التغير المناخيالنشرة الاسبوعيةتقارير التغير المناخيسلايدر الرئيسية

خبراء لـ"الطاقة": مطالب إقالة رئيس قمة المناخ كوب 28 دليل على جهل مشرعي الغرب

مي مجدي

اقرأ في هذا المقال

  • مشرّعون في أوروبا وأميركا يدعون لإقالة رئيس قمة المناخ كوب 28
  • مطالب بتبنّي قواعد تحدّ من تأثير صناعة الوقود الأحفوري على عمليات صنع القرار
  • قادة أوروبيون وأميركيون يدافعون عن قرار تعيين سلطان الجابر
  • سلطان الجابر الأقدر على التعامل مع قضايا المناخ عمليًا وعلميًا
  • المطالب الأخيرة تُظهر جهل السياسيين الأوروبيين والأميركيين
  • العالم بحاجة للنفط والغاز لعقود.. وواقعية الجابر في صالحه

يواجه الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28، سلطان الجابر، حملة شرسة من بعض مشرّعي الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مطالبين بإقالته من منصب رئيس قمة المناخ المقبلة.

فقد دعا أكثر من 100 عضو في الكونغرس الأميركي والبرلمان الأوروبي، يوم الثلاثاء 23 مايو/أيار (2023)، إلى إقالة الجابر من منصب الرئيس المعين لقمّة المناخ المقبلة، معللين بأن تعيين الرئيس التنفيذي لعملاقة الطاقة الإماراتية "أدنوك" ووزير الصناعة والتكنولوجيا، يهدد نزاهة المفاوضات، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

كما طالب المشرّعون باتخاذ المزيد من الإجراءات للحدّ من نفوذ شركات الوقود الأحفوري خلال محادثات قمة المناخ 28 التي ستستضيفها دولة الإمارات نهاية العام الجاري.

وكان قرار تعيين سلطان الجابر رئيسًا لقمّة المناخ 28 في يناير/كانون الثاني (2023)، مثيرًا للجدل منذ البداية.

فخلال شهر يناير/كانون الثاني، دعا أكثر من 20 مشرعًا أميركيًا مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون المناخ جون كيري إلى ممارسة ضغوط دبلوماسية على الإمارات لاستبعاد الجابر من المنصب.

وفي فبراير/شباط، طالب مشرّعون أوروبيون بحزب الخضر باستبعاد الجابر في رسالة موجهة إلى الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن المناخ، سيمون ستيل.

انتقادات تعيين سلطان الجابر

عيّنت الإمارات، بصفتها الدولة المضيفة لمؤتمر كوب 28، سلطان الجابر في وقت سابق من عام 2023، لقيادة قمة المناخ التي ستُعقد في دبي بدءًا من نهاية شهر نوفمبر/تشرين الثاني.

وفي رسالة موجهة إلى مسؤولي الأمم المتحدة والقادة الأميركيين والأوروبيين، من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، دعا المشرّعون الإمارات إلى إزاحة الجابر من منصبه، كونه مسؤولًا تنفيذيًا لإحدى كبريات شركات النفط، ما يهدد بتقويض المفاوضات.

وأعرب المشرّعون عن قلق عميق من أن شركات الوقود الأحفوري قد تمارس "نفوذًا لا داعي له" على محادثات قمة المناخ كوب 28.

وانتقد المشرّعون خطط أدنوك لتعزيز إنتاجها النفطي، وإضافة 7.6 مليار برميل من النفط إلى إنتاجها في السنوات المقبلة، ويمثّل ذلك خامس أكبر زيادة في العالم.

صورة تجمع رئيس كوب 28 سلطان الجابر والمبعوث الأميركي للمناخ جون كيري
صورة تجمع رئيس كوب 28 سلطان الجابر والمبعوث الأميركي للمناخ جون كيري- الصورة من الغارديان

ويؤكد المشرّعون ضرورة الحدّ من تأثير الشركات في المحادثات المتعلقة بالمناخ، ويقترحون تبنّي خطوات ملموسة نحو تطبيق قواعد جديدة خلال محادثات الشهر المقبل في بون.

وجاء في الرسالة: "من الضروري حماية سياسة المناخ من خلال تبنّي قواعد محددة تحدّ من تأثير صناعة الوقود الأحفوري وجماعات الضغط في عمليات صنع القرار بالأمم المتحدة".

من هم الموقعون؟

وقّع الرسالة نحو 99 عضوًا في البرلمان الأوروبي و34 مشرّعًا أميركيًا، بحسب وكالة بلومبرغ.

ومن بين الموقّعين الأميركيين 20 عضوًا في الكونغرس الأميركي، والسيناتور إليزابيث وارن، وبارني ساندرز، وشيلدون وايتهاوس.

أمّا الموقّعون في أوروبا، من بينهم قادة من حزب الخضر واليسار والاشتراكيين والديمقراطيين.

رأي القادة في أوروبا وأميركا

على النقيض، دافع قادة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة عن تعيين سلطان الجابر رئيسًا لقمة المناخ 28، ويرون أنه مؤهل لقيادة القمة المقبلة.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية لشؤون المناخ فرانس تيمرمانز، إن سلطان الجابر في وضع جيد يؤهله لقيادة قمة المناخ كوب 28.

وخلال اجتماع البرلمان الأوروبي يوم الإثنين 22 مايو/أيار، سلّط تيمرمانز الضوء على ضرورة مشاركة شركات الطاقة في حال توخّي نجاح عملية انتقال الطاقة.

وتابع: "تشويه سمعة الشركات وتجاهلها سيتسبب في عرقلة آليات انتقال الطاقة، وللدكتور سلطان الجابر سجلّ حافل من الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة داخل شركته".

بينما وصف المبعوث الأميركي للمناخ جون كيري قرار تعيينه بأنه خيار ممتاز.

كما دافع المتحدث الرسمي لمكتب رئيس كوب 28 عن سلطان الجابر، مسلّطًا الضوء على تجربته في قطاع الطاقة المتجددة ومشاركته السابقة بمحادثات المناخ.

وقال: "نعتقد أن خبرة سلطان الجابر في العمل بمجال الطاقة، إلى جانب خبرته بوصفه قائدًا عالميًا في الصناعة، يمثّلان أصولًا ستسهم في دفع النهج التحويلي للإمارات نحو كوب 28".

وسبق أن صرّح سلطان الجابر بأنه ليس لديه نيّة للانحراف عن هدف اتفاقية باريس المتمثل في الحدّ من ارتفاع درجات الحرارة عند 1.5 درجة مئوية عن مستويات ما قبل الصناعة، مؤكدًا أنه أولوية قصوى ستهيمن على جميع تحركاته.

هل قلق الغرب في محله؟

من جانبه، يرى مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28، سلطان الجابر، أقدر من الغرب على التعامل مع قضايا المناخ.

وقال -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-: "المطالب الأخيرة دليل على فاعليته وخوفهم منه، وأقلّ ما يقال، إنه أقدر منهم على التعامل مع المسائل المتعلقة بالمناخ عمليًا وعلميًا، خاصة أن بعض الموقّعين لا يعرفون الفرق بين أنبوب النفط وأنبوب الغاز".

مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي
مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي

وأشار إلى أن الإمارات سبقت الكثير من الدول المتقدمة وعددًا كبيرًا من ولايات النواب الموقّعين في قطاع الطاقة المتجددة.

وتابع: "كل الموقّعين من الحزب الديمقراطي بزعامة بارني ساندرز، المشهور بمواقفه الاشتراكية المتطرفة، والغريب أنهم يدركون أنه لا يمكن نجاح سياسات التغير المناخي دون وجود الدول المنتجة وشركات النفط على طاولة المفاوضات، وأن عزلهم يعني فشل المباحثات والجهود في هذا المجال".

وأضاف: "يخاف هؤلاء السياسيون من ظهور حقائق عدّة، أهمها أنه يجب التوزان بين الأمن الطاقي والأمن البيئي، وهذا يعني ضمنًا حاجة العالم للنفط والغاز لعقود طويلة".

المطالب دليل على جهل المشرعين

بدوره، يعتقد الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن أن المطالب الأخيرة بإقالة الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28، سلطان الجابر، تُظهر الافتقار الكامل في المعرفة والمعلومات لدى هؤلاء السياسيين فيما يتعلق بهذه المسألة، وتعجَّب من تسميتهم بالمشرّعين.

وقال -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة-، إنه عند النظر إلى مؤتمرات المناخ السابقة، لم يناقش عمومًا دور القطاعات الرائدة في تحول الطاقة والاستثمار في الرياح البحرية والطاقة الشمسية، أو حتى الوقود منخفض الكربون.

وأضاف: "عدم الاعتراف بالدور المحوري لمنتجي الهيدروكربونات وشركات النفط في تحول الطاقة، والإطار الاقتصادي الحالي في جميع أنحاء العالم، يوضح مدى جهل هؤلاء السياسيين والنشطاء".

وأكد وودرشوفن دور سلطان الجابر، مشيرًا إلى أنه لا يقتصر على دفع انتقال الطاقة إلى الصدارة فحسب، بل يجلب جميع الأطراف المعنية، وخاصة شركات الهيدروكربونات والدول المنتجة لها؛ لأنها تشكّل أكثر الاستثمارات في الوقت الراهن.

كما يمكن لسلطان الجابر استعراض أمثلة بارزة للدول المنتجة للنفط، مثل الإمارات أو المملكة العربية السعودية، في خلق تنويع اقتصادي جديد، وإزالة الكربون من أغلب القطاعات الاقتصادية، بالإضافة إلى بناء مستقبل يعتمد على مصادر الطاقة المتجددة.

ضرورة التحلي بالواقعية

رغم ذلك، يعتقد وودرشوفن أن الانتقادات الموجهة إلى الرئيس المعين لقمّة المناخ كوب 28، سلطان الجابر، كانت متوقعة عند النظر إلى بعض الحقائق الفعلية لهذا الحراك.

وقال: "جميع السياسيين هم إمّا أعضاء في أحزاب هامشية، أو لم يتمكنوا من السيطرة على أي شيء طوال العقود الماضية.. وعند النظر إلى أحزابهم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، فهم ذوو رأي، لكن لا ينالون دعمًا حقيقًا داخل البلدان، لذا، لن يفيد إحداث ضجيج في الضغط أو تنفيذ المطالب".

كما أشار وودرشوفن إلى تزايد التحلي بالواقعية فيما يتعلق بانتقال الطاقة وأهداف مؤتمر الأطراف.

وتابع: "التمتع بالواقعية سيجعلنا قادرين على تطوير نظام وظيفي مُجدٍ اقتصاديًا وإستراتيجية سليمة للوصول إلى أهدافنا.. وقد نحقق ذلك في وقت أطول مما يريده المتعصبون والنشطاء، لكنه يضمن توفير الوظائف والطعام والاستقرار للعالم".

الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن
الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن

وسلّط الضوء على تصريحات سلطان الجابر المتعلقة بضرورة سماع صوت أفريقيا والمناطق الناشئة، ويرى أن إجبارهم أو منعهم من الاستفادة من مواردهم، والتي من بينها النفط والغاز، بمثابة نوع جديد من الاستعمار.

وأوضح وودرشوفن -في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة- أن هذه المحاولات لإبعاد سلطان الجابر لن تُحدِث أيّ تغيير سواء بإزالة الجابر من منصبه أو تغيير إستراتيجيته، إذ سيمثّل قصة نجاح حقيقية لقمّة المناخ كوب 28، ولن يروق ذلك للنشطاء.

وتوقّع أن نشهد المزيد من الحراك والإجراءات لتشويه صورة قمة المناخ كوب 28، لا سيما أن النشطاء والسياسيين لا يحبّذون الخسارة، وموقفهم مبني على إزاحة القديم، دون تقديم حلول جديدة.

وقال، إن واقعية الجابر في صالحه، إذ سيؤدي النفط والغاز دورًا محوريًا خلال العقود المقبلة، وإبعاد هذا القطاع، أو منتجي أوبك، لن يزيح النفط والغاز من هذا العالم، بل سيصل تأثيره إلى الفقراء دون تحقيق طفرة أو تغيير.

وأوضح أن نزاهة مؤتمر الأطراف يشوبها بعض التحديات، إذ كانت استعراضًا للمؤمنين بمناهضة النفط والغاز، دون أن يكون لها أيّ صلة بالواقع.

ومن وجهة نظره، من الضروري أن يصل تأثير مؤتمرات المناخ للجميع، دون الاقتصار على الجناح اليساري في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وقال: "يجب أن نضع في الحسبان أن هؤلاء السياسيين والنشطاء يفتقرون إلى الدعم داخل مجتمعاتهم، لذا فهم بحاجة إلى محاولة الضغط على عدو جديد لمهاجمته".

وتابع: "الغالبية العظمي من المواطنين أو الناخبين في الغرب ترغب في انتقال عادل وبأسعار معقولة، ما يعني تغييرًا بوتيرة بطيئة، لكن يسير بخطّة حثيثة، وليس ثورة للنشطاء في مجال تغير المناخ".

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق