انفوغرافيكتقارير منوعةرئيسيةسلايدر الرئيسيةمنوعات

المعادن والمناجم في الجزائر.. معلومات عن أبرز المشروعات وخطط العمل (إنفوغرافيك)

أحمد بدر

يعدّ قطاع المعادن والمناجم في الجزائر أحد أبرز القطاعات التي تعوّل عليها الدولة الواقعة في شمال أفريقيا لتنمية اقتصادها وتحقيق عائدات مجزية تكفل لمواطنيها حياة كريمة في الحاضر والمستقبل.

ويشهد القطاع تطورًا مستمرًا، لا سيما مع حرص وزارة الطاقة والمناجم على وضع خطط منظمة تهدف من ورائها إلى تعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية التي تتمتع بها الجزائر، من خلال محاور عدّة، تضمّنتها إستراتيجية الوزارة لتنمية القطاع.

كما يشتمل قطاع المعادن والمناجم في الجزائر على مجموعة من المشروعات العملاقة والمهمة، التي تمثّل حجز زاوية بالنسبة للتعدين في البلاد، وأسفرت عن تحقيق نجاحات ضخمة، في دعم الاقتصاد الوطني بكميات كبيرة من المعادن المهمة، وفق تقارير رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وتسعى الجزائر إلى إخراج مزيد من مشروعات التعدين للنور، بهدف استخراج مئات الآلاف من الأطنان من المعادن المتنوعة، والتي يأتي في مقدّمتها خام الحديد والصلب والفوسفات والزنك والرصاص وغيرها من المعادن المهمة.

إستراتيجية التعدين في الجزائر

في حوار له مع منصة الطاقة المتخصصة، قال مستشار وزارة الطاقة والمناجم الجزائري مسعود حوفاني، إن الأعمال في قطاع المعادن والمناجم في الجزائر تسير وفق إستراتيجية وطنية تعتمد على 3 محاور مهمة.

مستشار وزير الطاقة والمناجم الجزائري مسعود حوفاني

وتتمثل المحاور ضمن الإستراتيجية الوطنية الجزائرية في:

أولًا: البحث والاستكشاف:

يوضح مستشار وزير الطاقة والمناجم أنه خلال المدة بين 2021 و2023، حققت الدولة 26 مشروعًا للبحث المنجمي في 27 ولاية، تخصّ استكشاف 9 مواد منجمية هي الأكثر أهمية للاقتصاد الوطني، منها مجموعة معادن كانت تستوردها الجزائر من الخارج، وتدخل ضمن الدورة الصناعية للبلاد.

ثانيًا: تحسين الخريطة الجيولوجية للجزائر:

أوضح مسعود حوفاني أن قطاع المعادن والمناجم في الجزائر يعمل على تحسين خريطة البلاد الجيولوجية، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد المجيد تبون، خاصة فيما يتعلق بـ"الالتزامات الـ54"، التي أكد من خلالها أهمية تطوير قطاع المناجم، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ثالثًا: إطلاق المشروعات الفعلية:

يعدّ المحور الثالث -وهو إطلاق المشروعات على أرض الواقع- ترجمة فعلية للإستراتيجية الوطنية لقطاع المعادن والمناجم في الجزائر، إذ يهدف إلى الاستفادة من جميع مقومات البلاد وإمكاناتها في هذا المجال، ويحقق تطورًا وتنوعًا للاقتصاد الوطني.

أبرز مشروعات التعدين في الجزائر

يتضمن قطاع المعادن والمناجم في الجزائر مشروعات عدّة، تتنافس جميعها في تطوير القطاع وتعظيم إمكاناته وتحقيق الاستفادة المثلى منه اقتصاديًا وإنتاجيًا، لا سيما مع توجّه الدولة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المعادن التي تعتمد على استيرادها.

وجاء أبرز مشروعات التعدين في الجزائر على النحو التالي:

أولًا- مشروع غار جبيلات:

يتصدر مشروع غار جبيلات أبرز مشروعات قطاع المعادن والمناجم في الجزائر، إذ إن المشروع، الذي يقع في ولاية تندوف، يعدّ إستراتيجيًا لتطوير القطاع، لا سيما أنه يمتد على مساحة 50 ألف هكتار، ويحتوي على احتياطيات ضخمة.

المعادن والمناجم في الجزائر
منجم غار جبيلات في الجزائر - الصورة من "البيان"

وقدّر مستشار وزارة الطاقة والمناجم كميات احتياطيات خام الحديد في منجم غار جبيلات بنحو 3 مليارات طن، من بينها 1.75 مليار طن من الاحتياطيات القابلة للاستغلال، وفق المعايير الدولية المعمول بها في القطاع المنجمي.

وبإمكان المشروع تقديم إنتاج عملاق يمثّل إفادة كبرى للاقتصاد الجزائري، إذ يستهدف القائمون عليه إنتاج 12 مليون طن من حديد الصلب بحلول عام 2025، وهو ما يتطلب توفير 20 مليون طن من خام الحديد (4 ملايين طن من مركز الحديد، و6 ملايين طن من المكورات)، وذلك قبل إنتاج 40 مليون طن من خام الحديد بحلول عام 2040.

ويوفر مشروع منجم غار جبيلات نحو 5 آلاف وظيفة مباشرة، و20 ألف وظيفة أخرى غير مباشرة، بينما تتراوح تكاليف الاستثمار الأولية فيه ما بين 7 و10 مليارات دولار، وفق بيان لوزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

يشار إلى أن وزير الطاقة والمناجم الجزائري محمد عرقاب كان قد أشرف في 13 أبريل/نيسان الماضي 2023 على مراسم توقيع مذكرة تفاهم لإنجاز وحدة إنتاج مركزات خامات حديد في منجم غار جبيلات، بين المؤسسة الوطنية للحديد والصلب (فيرال)، ومجمع توسيالي التركي.

وبموجب الاتفاق، ستُنْجَز وحدة مشتركة لإنتاج مركزات خامات حديد منجم غار جبيلات، بقدرة إنتاجية تصل إلى 500 ألف طن سنويًا، إذ سيكتمل المشروع خلال 24 شهرًا، قبل استغلال إنتاجه لتموين مركب الحديد والصلب "توسيالي" في وهران، وفق تقرير نشرته صحيفة "الشروق" الجزائرية.

ثانيًا: مشروع استغلال الفوسفات بمنطقة بلاد الهدبة:

يعدّ مشروع استغلال الفوسفات في منطقة بلاد الهدبة بولاية تبسة من المشروعات الهيكلية ذات البعد الإستراتيجي، إذ يستهدف إنتاج 10 ملايين طن من خام الفوسفات، يُنتج منها 6 ملايين طن من مركز الفوسفات، ومن الممكن إنتاج 4 ملايين طن من الأسمدة الفلاحية بعد عمليات التحويل.

ويوفر المشروع نحو 4 آلاف وظيفة مباشرة، وأكثر من 14 ألف وظيفة أخرى غير مباشرة، كما أنه يسهم في إنعاش منطقة شرق الجزائر وتنميتها، وتحسين الأداء الاقتصادي لنحو 4 ولايات، وفق معلومات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

المعادن والمناجم في الجزائر
مشروع استغلال الفوسفات بمنطقة بلاد الهدبة

وكان وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب قد ترأّس اجتماعًا تنسيقيًا بين القطاعين حول مشروعات المنشآت والبنى التحتية للمشروع، وذلك في فبراير/شباط الماضي، وهو الاجتماع الذي أعقبه قرار رئيس الجمهورية عبدالمجيد تبون بتقليص آجال إنجاز مشروعات السكك الحديدية للربط بين عنابة وبلاد الهدبة في ولاية تبسة، وبين بشار وغار جبيلات في ولاية تندوف، بحسب ما نشره موقع "الإذاعة الجزائرية".

وخلال الاجتماع، قُدِّم عرض حول مشروع الفوسفات المدمج، الذي يعدّ أول مشروع مدمج في قطاع المعادن والمناجم في الجزائر، وإنتاج الأسمدة، والذي يشمل استغلال منجم الفوسفات في بلاد الهدبة والتحويل الكيميائي للفوسفات في وادي الكبريت بولاية سوق أهراس.

ثالثًا: مشروع استغلال الفوسفات في منطقة العوينات:

يعدّ مشروع استغلال الفوسفات في منطقة العوينات أحد أهم مشروعات قطاع المعادن والمناجم في الجزائر، إذ يأتي في إطار شراكة محلية، بين مجمع "سونارام" ومجمع "أسميدال"، ويركّز في الأساس على إنتاج المواد الموجهة إلى تغذية الحيوانات والنباتات.

رابعًا: مشروع منجم واد أميزور:

يمثّل مشروع منجم واد أميزور أهمية كبيرة لقطاع المعادن والمناجم في الجزائر، لا سيما أنه يحتوي على كميات ضخمة من الزنك والرصاص، ويأتي في توقيت توقفت فيه معظم المناجم المنتجة لهذه المعادن عن الإنتاج، وفي مقدّمتها منجم العابد، وخرزة يوسف.

المعادن والمناجم في الجزائر
منجم واد أميزور في الجزائر - الصورة من منصة "ألترا جزائر"

وتُقدَّر التكلفة الاستثمارية لمنجم واد أميزور بنحو 400 مليون دولار، وهو من المناجم الـ10 الأولى في العالم لإنتاج الزنك والرصاص، إذ تشير الدراسات المنجزة بالشراكة بين وزارة الطاقة الجزائرية وشركة "تيرامين" الأسترالية أن احتياطياتها تبلغ 54 مليون طن.

وتنقسم الاحتياطيات في المنجم إلى 34 مليون طن خام اقتصادي موجَّه للإنتاج، يمكنها أن تمنح البلاد إنتاجًا يُقدّر بنحو 170 ألف طن من الزنك المركّز سنويًا، و30 ألف طن من الرصاص المركز سنويًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.هل من الممكن الاستفسار عن التشغيل من فظلكم.انا حاصل على شهادة مهندس تطبيقي في التعدين .وشكرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق