منوعاتتقارير منوعةرئيسية

طرح طائرة كهربائية هجينة جديدة.. قوة أكبر ووقود أقل

أسماء السعداوي

أزاحت شركة هولندية ناشئة الستار عن خطط تطوير طائرة كهربائية هجينة جديدة، في إطار جهود أوروبا لتقليل البصمة الكربونية لقطاع الطيران.

وأعلنت شركة "ميف إيروسبيس" (Maeve Aerospace) لتطوير الطائرات الأوروبية أن طائرتها "إم 80" تعمل بوساطة نظام دفع هجين متكامل يجمع بين وقود الطائرات والكهرباء، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي بيان صحفي نشرته عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، قالت الشركة إن الطائرة تسع 84 راكبًا، ويمكنها التحليق لمسافة 1.482 كيلومترًا أو 800 ميل بحري.

وتأسست شركة "ميف إيروسبيس" في عام 2021، وهي مدعومة من قِبل الحكومة الهولندية ومجلس الاستثمار الأوروبي، بالإضافة لمستثمرين من القطاع الخاص.

ويقع مصنّعو الطائرات وخطوط الطيران في أوروبا تحت ضغوط هائلة لإزالة الكربون من الوقود التقليدي الملوث، ضمن جهود أوسع لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

تفاصيل الطائرة الكهربائية الهجينة

تتسم الطائرة الهجينة الجديدة بكفاءة أعلى بنسبة 40% في استهلاك الوقود، وتخطط الشركة لدخولها حيز الخدمة بحلول عام 2031.

ويقول البيان إن شركة ميف طوّرت مفهوم الطائرة، ليجمع أفضل المواصفات من حيث سعة الركاب والمدى والطاقة، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب الشركة، تقدم الطائرة الكهربائية الهجينة أداء طائرة نفاثة وكفاءة محرك توربيني، وهو ما "سيغير قواعد اللعبة"، وفق ما ذكره البيان.

وأضاف أن الطائرة مصمّمة بغرض دعم مستقبل سوق الطيران الإقليمي، وتحقيق مهمة خفض استهلاك الوقود وانبعاثات الكربون، ولذلك "فالطائرة إم 80 هي البديل المثالي للطائرات النفاثة والمحركات التوربينية الإقليمية"، وفق ما ذكره البيان.

تعليقًا على ذلك، يقول كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة "ميف إيروسبيس" مارتين نوسلر، إنه لا توجد حاليًا أي بدائل تجمع سمات الاستدامة والفاعلية من حيث التكلفة والاتساق مع الاحتياجات التشغيلية لخطوط الطيران والطائرات مثل الطائرة إم 80.

الطائرة إم 80
الطائرة إم 80 - الصورة من صفحة الشركة المطوّرة على منصة "لينكد إن"

إزالة الكربون من قطاع الطيران

بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية، يُسهِم قطاع الطيران بنسبة 2% من إجمالي انبعاثات الكربون، وفي العقود الأخيرة، زادت تلك الانبعاثات بوتيرة أعلى من السكك الحديدية والنقل البري والشحن البحري.

ومع تعافي حركة السفر العالمية بعد انتهاء جائحة كورونا، بلغ حجم انبعاثات الكربون من قطاع الطيران في عام 2022 نحو 800 طن، وهو ما يشكل 90% تقريبًا من مستوى ما قبل الوباء.

وتتوقّع الوكالة زيادة تلك الانبعاثات بصورة كبيرة حتى نهاية عام 2030، خاصة في فئة الرحلات الدولية، في حين ستظل الانبعاثات المتوقعة من الطيران المحلي مستقرة.

ومن بين إجراءات خفض انبعاثات الطيران التي توصي بها الوكالة، استعمال وقود منخفض الكربون وتطوير المحركات وهياكل الطائرات وتحسين الأداء التشغيلي وضبط الطلب.

وتوقع تقرير حديث أصدرته شركة "وود ماكنزي" (Wood Mackenzie) المتخصصة في استشارات الطاقة وأبحاثها، أن تصل استثمارات تحقيق الحياد الكربوني في قطاع الطيران بحلول عام 2050، إلى ما بين 700 مليار دولار و1.7 تريليون دولار.

يغطي هذا المبلغ تطوير الطائرات والبنية الأساسية والمطارات للتعامل مع أنواع الوقود الأخضر البديل للوقود الأحفوري، مثل الهيدروجين والبطاريات الكهربائية.

كما يتوقع خبراء زيادة أسطول الطائرات العاملة بالهيدروجين أو البطاريات الكهربائية، ليشكل ثُلث أسطول الطائرات التجارية بحلول 2050.

لكن شركات الطيران قد تواجه تحديات ارتفاع تكاليف التشغيل بنسبة 86% في حالة العمل ببطاريات الكهرباء، و76% في حالة وقود الهيدروجين.

خفض البصمة الكربونية للطيران الأوروبي

اعتمد مجلس الاتحاد الأوروبي، في 9 أكتوبر/تشرين الأول (2023)، قانونًا يهدف لإزالة الكربون من قطاع الطيران عبر زيادة حصة وقود الطيران المستدام، بحسب بيان صحفي نشره المجلس عبر موقعه الرسمي.

يمثل ذلك خطوة كبيرة نحو تحقيق أهداف حزمة المناخ "فيت فور 55" (Fit for 55) التي وضعتها المفوضية الأوروبية، وتستهدف خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 55% بحلول عام 2030 مقارنة بمستويات عام 1990.

وتبنى المجلس قانون "ريفيول إي يو أفييشن" (ReFuelEU aviation) بهدف زيادة كلٍّ من الطلب والمعروض من وقود الطيران المستدام، ووضع قواعد؛ من بينها حدود دنيا لمزج وقود الطيران المستدام، ومتطلبات أخرى خاصة بمشغلي الطائرات والمطارات.

تزويد طائرة بوقود الطيران المستدام
تزويد طائرة بوقود الطيران المستدام - الصورة من "ainonline"

ويُعول كثيرون على وقود الطيران المستدام لخفض انبعاثات الطيران بنسبة تصل إلى 85% مقارنة بالوقود التقليدي، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

ويُنتج هذا الوقود من مصادر طبيعية مثل زيوت الطهي والذرة، إلا أن استعماله يواجه تحديات بسبب ضعف المعروض منه بالسوق، وأسعاره التي تفوق نظيره التقليدي المنتج من الوقود الأحفوري.

وبموجب القانون الأوروبي الجديد، يتعين على مقدمي وقود الطيران الالتزام بتوفير الوقود المستدام بدءًا من نسبة 2% في عام 2025، لترتفع وصولًا إلى 70% بحلول عام 2070.

وبالإضافة إلى ذلك، على الشركات توفير حد أدنى من الوقود الاصطناعي بدءًا من 2030، مع زيادة النسبة حتى 2050.

وبالنسبة لقواعد مشغلي الطائرات، على الرحلات المغادرة لمطارات الاتحاد الأوروبي التزود فقط بالوقود الضروري لتشغيل الرحلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق