نفطتقارير النفطسلايدر الرئيسية

أسعار خامي برنت وغرب تكساس الوسيط تجبر صناديق التحوط على إجراءات قوية

مخاوف من فائض في المعروض وهبوط الأسعار

حياة حسين

اضطرت صناديق التحوط إلى اتخاذ إجراءات قوية، في مواجهة تراجع أسعار خامي برنت وغرب تكساس الوسيط، وسط مخاوف من فائض الإمدادات.

وبسبب القلق من حدوث مزيد من التراجع في الأسعار، خفّضت صناديق التحوط من مراكزها الطويلة في الخامين القياسيين بآلاف العقود، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ويعكس ذلك تراجع شهية صناديق التحوط للاحتفاظ بعقود النفط الخام، رغم بعض الإشارات الإيجابية حول انخفاض المخزونات الأميركية، وتعويض بعض ما سحبته الولايات المتحدة من مخزونها الإستراتيجي.

وخفّض مديرو صناديق التحوط المراكز الطويلة في خامي برنت وغرب تكساس الوسيط بنحو 149.272 و59.094 عقدًا على التوالي في آخر الأسبوع المنتهي في 12 ديسمبر/كانون الأول (2023)، وفق بيانات لجنة تداول السلع الآجلة (Commodity Futures Trading Commission)، وبورصة العقود الآجلة في لندن (ICE Futures Europe).

وذكر تقرير حديث، اليوم السبت 16 ديسمبر/كانون الأول (2023)، أن هذا الخفض وصل بالمراكز الطويلة في الخامين إلى أدنى مستوى مُسجل في البورصة منذ عام 2011، وفق ما نشرته وكالة بلومبرغ.

تصاعد المراهنات

تصاعدت المراهنات على عقود خامي برنت وغرب تكساس الوسيط الآجلة القصيرة من قبل صناديق التحوط إلى أعلى مستوى في 4 سنوات، خلال الأسبوع المنتهي في 12 ديسمبر/كانون الأول الجاري، رغم أن تلك الصناديق تواصل تقليص مراكزها الطويلة في الخامين.

ويرجع هذا الاتجاه إلى مخاوف من فائض المعروض من خامي برنت وغرب تكساس الوسيط، وشكوك حول التزام تحالف أوبك+ بكل التخفيضات التي تعهد بها.

وفي بداية الشهر الجاري، أكدت كل من السعودية وروسيا إمكان تعميق تخفيضات الإنتاج الطوعية من قبل تحالف أوبك+، البالغة 2.2 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأول من العام المقبل، والعمل على استمرارها حتى النصف الأول إذا اقتضت الحاجة، وفق بيانات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي 7 من الشهر نفسه، أشاد بيان مشترك في ختام زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى السعودية، بالتعاون الوثيق بين الرياض وموسكو في إطار تحالف أوبك+، مؤكدًا أهمية استمرار مواصلة المشاورات بين الجانبين، بما يخدم مصالح المنتجين والمستهلكين، ويدعم نمو الاقتصاد العالمي، ودعا البيان إلى الالتزام بالتخفيض.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين - الصورة من إن بي سي

وهبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى خلال 5 أسابيع مؤخرًا، في إشارة إلى زيادة الإمدادات، ومعها المعروض عالميًا.

غير أنها أنهت تعاملات أمس الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، على هبوط يومي، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية للمرة الأولى في شهرين.

وحققت أسواق النفط أول زيادة أسبوعية على مدار 8 أسابيع، مستفيدة من توقعات متفائلة من وكالة الطاقة الدولية بشأن الطلب على النفط في العام المقبل وتراجع الدولار.

في ختام الجلسة، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم فبراير/شباط 2024، بنسبة 0.07%، لتصل إلى 76.55 دولارًا للبرميل، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 0.9%.

في الوقت نفسه، انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يناير/كانون الثاني 2024، بنسبة 0.2%، لتصل إلى 71.43 دولارًا للبرميل، لكنها سجلت مكاسب أسبوعية بنسبة 0.2%، وفق الأرقام التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

برنت وغرب تكساس الوسيط وأنباء إيجابية

التهمت المخاوف بشأن فائض النفط في الأسواق التأثيرات الإيجابية لتقرير الوظائف الأميركية، الذي كشف عن تحسن فاق التوقعات، ما يحد من المخاوف بشأن الركود الذي يحوم حول أكبر اقتصاد عالمي.

كما ضاع أثر خطط الولايات المتحدة لإعادة ملء الاحتياطي الإستراتيجي، الذي يعني زيادة الطلب العالمي، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وما يزال المستثمرون يركزون نشاطهم في العقود الآجلة قصيرة الأجل في خامي برنت وغرب تكساس الوسيط ، بعيدًا عن طويلة الأجل، في محاولة لتجنب توقعات زيادة الفائض، رغم توقعات هبوط المخزونات الأميركية.

وتوقّع تقرير صادر عن بنك الاستثمار السويسري "يو بي إس"، أنه من المرجح أن تظل أسعار النفط متقلبة على المدى القريب، قبل أن ترتفع في عام 2024.

انخفاض أسعار خامي برنت وغرب تكساس الوسيط في الأسابيع الأخيرة
حقل نفط - الصورة من وكالة بلومبرغ

وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ارتفاع الاستهلاك العالمي من النفط بمقدار 1.1 مليون برميل يوميًا في عام 2024، بزيادة 130 ألف برميل يوميًا من توقعاتها السابقة.

وأشارت الوكالة إلى تحسن توقعات الطلب الأميركي وانخفاض أسعار النفط، وهي أقل من نصف تقديرات منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، التي توقعت نمو الطلب بمقدار 2.25 مليون برميل يوميًا.

غير أن البيانات الاقتصادية الضعيفة من الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم، زادت من الضغوط على أسعار النفط في الأسابيع الأخيرة.

وكشفت بيانات مكتب الإحصاءات في الصين، أمس، عن أن تشغيل مصافي التكرير في نوفمبر/تشرين الثاني انخفض إلى أدنى مستوى له منذ بداية عام 2023.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق