الوقود الأخضر سلاح الشحن البحري للوصول إلى الحياد الكربوني (تقرير)
نوار صبح
- الوتيرة الحالية وحجم العمل المناخي غير كافيين لمعالجة تغير المناخ.
- عضوية تحالف المواني المحايدة كربونيًا مفتوحة لجميع المشاركين في الصناعة.
- منتجو الهيدروجين الأخضر وافقوا على إنتاج 11 مليون طن من الوقود منخفض الانبعاثات.
- الإعلان عن العديد من ممرات الشحن الخضراء على هامش قمة المناخ كوب 28.
تعول كبرى الشركات العالمية على الوقود الأخضر لخفض انبعاثات الشحن البحري، وتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050، في خطوة من شأنها أن تدعم الجهود العالمية لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ.
وفي هذا الإطار، اجتمع أكثر من 300 شركة رائدة ضمن سلسلة قيمة الشحن البحري بأكملها، في مؤتمر يهدف إلى التعاون من أجل تحقيق نتيجة تنظيمية قوية في مفاوضات المنظمة البحرية الدولية، في مارس/آذار 2024، خلال انعقاد الدورة الـ81 للجنة حماية البيئة البحرية.
واعتمد المؤتمر على المناقشات، التي جرت خلال قمة المناخ كوب 28، لتحديد الحلول الطموحة لتعزيز البنية التحتية وتوافر الوقود؛ وفي مقدمتها الوقود الأخضر والتمويل من أجل خفض انبعاثات الشحن البحري.
وكان المؤتمر جزءًا من برنامج رئاسة قمة المناخ كوب 28، وتمت استضافته تحت رعاية وزارة الطاقة والبنية التحتية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ونظّم المؤتمر تحالف من هيئات الصناعة البحرية الرائدة وبتنسيق من الغرفة الدولية للشحن (آي سي إس)، بالشراكة مع جمعية الإمارات للشحن البحري، بحسب ما نشرته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy) المتخصصة في تحول الطاقة والحلول المستدامة في النقل البحري.
انبعاثات الشحن البحري
قال رئيس الغرفة الدولية للشحن البحري إيمانويل غريمالدي: "إن إزالة الكربون أكبر من قدرة أي صناعة أو حكومة واحدة، ولكن الأمر الواضح هو أنه لكي ننجح في تحقيق أهدافنا المناخية، سيحتاج العالم إلى الشحن".
وأضاف: "نحن نعلم أن هناك دائمًا إعلانات وضجيجًا هنا في اجتماعات قمة المناخ، ولكن بعيدًا عن التفاصيل، هناك مفاوضات ومحادثات مفصلة".
من ناحيته، قال المؤلف الرئيس لتقرير التقييم السادس للنقل التابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أندرس هامر سترومان: "هناك أمل، والخيارات متاحة، وقد حان وقت العمل"، مشيرًا إلى أن "الوتيرة الحالية وحجم العمل المناخي غير كافيين لمعالجة تغير المناخ".
وأضاف: "بينما تقومون بصياغة مستقبل الشحن، تذكّروا أن خياراتنا سوف يتردد صداها لمئات بل آلاف السنين".
وأشار إلى أن "المنظمات، التي تجلس في هذه القاعة اليوم، هي التي تحدد مستقبل الشحن، ومن الضروري أن نتعامل مع هذا الأمر بشكل مباشر من جميع الزوايا اعتمادًا على الابتكار وتطوير وتوسيع نطاق الجيل المقبل من الوقود والمحركات والسفن".
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للشحن البحري عبدالكريم المصعبي: "إن السفن قادرة على نقل أنواع جديدة من الوقود مثل الهيدروجين والأمونيا".
وقال الأمين العام المنتخب للمنظمة البحرية الدولية أرسينيو دومينغيز: "نعم؛ لدينا إستراتيجية المنظمة البحرية الدولية، لقد كان إنجازًا رائعًا في يوليو/تموز الماضي. ولكن ما سيأتي بعد ذلك؟ ما الذي سنبدأ في فعله لجعل ذلك حقيقة؟".
وأوضح: "لقد قمنا سابقًا بإجراء تقييم الأثر على الأسطول وعلى الدول من أجل توفير المعلومات اللازمة لاجتماعات لجنة حماية البيئة البحرية التي ستعقد العام المقبل وستقودنا إلى تلك التدابير التي سيتم اعتمادها بحلول عام 2025، وتنفيذها في عام 2027".
وأكد أن "هذا سيجعل أهداف الإستراتيجية هذه حقيقة واقعة، سواء من الناحية الفنية أو الاقتصادية"، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.
تحالف المواني المحايدة كربونيًا
تشمل بعض الشراكات والإجراءات الملموسة التي تم الإعلان عنها في قمة المناخ كوب 28 إنشاء تحالف المواني المحايدة كربونيًا (زد إي بي إيه) من جانب وحدة إيه بي إم تيرمينالز التابعة لشركة ميرسك وشركة تطوير وتشغيل المواني "مواني دبي العالمية" ومقرها الإمارات العربية المتحدة.
ويهدف التحالف الإستراتيجي على مستوى الصناعة إلى تسريع الرحلة للوصول إلى الحياد الكربوني لمعدات مناولة الحاويات في المواني.
تجدر الإشارة إلى أن عضوية تحالف المواني المحايدة كربونيًا تُعَد مفتوحة لجميع المشاركين في الصناعة، بما في ذلك مشغلو المحطات، ومصنعو المعدات الأصلية، وسلطات المواني، والهيئات الحكومية، بحسب ما نشرته منصة أوفشور إنرجي (Offshore Energy).
الوقود النظيف
في سياق ذي صلة، أصدر الرؤساء التنفيذيون لخطوط الشحن العالمية الرائدة إعلانًا مشتركًا في قمة المناخ كوب 28 يدعو إلى تحديد موعد نهائي للسفن الجديدة التي تعمل بالطاقة الأحفورية فقط، ويحث المنظمة البحرية الدولية على تهيئة الظروف التنظيمية لتسريع الانتقال إلى الوقود الأخضر.
بالإضافة إلى ذلك، وافق منتجو الهيدروجين الأخضر على إنتاج 11 مليون طن من الوقود منخفض الانبعاثات لاستعماله في قطاع الشحن بحلول عام 2030 بوصفه جزءًا من التزام مشترك يهدف إلى تمكين استعمال وقود الشحن المتجدد المشتق من الهيدروجين هذا العقد لتلبية احتياجات أهداف إزالة الكربون من الصناعة البحرية.
ووقّع الالتزام المشترك، الذي نظّمه أبطال الأمم المتحدة رفيعو المستوى ومعهد روكي ماونتن، 30 شركة رائدة في قطاعات الشحن؛ بما في ذلك أصحاب البضائع ومشغلو السفن والمواني وشركات التزويد بالوقود ومصنعو المعدات.
كما أُعلِن العديد من ممرات الشحن الخضراء على هامش قمة المناخ كوب 28؛ بما في ذلك الممر الذي خططت له الولايات المتحدة والدنمارك في 5 دول بالجنوب العالمي.
وشهدت قمة المناخ كوب 28 أيضًا إطلاق ميثاق عالمي لإزالة الكربون، الذي وقّعته 50 شركة نفط وغاز في محاولة لتسريع العمل المناخي، ويرى المحللون أنه خطوة في الاتجاه الصحيح، وستنطوي على تأثير واسع النطاق داخل الصناعة.
اقرأ أيضًا..
- لبنان يكشف عن مصير استيراد الغاز من مصر والتنقيب في شرق المتوسط (خاص)
- تحول الطاقة في غرب أفريقيا.. 3 دول تخطط لاستثمارات مليارية بدعم من الغاز
- معالجة الغاز في السعودية.. 10 معامل تدعم إنتاج الطاقة منخفضة التكاليف والكربون