التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير التكنو طاقةتقارير الطاقة المتجددةتقارير الكهرباءتقارير الهيدروجينتقارير دوريةتكنو طاقةرئيسيةطاقة متجددةكهرباءهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

إزالة الكربون من قطاع الطيران العالمي تحتاج إلى 1.7 تريليون دولار حتى 2050 (تقرير)

الرهان على انخفاض أسعار الوقود المستدام

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • صناعة الطيران مسؤولة عن 2% أو أكثر من انبعاثات الكربون العالمية
  • الرهان على الطائرات الكهربائية والهيدروجينية لخفض انبعاثات القطاع
  • تكلفة الحياد الكربوني في القطاع مرهونة بتكلفة إنتاج الوقود المستدام
  • المطارات تحتاج إلى إعادة تهيئة البنية التحتية للتعامل مع الوقود البديل
  • أغلب شركات الطيران في العالم ملتزمة بالحياد الكربوني بحلول 2050

ما زالت خطط إزالة الكربون من قطاع الطيران العالمي بحاجة إلى ضخ استثمارات ضخمة، لتتمكن من جني ثمارها بحلول العام المرتقب للحياد الكربوني في شتى القطاعات (2050).

وقدّر خبراء حجم ما يحتاج إليه قطاع الطيران من استثمارات لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي، بما يتراوح بين 700 مليار دولار و1.7 تريليون دولار، وفقًا لتقديرات حديثة صادرة عن مجموعة وود ماكنزي المتخصصة في استشارات الطاقة وأبحاثها.

وستركز هذه الاستثمارات على إزالة الكربون من قطاع الطيران، عبر تطوير فروعه المختلفة، بداية من الطائرات وحتى البنية التحتية والمطارات، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتحتاج المطارات -حسب حجمها- إلى تهيئة بنيتها التحتية للتعامل مع أنواع الوقود الأخضر البديل للوقود الأحفوري، مثل الهيدروجين والبطارات الكهربائية الأشهر تداولًا بين خبراء البيئة والصناعة.

أغلب الاستثمارات خارج المطارات

رغم حاجة المطارات إلى إعادة التهيئة على مستوى العالم، فإن أغلب الاستثمارات المطلوبة ستكون خارج المطارات بنسبة تفوق 90% من الأرقام المقدرة للصناعة.

ويركز خبراء الصناعة على تطوير مرافق توليد الكهرباء ونقلها وخطوط أنابيب الهيدروجين، ومشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر وإسالته وتوزيعه على المطارات، بوصفها أهم أعمدة خطط إزالة الكربون من قطاع الطيران.

كما يستهدف القطاع تطوير تقنيات الطائرات التقليدية وتحويلها إلى العمل بالبطاريات الكهربائية أو الهيدروجين أو الوقود الاصطناعي وغيرها من التقنيات المقترحة في الصناعة.

وتصلح البطاريات الكهربائية مع شركات الطيران المحلية المسيرة للرحلات الداخلية بين أقاليم القطر الواحد، في حين يُستعمل وقود الهيدروجين للطائرات التجارية وطائرات شحن البضائع التي تقطع مسافات طويلة عبر الدول.

طائرات كهربائية أو هيدروجينية

يراهن الخبراء على زيادة أسطول الطائرات التي تعمل بالهيدروجين أو البطاريات الكهربائية، ليصل إلى ثلث أسطول الطائرات التجارية بحلول عام 2050.

ويضمن ذلك تحقيق جزء كبير من خطط إزالة الكربون من قطاع الطيران، وفقًا لورقة سياسات مشتركة بين المنتدي الاقتصادي العالمي ومجموعة وود ماكنزي.

وتوصي الورقة بزيادة الاستثمار في الاتجاهيْن، بالإضافة إلى وقود الطائرات المستدام، وأنواع الوقود الأخرى منخفضة الكربون، بداية من الوقود الحيوي والوقود المعاد تدويره من النفايات العضوية، وحتى الوقود الاصطناعي محل الجدل بين دول أوروبا.

وقدّرت الورقة حجم الطاقة اللازمة لتسيير رحلات الطيران العالمية بوقود الهيدروجين أو البطاريات الكهربائية بما يصل إلى 1700 تيراواط/ساعة من الكهرباء النظيفة بحلول عام 2050.

وتعادل هذه الكمية حجم ما تنتجه 10 إلى 25 مزرعة رياح ضخمة في العالم اليوم، أو حجم ما تنتجه محطة طاقة شمسية ضخمة على مساحة تعادل نصف بلجيكا البالغة 30 ألف كيلومتر تقريبًا، وفقًا لتقديرات وود ماكنزي.

قطاع الطيران يسبّب 2% من الانبعاثات

من المتوقع أن تواجه شركات الطيران تحديات مرتبطة بزيادة تكاليف التشغيل بنسبة 86% في حالة العمل بالبطاريات الكهربائية، وبنسبة 76% في حالة التشغيل بوقود الهيدروجين.

ويتسبّب قطاع الطيران في 2% أو أكثر من إجمالي انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة عالميًا، وسط توقعات بزيادة معدل نموها بصورة متسارعة خلال العقود المقبلة.

ويرصد الرسم الآتي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- انبعاثات الكربون المرتبطة بقطاع الطاقة عالميًا:

انبعاثات ثاني أكسيد الكربون لقطاع الطاقة تسجل أعلى مستوياتها على الإطلاق

وأظهرت أحدث بيانات صادرة عن وكالة الطاقة الدولية ارتفاع انبعاثات قطاع الطيران مرة أخرى في عام 2021، بعد انخفاض قياسي خلال عام الإغلاق الاسثتنائي في أثناء جائحة كورونا (2020).

وتتوقع الوكالة زيادة انبعاثات قطاع الطيران بصورة كبيرة حتى نهاية 2030، خاصة في فئة الرحلات الدولية، في حين ستظل الانبعاثات المتوقعة من قطاع الطيران المحلي مستقرة.

الوقود المستدام إلزامي بنسبة 70%

أطلقت الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول 2022 خطة لتمويل مشروعات إنتاج وقود الطائرات المستدام من مصادره المختلفة التي يختبرها العلماء منذ سنوات، ضمن خطط إزالة الكربون من قطاع الطيران.

وبلغ حجم التمويل الأولي المرصود من الضرائب الفيدرالية لهذا الغرض قرابة 4 مليارات دولار، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما وافق البرلمان ومجلس الاتحاد الأوروبي (مايو/أيار 2023) على لائحة الطيران الجديدة، التي تنص على إلزام موردي الوقود إلى شركات الطيران بزيادة كميات الوقود المستدام المبيعة إلى 70% بحلول عام 2050.

كما ألزمت اللائحة الكيانات المالكة للمطارات بإعادة تهيئة البنية التحتية بما يتلاءم مع أنواع الوقود البديلة، وفقًا لتفاصيل اطلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

اختبار مصادر نظيفة مختلفة

يختبر العلماء مواد أولية مختلفة من الدهون الحيوانية والزيوت النباتية ومخلفات الأخشاب والبلاستيك، في إطار مشروعات علمية تأمل في زف بشرى سارة إلى قطاع الطيران بشأن إنتاج الوقود المستدام من مصادر مختلفة.

ويأمل خبراء الصناعة في تطوير تقنيات توليد الطاقة المتجددة بديلًا للوقود الأحفوري الذي يُفضّل بقاؤه محبوسًا تحت الأرض خلال العقود المقبلة، لتجنب أسوأ تداعيات بيئية محتملة ستواجه كوكب الأرض منذ بدء الثورة الصناعية في القرن الـ18.

ولم تكن خطط إزالة الكربون من قطاع الطيران تحظى باهتمام كبير في السابق لضعف إسهامه في الانبعاثات العالمية، إلا أن توسع الصناعة وتضخم نموها خلال العقود الأخيرة أسهما في لفت الأنظار إلى القطاع أسوة بقطاعات النقل البري والبحري وفروع الصناعة الأخرى كافّة.

والتزمت 290 شركة طيران منخرطة في عضوية الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا)، بإزالة الكربون من قطاع الطيران بحلول 2050، مثل شركتي دلتا إيرلاينز ويونايتد إيرلاينز، بالإضافة إلى شركات الشحن مثل فيديكس.

ويستعرض الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- حجم الانبعاثات المتوقعة من القطاع حتى 2030:

انبعاثات الكربون المباشرة من قطاع الطيران

ويختبر الفاعلون في الصناعة مسارات متوازية لتوليف وقود الطيران المستدام من مصادر مختلفة، أبرزها الهيدروجين المصنوع بالكهرباء المتجددة، وثاني أكسيد الكربون المحتجز، بالإضافة إلى اختبار مدى قدرة البطاريات الكهربائية على تشغيل الطائرة المحلية صغيرة ومتوسطة الحجم.

ففي عام 2015، اشترت شركة يونايتد إيرلاينز حصة في شركة فولكروم بيو إنرجي الرائدة في إنتاج وقود الطائرات المستدام من النفايات.

بورشه الألمانية تقود تجربة الوقود الاصطناعي

تقود شركة بورشه الألمانية الرائدة في صناعة السيارات تجارب أولية لإنتاج الوقود الاصطناعي منذ سنوات، عبر مشروع رائد في جنوب تشيلي المعروف باسم "هارو أوني"، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وتراهن ألمانيا على الوقود الاصطناعي في خطط إزالة الكربون من قطاع الطيران أكثر من أى دولة أوروبية أخرى، إذ تخطط لوصول نسبته في مزيج وقود الطيران إلى 2% على الأقل بحلول 2030.

بينما تخطط المفوضية الأوروبية لاستعماله بنسبة أقل تصل إلى 0.7% بحلول 2030، قبل أن ترتفع إلى 5% بحلول 2035، لأسباب متعلقة بتردد الدول الأعضاء في تبنيه مع ارتفاع تكلفة إنتاجه وكثافة استهلاكه للكهرباء المتجددة.

ويطمح خبراء الصناعة في إحداث نقلة نوعية في خطط إزالة الكربون من قطاع الطيران خلال 10 سنوات يُتوقع خلالها التوسع في إنتاج أنواع مختلفة من الوقود المستدام.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق