ناقلات ديزل ووقود طائرات تحول مسارها عن البحر الأحمر بسبب هجمات الحوثيين
محمد عبد السند
- اضطرابات البحر الأحمر ما تزال تعرقل حركة ملاحة سفن الشحن
- تجنب السير في البحر الأحمر يكبد سفن الشحن تكاليف كبيرة
- السير في طريق رأس الرجاء الصالح يطيل زمن الرحلة التي تقطعها السفينة
- شرعت الحاويات في تجنب طريق البحر الأحمر أوائل ديسمبر (2023)
- المشتقات النفطية في أوروبا حساسة لأي اضطرابات
لحقت ناقلات ديزل ووقود طائرات بعشرات السفن والحاويات التي حوّلت مسارها بعيدًا عن البحر الأحمر، خشية تعرضها لهجمات الحوثيين التي تستهدف السفن التي لها صلة بإسرائيل في هذا الممر المائي الحيوي.
ويقود هذا التغيير في مسار الإبحار إلى تأخر رحلات السفن لأسابيع عديدة، وما يَنتُج عن ذلك من زيادة تكاليف الشحن، وفق تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
وفي هذا السياق اضُطر ما لا يقل عن 4 ناقلات ديزل ووقود طائرات آتية من الشرق الأوسط والهند، قاصدة أوروبا، إلى أن تسلك الطريق الأطول الذي يدور حول أفريقيا تجنبًا للسير في البحر الأحمر الذي يشهد اضطرابات نتيجة الهجمات التي يشنها المسلحون الحوثيون على سفن الشحن التابعة لإسرائيل، وفق ما أظهرته بيانات تتبع السفن.
تداعيات تغيير المسار
من الممكن أن يؤدي السير في طريق رأس الرجاء الصالح إلى إطالة زمن الرحلة التي تقطعها السفن والحاويات إلى أوروبا بما يصل إلى 3 أسابيع، ما تنتُج عنه تكاليف شحن مرتفعة، بل وربما اضطرابات في الإمدادات، وفق ما أوردته وكالة رويترز.
لكن وفي حين حوّلت بعض الشركات الكبرى، من بينها شركة النفط البريطانية بي بي (BP)، مسار السفن التابعة لها في أعقاب الهجمات المذكورة، تواصل شركات أخرى الإبحار في مياه البحر الأحمر عبر قناة السويس.
وشرعت الحاويات في تجنّب طريق البحر الأحمر أوائل ديسمبر/كانون الأول (2023)، بعدما سرّع المسلحون الحوثيون، المدعومون من إيران، وتيرة هجماتهم البحرية ضد السفن التجارية، التي تقول إن لها صلة بالحرب الشرسة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
قوة مهام
أعلنت شركات شحن الحاويات مثل ميرسك (Maersk) الدنماركية، وسي إم إيه وسي جي إم (CMA CGM) الفرنسية، عودتها إلى مسار البحر الأحمر، بعدما كشفت الولايات المتحدة عن تأسيس قوة مهام بحرية تستهدف حماية السفن التجارية، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ومع ذلك، ترى شركات أخرى مثل هاباغ لويد (Hapag Lloyd) الألمانية، أن الخطر المحدق بسفنها في البحر الأحمر ما يزال قائمًا، مبررة ذلك بأن هناك عدم يقين بشأن فاعلية العملية التي تقودها واشنطن والتي أخفقت -حتى الآن- في كسب تأييد من قبل حلفائها الرئيسين، بسبب دعمها السياسي للهجمات الإسرائيلية على غزة.
واشتملت السفن التي حولت مسارها بعيدًا عن البحر الاحمر، ناقلات ديزل ووقود طائرات من البحرين والكويت والسعودية والهند، استأجرتها شركات سينوبك (Sinopec) الصينية، ومؤسسة البترول الكويتية (Kuwait Petroleum Corporation)، وأرامكو (Aramco) السعودية، وريلاينس إنداستريز ليمتد Reliance Industries Limited الهندية، على الترتيب، وفق أرقام شركة تحليل البيانات كيبلر (Kpler).
ومن بين تلك الدول تبرز البحرين -فقط- في قائمة الدول الـ12 التي أعلنت واشنطن انضمامها إلى تحالف "حارس الازدهار"، من إجمالي 20 دولة، في حين قالت السعودية والإمارات إنهما لا تهتمان بالعملية.
ناقلات ديزل ووقود طائرات
رغم أن المزيد من ناقلات الشحن قد تتجنّب الملاحة في البحر الأحمر ما دامت شركات الشحن أو النفط تساورها شكوك حول سلامة المرور في هذا الممر المائي، فإن العديد من السفن استمرت في سلك هذا المسار.
وحتى الآن جرى شحن قرابة 4.5 مليون برميل من المنتجات النفطية، ونحو مليوني برميل نفط خام على السفن التي تعبر البحر الأحمر وقناة السويس -حاليًا- إلى وجهاتها الأوروبية، بحسب بيانات كيبلر.
في المقابل، تحمل السفن التي فضّلت تحويل مسارها عن البحر الأحمر مثل ستي سوليداريتي (Sti Solidarity) وجاغ لوكيش (Jag Lokesh) 2.4 مليون برميل من الديزل ووقود الطائرات حول رأس الرجاء الصالح.
أسعار الوقود الأوروبية
لم تؤثر الاضطرابات الحاصلة في البحر الأحمر -حتى الآن- في أسعار الوقود الأوروبية، وهوامش أنشطة التكرير، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
فقد انخفضت أسعار العقود الآجلة للديزل الأحمر منخفض الكبريت في شمال غرب أوروبا بنسبة 10% فقط في 28 ديسمبر/كانون الأول (2023)، مقارنة بنظيرتها في الأول من الشهر نفسه، ما يدل على كفاية إمدادات هذا الوقود، مقارنة بالخام، وفق ما صرح به رئيس قسم السلع في شركة إنفيستيك (Investec) للخدمات كالوم ماكفيرسون.
وفي ديسمبر/كانون الأول (2023) استقر هيكل سوق الديزل الأحمر -وهو نوع رديء من الديزل-، في علامة واضحة أخرى على أن التجار لا يترقبون نقصًا وشيكًا في الإمدادات بالقارة العجوز.
ومع ذلك قد تظل المشتقات النفطية في أوروبا حساسة لأي اضطرابات، بسبب مستويات المخزون المنخفضة موسميًا من الديزل الأحمر ووقود الطائرات في شمال غرب أوروبا، وانخفاض معدل تشغيل المصافي بعد مدة الصيانة خلال موسم الخريف، بحسب ما قاله المحلل في كيبلر زمير يوسف.
وأضاف أنه من المرجح أن يعتمد الموردون في المنطقة على واردات الديزل من ساحل الخليج الأمريكي في العام المقبل (2024).
وظلت سوق الديزل في أوروبا تعتمد -أساسًا- على شحنات روسية حتى الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على منتجات النفط الروسية بدءًا من الخامس من فبراير/شباط (2023)، على خلفية الحرب الأوكرانية، ما جعل القارة العجوز تعتمد بقوة على الشرق الأوسط وآسيا لسد النقص الهيكلي في هذا المنتج.
وجاء ما يزيد على 90% من 14.3 مليون برميل شهريًا من وقود الطائرات التي استوردتها أوروبا من مناطق أخرى هذا العام، وتحديدًا من أسواق شرق السويس، ونحو 58% من متوسط وارداتها الشهرية من الديزل البالغة 24.4 مليون برميل، وفقًا لشركة كيبلر.
موضوعات متعلقة..
- عملية أميركية لتأمين ناقلات النفط من الهجمات في البحر الأحمر
- انهيار الطلب على ناقلات النفط الإسرائيلية بسبب الصراع في الشرق الأوسط
- أرباح ناقلات النفط في الخليج العربي تجذب مالكي سفن المشتقات (تقرير)
اقرأ أبضًا..
- واردات أميركا من زيت الوقود تهبط لأدنى مستوى في 43 شهرًا
- واردات أوروبا من الغاز المسال تهبط للشهر السادس.. الجزائر وقطر في المشهد
- أسعار النفط في 2023.. خسائر وتقلبات بعد عامين من المكاسب
- ارتفاع الطلب على النحاس يمنح دفعة لدولتين عربيتين