رئيسيةأخبار الغازأخبار النفطغازنفط

قطاع النفط والغاز في الجزائر يترقب استثمارات بـ50 مليار دولار خلال 5 سنوات

الجزائر: عماد الدين شريف

يترقّب قطاع النفط والغاز في الجزائر استثمارات بنحو 50 مليار دولار، خلال السنوات الـ5 المقبلة، في إطار مساعي البلاد لتعظيم الاستفادة من ثرواتها الطبيعية.

وكشفت شركة النفط والغاز الجزائرية "سوناطراك" عن خطة استثمارية للسنوات من 2024 إلى 2028 من خلال تخصيص غلاف مالي استثماري بـ50 مليار دولار؛ منها 36 مليار دولار موجّهة للاستكشاف والإنتاج في مجال المحروقات.

ورسم المدير العام لسوناطراك، رشيد حشيشي، في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس الشركة، إستراتيجية المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى عدد من المحاور الرئيسة التي ستعمل عليها في المستقبل.

إستراتيجية سوناطراك

أكد حشيشي أن إستراتيجية سوناطراك ترتكز على عدد من المحاور الرئيسة؛ في مقدمتها توطيد التوجه نحو استقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية وجلب شركاء جدد، ولا سيما بعد وضع إطار تشريعي ملائم، من خلال إصدار قانون جديد ينظم نشاطات المحروقات، يتضمن جملة من التدابير التحفيزية والمزايا التي من شأنها خلق بيئة جاذبة الاستثمار في نشاطات النفط والغاز في الجزائر.

وقال إن ثاني المحاور يتعلق بتطوير قدرات الشركة في مجال الاستثمار، ولا سيما على مستوى نشاطات المنبع؛ إذ تم تخصيص 50 مليار دولار خلال المدة من 2024 إلى 2028؛ منها 36 مليار دولار موجهة أساسًا لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز في الجزائر.

عاملان في أحد مشروعات النفط والغاز في الجزائر
عاملان في أحد مشروعات النفط والغاز في الجزائر - الصورة من سوناطراك

وأشار إلى أن المحور الثالث من إستراتيجية سوناطراك يتعلق بتحديث المنشآت وتجهيزها بأحدث التكنولوجيات، وإعادة تأهيل المصافي، مع مواصلة الاستثمار في البحث والتطوير والابتكار، وتشجيع البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، ورعاية التفوق والامتياز في المجالات ذات الصلة.

وأوضح أن سوناطراك، وهي تعمل على تطوير محفظتها الاستثمارية، تتطلع إلى توسيع نشاطاتها في مجال الصناعات البتروكيماوية، دون إغفال المشروع الضخم المدمج لإنتاج الفوسفات الذي سيمكن الجزائر، بعد إنجازه، من أن تصبح من أكبر مصدري الأسمدة على المستويين الإقليمي والدولي.

الاستثمار في العنصر البشري

قال حشيشي إن مجمع سوناطراك يتطلع إلى إرساء أسس حوكمة عصرية راشدة بهدف تطوير أنماط الإدارة وأساليب العمل، والارتقاء بها الى أعلى المستويات، واعتماد التحول الرقمي بشكل فعال من خلال تعميم استعمال الرقمنة في كل أنشطة المجمع ومجالات عمله، والإسراع في استكمال إنجاز نظام المعلومات المدمج الذي اعتُمِد في المجمع في السنوات الأخيرة، من أجل تعزيز الكفاءة وتقديم خدمات مبتكرة.

وأضاف، في كلمته بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ60 لتأسيس المجمع، أنّ تأسيس سوناطراك في 31 ديسمبر/كانون الأول عام 1963 جاء في وقت حاسم من تاريخ الجزائر تميز، على وجه الخصوص، بسعي الدولة الجزائرية الحثيث وإصرارها على بسط سيادتها الوطنية على ثرواتها الطبيعية، بوصفه جزءًا أصيلًا من جملة القرارات الإستراتيجية الهادفة لبناء المشروع الوطني الاقتصادي والاجتماعي الذي اعتُمِد بعد الاستقلال.

وأوضح أن سوناطراك نشأت برؤية طموحة من بين غاياتها ضمان استدامة النمو وتحقيق استقلالية البلاد في مجال الطاقة؛ فإنها شهدت دفعة قوية على إثر القرار التاريخي الذي اتخذته السلطات العليا بالبلاد في 24 فبراير/شباط 1971 والقاضي بتأميم المحروقات، والذي جاء من أجل بسط السيادة الكاملة على الثروات الباطنية للبلاد، واتخاذ القرار في مجال النفط والغاز بالجزائر.

وأشار إلى أن سوناطراك عرفت، بفضل هذا القرار، وبفضل جهود قياداتها وعمالها، تطورًا سريعًا ولافتًا، فأضحت عميقة الجذور في النسيج الاقتصادي والاجتماعي الوطني، وصارت محركًا حقيقيًا للتنمية المستدامة في أبعادها المختلفة؛ ما مهّد الطريق أمامها لتصبح من كبريات الشركات النفطية والغازية في إفريقيا والعالم.

أحد مشروعات النفط والغاز في الجزائر
أحد مشروعات النفط والغاز في الجزائر - الصورة من سوناطراك

حرق الغازات

قال حشيشي إنّ سوناطراك عزّزت التزامها بالمحافظة على البيئة وتطوير الطاقة المتجددة، عبر استثمارات مستدامة وتكنولوجيا نظيفة، وُجِّه جزء منها لاسترجاع غازات الشعلة في حقول الإنتاج ومركبات الغاز الطبيعي المميع.

وأضاف: "تطمح الشركة للوصول إلى نسبة إجمالية للحرق تقل عن 1% والتأقلم مع التحولات الجارية في أسواق الطاقة العالمية، من خلال تخفيض انبعاث الغازات الملوثة للبيئة والتقليل من البصمة الكربونية".

وذكر حشيشي أن الإنجازات التي حققتها سوناطراك على مدى 60 عامًا من إنشائها، ما كان لها لتصل إلى هذا المستوى، لولا جهود أجيال متعاقبة من العاملين من النساء والرجال الذين عملوا بتفانٍ ومثابرة وإخلاص، من أجل رفع التحدي وإنجاز المهام المنوطة بهم بكفاءة واقتدار.

وشدد على أن النتائج المحققة إن كانت تجعلنا نتطلع إلى المستقبل بثقة وتفاؤل، إلا أن ذلك لا يعني أن حقيقة الطريق لا تخلو من القيود والصعوبات.

وأضاف أن تطوير قطاع الطاقة، والانتقال بمجمع سوناطراك إلى معدلات أعلى من الكفاءة والمردودية، وإلى مستويات أعلى من النوعية والجودة، طبقًا للمرجعيات القياسية الدولية، يتطلب مزيدًا من الجهود وقدرة أكبر على مواكبة الرهانات وتجاوز التحديات.

وبادرت سوناطراك، حسب المسؤول ذاته، باتخاذ جملة من التدابير من أجل ضمان الأمن الطاقوي للبلاد على المديين المتوسط والطويل، من خلال العمل على زيادة الاحتياطيات ورفع الطاقة الإنتاجية بما يكفي لتغطية الاستهلاك الداخلي، وتعزيز القدرة على التصدير والوفاء بالالتزامات التعاقدية مع الشركاء والعملاء، ومن ثم فالمساهمة متعاظمة في توفير العملة الصعبة ورفع احتياطيات البلاد من الصرف.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق