طاقة متجددةالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةتقارير النفطتقارير الهيدروجينتقارير دوريةرئيسيةنفطهيدروجينوحدة أبحاث الطاقة

إمكانات الطاقة المتجددة في كولومبيا رهان آمن لإنقاذها من معضلة الدولة النفطية (تقرير)

مع الهدف العالمي لتحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050

وحدة أبحاث الطاقة - رجب عز الدين

اقرأ في هذا المقال

  • الدول النفطية تواجه معضلة في سيناريوهات الحياد الكربوني لعام 2050.
  • إنتاج النفط في كولومبيا بلغ مليون برميل يوميًا خلال عام 2022.
  • عائدات صادرات النفط الكولومبي بلغت 18 مليار دولار عام 2022.
  • الولايات المتحدة سوق مهمة لصادرات النفط الكولومبية.
  • انخفاض الطلب الأميركي على النفط بحلول 2050 يهدد اقتصاد كولومبيا.
  • الرهان على مشروعات الهيدروجين واحتجاز الكربون للمنافسة مع تشيلي.

يراهن الخبراء على مشروعات الطاقة المتجددة في كولومبيا لإنقاذها من المخاطر المحتملة، التي قد تتعرض لها الدول النفطية حول العالم حال تحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وتتوقع شركة الأبحاث وود ماكنزي، في تقرير حديث، تأثر صادرات النفط الكولومبية بشدة خلال العقود المقبلة مع زيادة توجه الولايات المتحدة -سوق مهمة للخام الكولومبي- نحو الطاقة المتجددة وإنهاء اعتمادها على النفط بصورة شبه كاملة بحلول 2050.

وتقع مشروعات التنقيب عن النفط والغاز في قلب إستراتيجية الطاقة الوطنية في كولومبيا منذ عقود، كما تنشط شركتها الوطنية "إيكوبترول" في هذا القطاع بقوة، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

إنتاج النفط في كولومبيا عام 2022

بلغ إنتاج النفط في كولومبيا، خلال العام الماضي، قرابة مليون برميل يوميًا، وتعتمد بصورة كبيرة على التصدير إلى الولايات المتحدة، التي تنظر إلى بوغوتا بوصفها أهم حليف إستراتيجي في أميركا الجنوبية ومنطقة الكاريبي.

وتُعَد الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط في العالم منذ سنوات طويلة، وبلغ حجم استهلاكها للنفط في عام 2022، قرابة 20.43 مليون برميل يوميًا، وفقًا لتقديرات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك".

وتتجه الولايات المتحدة بقوة إلى مسار الطاقة المتجددة وخفض انبعاثات الكربون، خاصة بعد إصدار قانون خفض التضخم، الذي تضمّن أكبر حزمة حوافز وإغراءات ضريبية في تاريخ البلاد بما يتجاوز 370 مليار دولار حتى 2030.

ويرجّح خبراء في وود ماكنزي انخفاض الطلب على النفط في قطاع النقل الأميركي إلى أقل من مليون برميل يوميًا بحلول 2050؛ ما قد يعرّض صادرات كولومبيا من السوائل النفطية لخطر مستقبلي كبير، وفقًا للمحلل دافيد براون.

صادرات النفط تستحوذ على 34%

من شأن انخفاض الطلب على النفط في الولايات المتحدة أن يهز اقتصاد البلد اللاتيني الذي يبلغ عدد سكانه قرابة 52 مليون نسمة.

وبلغت عائدات كولومبيا من النفط الخام قرابة 18 مليار دولار في عام 2022، لتمثل 34% من إجمالي عائدات الصادرات المشروعة، وفقًا لموقع أويل برايس المتخصص (oil price).

وتتزايد الرهانات على مشروعات الطاقة المتجددة في كولومبيا لإنقاذها من معضلة الدول النفطية التي ستظل معتمدة على الوقود الأحفوري بحلول عام الحياد الكربوني المرتقب في أغلب الاقتصادات المتقدمة (2050).

وتتمتع الطاقة المتجددة في كولومبيا بإمكانات تؤهلها لأداء دور قيادي في تحول أميركا الجنوبية ومنطقة الكاريبي إلى المصادر النظيفة وتحقيق خطط خفض الانبعاثات.

تصدير المعادن النادرة مفتاح مهم

مشروعات الطاقة المتجددة في كولومبيا
مشروعات الطاقة المتجددة في كولومبيا - الصورة من bnamericas

توصي وود ماكنزي بتركيز كولومبيا على تنويع صادرات المعادن الأرضية النادرة مثل النيكل، الذي تنتجه -حاليًا- بكميات صغيرة.

كما يمكن تطوير إنتاجها من النيكل والحديد إلى كبريتات النيكل المستعملة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية؛ ما يضمن لها وجودًا كبيرًا في أسواق السيارات الكهربائية الصاعدة محل نظيرتها التقليدية عالميًا.

كما يمكن تعزيز مشروعات الطاقة المتجددة في كولومبيا عبر الاستفادة من اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع الولايات المتحدة؛ حيث تُعَد واحدة من 20 دولة موقّعة على هذه الاتفاقية مع أميركا.

وتتيح هذه الاتفاقية فرصًا هائلة لدى الشركات الكولومبية في الاستفادة من مزايا قانون خفض التضخم، التي تتنافس عليها في الوقت الحالي كبريات الشركات الصناعية الأميركية والأوروبية.

احتياطيات غير مستغلة من النحاس

تمتلك كولومبيا -أيضًا- احتياطيات كبيرة غير مستغلة من النحاس، وهو معدن آخر من المعادن المهمة المطلوبة بشدة في صناعة تقنيات الطاقة المتجددة حول العالم، ولا سيما في قطاع البطاريات الكهربائية وألواح الطاقة الشمسية وتوربينات الرياح.

وتحتاج كولومبيا إلى تعزيز فرص استكشاف النحاس من خلال إقليمها الجغرافي الشاسع الممتد عبر 1.1 مليون كيلومتر مربع شمال غرب قارة أميركا الجنوبية، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

كما يمكنها إعطاء الضوء الأخضر لخطط الهيدروجين منخفض الكربون مع التوسع في مشروعات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المرشحة للاستفادة من ظروف المناخ الملائمة في البلد الكاريبي.

وترى وود ماكنزي أن وفرة الكهرباء المولدة من الطاقة المتجددة في كولومبيا قد تساعد على خفض تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر بحلول 2030.

فرصة عالمية لمنافسة تشيلي

الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو
الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو - الصورة من رويترز

إذا استطاعت كولومبيا تعزيز وجودها في إنتاج الهيدروجين الأخضر؛ فيمكنها تلبية جانب من الطلب المحلي على الوقود الأخضر، فضلًا عن الاستفادة من مزايا التصدير لأسواق أوروبا وآسيا المتسارعة في خطط إزالة الكربون.

وقطعت تشيلي الدولة اللاتينية المجاورة لكولومبيا شوطًا في مبادرات إنتاج الهيدروجين؛ ما يرجح زيادة المنافسة العالمية بينهما في التصدير إلى أوروبا.

ويمكن لكولومبيا أن توسع مكانتها في السوق العالمية لتعويضات الكربون المرشحة لبلوغ 5 مليارات طن في سيناريوهات الحياد الكربوني لعام 2050.

الاستثمار في تعويضات الكربون

تتمتع كولومبيا بإمكانات طبيعية قوية تؤهلها لزيادة الاستثمارات في تعويضات الكربون، ولا سيما في قطاع الغابات واستعمال الأراضي.

أما بالنسبة لشركة النفط الكولومبية العملاقة "إيكوبترول"؛ فيمكنها الاستفادة من اتفاقية ائتمان الكربون الموقّعة بين حكومة غايانا وشركة هيس كورب الأميركية؛ لامتلاكها ملف انبعاثات مماثلًا للشركة الأميركية.

ويشار إلى صفقة هيس كورب بوصفها حالة نموذجية فريدة ومعيارًا ذهبيًا في الصناعة، بالنظر إلى هيكلها وحجمها المحتمل وآثارها الإيجابية المتوقعة بالنسبة لانبعاثات الشركة الأميركية الإجمالية.

ويراهن المحلل في وود ماكنزي دافيد براون، على تعزيز الطاقة المتجددة في كولومبيا -أيضًا- عبر مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله، التي لا تلقى اهتمامًا كبيرًا في البلد اللاتيني حاليًا.

ولم تعلن كولومبيا أي مشروع متصل باحتجاز الكربون وتخزينه حتى الآن، على الرغم من التزامها الوطني بخفض الانبعاثات والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول 2050، وفقًا لما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق