركة بي تي تريمغاه بانغون بيرسادا الإندونيسية، المعروفة باسم هاريتا نيكل (Harita Nickel)، 672 مليون دولار، فيما كان آنذاك أكبر طرح عام أولي في إندونيسيا لهذا العام.
وسرعان ما أصبح الاكتتاب العام الأولي للشركة سيئًا بالنسبة إلى المستثمرين، إذ دخلت أسعار المعدن في انخفاض ثابت وطويل.
وانخفضت قيمة النيكل إلى النصف تقريبًا بعد بدء التداول في عام 2023 بأكثر من 30 ألف دولار للطن.
الصين تشدد القيود على صادرات الغاليوم والجرمانيوم
في يوليو/تموز الماضي، أعلنت الصين أنها ستشدد القيود على صادرات اثنين من المعادن المهمة، في تصعيد للحرب التجارية على التكنولوجيا مع الولايات المتحدة وأوروبا، حسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وأشارت بكين إلى أن المصدّرين سيحتاجون إلى التقدم بطلب للحصول على تراخيص من وزارة التجارة إذا كانوا يريدون البدء أو الاستمرار في شحن الغاليوم والجرمانيوم خارج البلاد، وسيُطلب منهم الإبلاغ عن تفاصيل المشترين الخارجيين وطلباتهم.
وتُعدّ الصين المصدر الرئيس لكلا المعدنين بأغلبية ساحقة، إذ تمثّل 94% من إمدادات الغاليوم، و83% من الجرمانيوم، وفقًا لدراسة أجراها الاتحاد الأوروبي بشأن المواد الخام المهمة هذا العام.
ويتميّز المعدنان بمجموعة واسعة من الاستعمالات المتخصصة في صناعة الرقائق ومعدات الاتصالات والدفاع.
اقرأ أيضًا..
- حصاد النفط والغاز الجزائري.. 3 خبراء يتحدثون عن الإنجازات والتحديات في 2023
- حقل غاز ضخم في مصر متوقف منذ اكتشافه في 2023
- أنس الحجي: السعودية تؤدي دورًا مهمًا بأسواق النفط في 2024.. وهكذا يتلاعب الروس