التغير المناخيتقارير التغير المناخيرئيسيةقمة المناخ كوب 28

اتفاق كوب 28.. هل تنجح الصين وأميركا في تجاوز نقاط الخلاف؟ (تقرير)

دينا قدري

تتسارع الجهود في الأيام الأخيرة من قمة المناخ كوب 28 من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الوقود الأحفوري لمواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري.

وقال مبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا، إن فريقه في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ يُجري محادثات مكثفة مع الولايات المتحدة وآخرين، للتوصل إلى صيغة بشأن الوقود الأحفوري يُمكن أن تؤدي إلى اختتام كوب 28 بنجاح.

وصرّح شيه للصحفيين، مساء السبت (9 ديسمبر/كانون الأول 2023)، بأن الحل الوسط قد يكمن في الاتفاق الذي توصل إليه مع نظيره الأميركي جون كيري في منتجع سونيلاندز في كاليفورنيا الشهر الماضي، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ومن شأن ذلك أن يربط الخفض التدريجي للوقود الأحفوري بتسريع نشر مصادر الطاقة المتجددة، لكن المشكلة بالنسبة للعديد من الدبلوماسيين في دبي ستكون بيان سونيلاندز الذي يركّز على النفط والغاز المستعمل في توليد الكهرباء، وليس من خلال الاقتصاد الأوسع.

قليلون يتوقعون التوصل إلى اتفاق بشأن التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ولكن هناك بعض التفاؤل بشأن إمكان التوصل إلى تسوية حول الخفض التدريجي.

أبرز نقاط الخلاف

غالبًا ما يُنظر إلى الديناميكية بين الولايات المتحدة والصين على أنها مفتاح النجاح أو الفشل في المحادثات السنوية لقمّة المناخ التي ترعاها الأمم المتحدة، وقد عمل شيه وكيري بشكل وثيق أكثر من أيّ وقت مضى خلال العام الجاري (2023).

وأصبح تضمين الخفض التدريجي للوقود الأحفوري القضية المركزية في دبي مع دخول المحادثات أيامها الأخيرة، إذ ستُختتم فعاليات كوب 28 في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

حتى الآن، لا يتضمن اتفاق الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ سوى صيغة بشأن استعمال الفحم؛ وهناك تحالف يضم أكثر من 100 دولة لصالح توسيع نطاقه، لكن المملكة العربية السعودية والدول الأخرى المنتجة للنفط تعارض ذلك.

وقال شيه -خلال المؤتمر الصحفي-: "نأمل أن نجد اتجاهًا مستقبليًا واضحًا وصحيحًا بمشاعر جيدة وأكبر قدر من الشمول، حتى يتمكن الجميع من قبول النتائج والرضا عنها".

وفيما يتعلق بالوقود الأحفوري، قال: "إذا لم نحلّ هذه المشكلة، فلا أرى فرصة كبيرة أن تحقق كوب 28 لتغير المناخ نجاحًا"، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرغ.

مبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا مع نظيره الأميركي جون كيري
مبعوث المناخ الصيني شيه تشن هوا مع نظيره الأميركي جون كيري - الصورة من وكالة بلومبرغ

وردًا على سؤال عمّا إذا كانت الصين تدعم التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، أجاب بأن كلًا من الصين والولايات المتحدة رأى الاتفاق بوصفه حلًا لتسوية النزاعات في دبي، عندما كانتا تقومان بصياغتها.

وكانت الصين، أكبر مُصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، حذرة بشأن الصياغة الخاصة بالقضاء على استعمال الطاقة الأحفورية.

ومنذ الاتفاق على الخفض التدريجي لاستعمال الفحم في كوب 26 في غلاسكو، واصلت الصين توسيع محطة الكهرباء التي تعمل بالفحم لتأمين الإمدادات الكافية، على الرغم من التوسع السريع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

ملامح اتفاق كوب 28

عرضت مسودة النص الأخيرة -التي صدرت مساء الجمعة (8 ديسمبر/كانون الأول 2023)- 4 خيارات، الأضعف هو إسقاط أيّ إشارة إلى الطاقة القذرة تمامًا، في حين يدعو الخيار الأقوى إلى "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري بما يتماشى مع أفضل العلوم المتاحة".

ومن المتوقع أن تتضمن إحدى الإضافات الرئيسة لنص كوب 28 تعهدًا بزيادة نشر الطاقة المتجددة 3 مرات بحلول نهاية العقد.

وبعيدًا عن الوقود الأحفوري، فإن إحدى القضايا الرئيسة في كوب 28 هي التقدم المحرَز في الاتفاق على أهداف التكيف مع عالم أكثر دفئًا.

وأُعِدَّت المسودة الأولى لهذا الجزء من النص، تحتوي على قائمة طويلة من الأهداف الطوعية التي يتعين تحقيقها بحلول عام 2030.

ويشمل ذلك توفير الوصول الشامل إلى المياه الآمنة وبأسعار معقولة، وتحقيق الغذاء والزراعة القادرة على الصمود في وجه تغير المناخ، وخفض آثار المناخ على البنية التحتية إلى النصف.

وتكلف المسودة بإعداد سلسلة من التقارير بحلول عام 2025، وتطلب أن تحتوي القائمة الطويلة من الأهداف على نقاط محددة على أساس عامين من العمل الذي سيختتم في البرازيل في كوب 30.

قمة المناخ كوب 28

أين ستُعقد كوب 29؟

تستعد أذربيجان لاستضافة قمة المناخ كوب 29 العام المقبل (2024)، بعد حصولها على دعم دول أوروبا الشرقية الأخرى يوم السبت (9 ديسمبر/كانون الأول 2023)، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وعلى الرغم من أن هذا القرار أنهى شهورًا من الجمود الجيوسياسي بشأن مكان انعقاد القمة المقبلة، فإنه لفت الانتباه سريعًا إلى إنتاج النفط في أذربيجان.

ومع انتقال الرئاسة الدورية للقمة إلى أوروبا الشرقية العام المقبل (2024)، اتفقت دول المنطقة خلال قمة كوب 28 الجارية في دبي على دعم طلب باكو، حسبما قال الرؤساء المشاركون لمجموعة الدول في رسالة إلى هيئة تغير المناخ التابعة للأمم المتحدة.

وقال وزير البيئة الأذربيجاني مختار باباييف -في خطاب ألقاه من المنصة الرئيسة في كوب 28-: "نحن ممتنّون للغاية لجميع الدول، ولا سيما مجموعة أوروبا الشرقية والإمارات المضيفة لكوب 28 لدعمهما"، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

ويحتاج العرض المقدّم من أذربيجان -وهي ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي- إلى موافقة ما يقرب من 200 دولة حاضرة في محادثات كوب 28، وقال مندوبون، إنهم يتوقعون أن يكون التصويت إجراءً شكليًا.

وعندما أُعلِن عرض أذربيجان لأول مرة يوم الخميس (7 ديسمبر/كانون الأول 2023)، أعرب بعضهم عن مخاوفهم بشأن عقد محادثات المناخ العالمية في دولة أخرى منتجة للنفط؛ إذ تُعدّ أذربيجان منتجة للنفط والغاز ودولة عضوة في تحالف أوبك+.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأذربيجانية أيخان حاج زاده، إنه يتفهم هذه المخاوف، مشيرًا إلى خطط بلاده لتنويع مصادر الطاقة لتشمل المزيد من طاقة الرياح والطاقة الشمسية.

يُذكر أن المفوضية الأوروبية وقّعت العام الماضي (2022) مذكرة تفاهم مع أذربيجان لمضاعفة وارداتها من الغاز الأذربيجاني، في إطار إستراتيجيتها لتنويع اقتصادها بعيدًا عن روسيا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق