رئيسيةالتغير المناخيتقارير التغير المناخيتقارير النفطنفط

هل تنتهي كوب 28 دون اتفاق للتخلص من الوقود الأحفوري؟ (تقرير)

أحمد أيوب

تشهد قمة المناخ كوب 28 اختلافًا في الرؤى العالمية حول العديد من القضايا؛ فلم يقتصر المؤتمر الدولي على مناقشة قضايا المناخ فقط، بل تعداها ليشمل القضايا السياسية والحرب الجيوسياسية التي يعانيها العالم أجمع منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وصولًا إلى الحرب على غزة.

وتُعقد القمة -سنويًا- برعاية أممية بهدف دعم الجهود العالمية للحد من الانبعاثات، عبر سياسات مختلفة؛ منها التحول للطاقة النظيفة والتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري، ولكن نسخة هذا العام تشهد استهدافًا -من دول بعينها- لاستبدال فكرة التخلص من الوقود الأحفوري بتعزيز سياسات خفض الانبعاثات، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وقال مراقبون إن السعودية وروسيا كانتا من بين عدة دول أصرّت على أن تُركَز قمة المناخ كوب 28 المنعقدة حاليًا في دبي على الحد من ظاهرة تلوث المناخ، وليس استهداف الوقود الأحفوري، وفقًا لما نشرته وكالة رويترز، في 9 ديسمبر/كانون الأول 2023.

توافق سعودي روسي

قال الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص، في بيان قرأه مسؤول على وفود القمة: "نحتاج إلى مُقاربات واقعية لمعالجة الانبعاثات الكربونية؛ ما يُتيح تحقيق النمو الاقتصادي والمساعدة في القضاء على الفقر وزيادة قدرة الاقتصادات على الصمود في آن واحد".

ومؤخرًا، بعثت منظمة الدول المُصدِّرة للنفط -من خلال أمينها العام- برسالة تحث أعضاءها وحلفاءها على رفض محاولات إدراج صيغة حول التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في اتفاق قمة المناخ كوب 28، محذرة من أن "الضغط غير المُبرر وغير الملائم ضد الوقود الأحفوري قد يصل إلى نقطة تحول جذرية".

صورة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي، محمد بن سلمان
صورة تجمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان - الصورة من رويترز

وقال عضو فريق مؤسسة إي 3 جي البحثية ألدن ماير، إن هذه هي المرة الأولى التي تتدخل فيها أوبك في محادثات المناخ الأممية بمثل هذه الرسالة، مضيفًا أن هذا يثير بعض الخوف.

والمملكة العربية السعودية هي أكبر مُنتج للنفط لدى أوبك، أمّا روسيا فهي عضوة في تحالف أوبك+.

ويُعوِّل البلَدان على التركيز على خفض الانبعاثات من خلال الاعتماد على تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه بدلًا من التخلص من الوقود الأحفوري.

وتجنب المدير العام لقمة المناخ كوب 28 ماجد السويدي، استعمال مصطلح "الوقود الأحفوري"، لكنه قال إن الإمارات، بصفتها رئيسة القمة، تريد التوصل إلى توافق لوضع العالم على المسار الصحيح للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية.

موقف مضاد

على الجانب الآخر، طالبت ما لا يقل عن 80 دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأكثر عُرضة لتأثيرات التغيرات المناخية، بأن يتضمن اتفاق قمة المناخ كوب 28 بوضوح إنهاء استعمال الوقود الأحفوري في نهاية المطاف.

وفي هذا الصدد، انتقد مفوض الاتحاد الأوروبي للمناخ ووبكي هوكسترا، الرسالة الصادرة عن أمين عام منظمة أوبك، ووصفها بأنها لا تتلاءم مع الجهود الدولية لمكافحة آثار تغير المناخ.

وأضاف: "من وجهة نظر الكثيرين، بما في ذلك أنا، أعتبر ذلك أمرًا خارجًا عن المألوف، وغير مفيد، ولا ينسجم مع موقف العالم فيما يتعلق بالوضع المأساوي للغاية لمناخنا".

وقفة احتجاجية مناهضة لسياسات التعامل مع التغيرات المناخية
وقفة احتجاجية مناهضة لسياسات التعامل مع التغيرات المناخية - الصورة من موقع الأمم المتحدة

ولم تؤيد دول أخرى؛ بما في ذلك الهند والصين، صراحةً التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري في كوب 28، لكنها دعمت الدعوات إلى استهداف تعزيز الطاقة المتجددة.

ووصف كبير مبعوثي المناخ الصيني شيه تشن هوي، قمة المناخ هذا العام بأنها "الأصعب في حياته المهنية"، مشيرًا إلى أن وصف القمة بالناجحة مرهون بحدوث توافق دولي بشأن مستقبل الوقود الأحفوري.

وقالت مبعوثة جزر مارشال للمناخ تينا ستيج، في بيان: "لا شيء يعرض رخاء ومستقبل جميع الأمم على وجه الأرض، بما في ذلك جميع مواطني دول أوبك، لخطر أكبر من الوقود الأحفوري".

السياسة حاضرة أيضًا

لم تخلُ قمة المناخ كوب 28 من أحاديث السياسة، وسط هذا الحضور الواسع من زعماء وقادة الدول من أهل الحل والعقد.

فروسيا تستغل الموقف السياسي والعقوبات الغربية ضدها وترغب في الاستفادة من جزء من احتياطيات الذهب التي جمّدها الغرب -ردًا على غزو موسكو لأوكرانيا- وإدراج هذا الجزء بوصفه تمويلًا روسيًا في صندوق الأضرار والخسائر الذي بدأ تفعيله مع انطلاق قمة كوب 28، بحسب ما جاء في كلمة لممثل روسيا خلال القمة.

وفي غضون ذلك، اشتكت الصين مما قالت إنه حديث غير مقبول عن مشاركة تايوان في محادثات قمة المناخ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وندد ممثل فلسطين بالحرب الإسرائيلية على غزة، قائلًا إن الصراع جعل من الصعب التركيز على جهود تغير المناخ.

تجدر الإشارة إلى أن النسخة الأخيرة من النص التفاوضي لقمة كوب 28، التي صدرت يوم السبت 9 ديسمبر/كانون الأول 2023، تُظهِر أن الدول لا تزال تدرس مجموعة من الخيارات من بينها "التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري باستعمال التقنيات العلمية".

كما تدرس الدول -وفق النسخة الأخيرة- أو التخلص التدريجي من الوقود الأحفوري الذي لا توجد تقنيات لإزالة الانبعاثات منه، أو عدم الإشارة إلى الوقود الأحفوري على الإطلاق.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق