التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيتقارير الطاقة المتجددةرئيسيةطاقة متجددةقمة المناخ كوب 28

مشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا تحظى باستثمار 2.6 مليار دولار (تقرير)

نوار صبح

اقرأ في هذا المقال

  • • العالم بدأ ينظر إلى أفريقيا بوصفها فرصة وليس بصفتها قارّة إشكالية
  • • خطاب روتو يركز على المزايا العديدة غير المستغلة التي تتمتع بها القارة
  • • أفقر قارات العالم هي الأكثر تأثرًا بالظروف القاسية نتيجة لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض
  • • قادة أفارقة تعهدوا بتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري لمساعدة اقتصاداتهم المتعثرة

أعلن الرئيس الكيني ويليام روتو، يوم السبت 3 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عن إطلاق مبادرة لمشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا، كان أحد أطرافها، بقيمة 2.6 مليار دولار، خلال 3 أشهر فقط.

جاء ذلك أمام عشرات من رؤساء الدول والمسؤولين التنفيذيين المشاركين في قمة المناخ كوب 28، الذين اطلعوا على تفاصيل مبادرة الاستثمار الأفريقية، وفق ما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

ويرى الرئيس الكيني أن تدفق الأموال النقدية لمشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في 8 بلدان، يُعدّ دليلًا قاطعًا على أن بقية العالم، والأهم من ذلك المستثمرون، لم يعودوا ينظرون إلى القارة السمراء بصفتها منطقة أمراض وفقر وصراعات.

وفي مقابلة على هامش قمة المناخ كوب 28، قال روتو: "لقد اقتنعتُ أخيرًا أن أفريقيا لديها توجه مختلف، وأن العالم بدأ ينظر إلى أفريقيا بوصفها فرصة، وليس بصفتها قارة إشكالية"، وفق ما أخبر به تلفزيون بلومبرغ (bloomberg).

المزايا العديدة غير المستغلة

يركّز خطاب الرئيس الكيني، ويليام روتو، أمام المجتمع العالمي على المزايا العديدة غير المستغلة التي تتمتع بها مصادر الطاقة النظيفة في أفريقيا، مثل وفرة الأراضي، والشمس، والرياح، والمياه، و60% من إمكانات الطاقة المتجددة على الكوكب، والموارد المعدنية أساسية لدعم تحول الطاقة العالمي.

تجدر الإشارة إلى أن أفقر قارات العالم هي الأكثر تأثرًا بالظروف القاسية الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض، على الرغم من أنها أسهمت بأقل قدر في تغير المناخ.

الرئيس الكيني ويليام روتو مخاطبًا قمة المناخ كوب 28
الرئيس الكيني ويليام روتو مخاطبًا قمة المناخ كوب 28 - الصورة من بلومبرغ

وفي مؤتمر صحفي عُقد في دبي الأسبوع الماضي، قال رئيس قمة المناخ كوب 28، الدكتور سلطان الجابر: "إن ما تمكّن الرئيس روتو من القيام به خلال السنوات القليلة الماضية فيما يتعلق بالعمل المناخي كان غير مسبوق".

في المقابل، تعهّد العديد من القادة الأفارقة، بمن في ذلك رئيس نيجيريا بولا تينوبو، ورئيس موزمبيق فيليبي نيوسي، بتعزيز إنتاج الوقود الأحفوري لمساعدة اقتصاداتهم المتعثرة.

وكان روتو استثناءً نادرًا، إذ حثّ زملاءه من الزعماء الأفارقة، بعد شهر واحد فقط من توليه منصبه في سبتمبر/أيلول 2022، على تبني الطاقة النظيفة في أفريقيا بوجه عام، وفي بلاده بوجه خاص.

وتُعدّ شبكة الكهرباء في كينيا، حاليًا، متجددة بنسبة 92%، على الرغم من أن روتو، الحاصل على درجة الدكتوراه في علم البيئة النباتية، تعهد بدفعها إلى 100% بحلول عام 2030.

وانصبّ اهتمام الرئيس روتور منذ البداية على فرص الاستثمار بدلًا من التعويضات أو المساعدات، وهو الموقف الذي أكسبه تأييد المستشار الألماني أولاف شولتس، وشركات الطاقة المتجددة العملاقة، على سبيل المثال شركة "مصدر" في الإمارات العربية المتحدة، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وقال روتو، خلال المقابلة التلفزيونية: "في أفريقيا، لا نريد الانخراط في صراعات بين الشمال والجنوب، والشرق ضد الغرب"، مشيرًا إلى أن المواجهة بين "البلدان النامية والبلدان المتقدمة لن تساعدنا".

دور الرئيس الكيني

برز دور الرئيس الكيني، ويليام روتو، على مسرح المناخ الدولي، في وقت سابق من هذا العام، عندما استضاف قمة المناخ الأفريقية الأولى، إذ وقّع 17 رئيس دولة أفريقية على إعلان نيروبي.

وكانت هذه هي المرة الأولى التي تحدد فيها مجموعة من القادة الأفارقة موقفًا مشتركًا بشأن المناخ، وبشأن الاستثمار في مشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا.

وحدد القادة هدفًا لتعزيز قدرة الطاقة النظيفة في أفريقيا من المصادر المتجددة إلى 300 غيغاواط بحلول عام 2030 من 56 غيغاواط في عام 2022، ووضعوا خططًا لإصلاح أسواق الكربون لتأمين المزيد من الإيرادات محليًا، ودعوا إلى تخفيف عبء الديون على نطاق واسع، بما في ذلك وقت سماح مدته 10 سنوات على مدفوعات الفائدة.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة السلام الأخضر في أفريقيا، أولي كيتا: "إن الرئيس روتو يحاول أن يضع نفسه في موقع الشخص الذي يدعم الأجندات الكبيرة"، مشيرًا إلى "أنه يبني الزخم، لكنه الآن بحاجة إلى التحرك".

متطلبات التعافي من الكوارث المناخية

في العام الماضي، اعتُبرت الموافقة بالإجماع من جانب ما يقرب من 200 دولة على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار لمساعدة البلدان الفقيرة على التعافي من الكوارث المناخية بمثابة انتصار تاريخي استغرقت صناعته 3 عقود.

ويُنظر إلى الاتفاق، الذي تم التوصل إليه هذا العام بشأن قوانين الصندوق في بداية قمة المناخ كوب 28، والتعهدات الأولى من جانب الدول الغنية، على أنها خطوات إلى الأمام باتجاه دعم الطاقة النظيفة في أفريقيا.

الطاقة النظيفة في أفريقيا
محطة جيتوغو للطاقة الشمسية في قرية ميهوتي بكينيا - الصورة من وكالة الصحافة الفرنسية

 

وتم إعلان تمويل بقيمة 650 مليون دولار فقط، وفقًا لمركز الأبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.

وتحتاج أفريقيا وحدها إلى تمويل إضافي قدره 579 مليار دولار هذا العقد للتكيف مع ارتفاع حرارة الكوكب، وفقًا للمركز العالمي للتكيف.

على صعيد آخر، يمثّل جمع الأموال الخاصة لمشروعات الطاقة النظيفة في أفريقيا تحديًا كبيرًا، حسبما نشرته وكالة بلومبرغ (bloomberg).

واجتذبت القارة 2% فقط من أصل 3 تريليونات دولار تم استثمارها في الطاقة النظيفة في أفريقيا عام 2023، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

وقد دفعت هذه الصعوبات، إلى جانب تعطش أوروبا لمصادر جديدة للغاز في أعقاب أزمة الطاقة العالمية التي أثارها الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022، ببعض الحكومات الأفريقية إلى تفضيل مشروعات الوقود الأحفوري.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق