التقاريرتقارير السياراترئيسيةسيارات

إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.. الصين الأولى في توفير احتياجاتها بعد 2045

أحمد أيوب

تبرز إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية بوصفها عملية مهمة للغاية تعتمد على إعادة استعمال المعادن الأساسية النادرة المُكونة للبطاريات منتهية الصلاحية في عمليات تصنيع مستقبلية بما يحقق مفهوم الاقتصاد الدائري.

ودفع هذا عددًا من الدول الكبرى حول العالم لتبني هذا المفهوم؛ فهي من ناحية تستفيد من المعادن النادرة الموجودة في هذه البطاريات عديمة الجدوى -إلا من مكوناتها- كما أنها خطوة نحو خفض الانبعاثات الكربونية، ما يقلّص آثار التغيرات المناخية، ويُسهم في تحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي، بحسب ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي هذا السياق، توصّل فريق بحثي إلى أن الصين ستصل أولًا إلى تلبية احتياجاتها من الطلب على معادن الليثيوم والنيكل والكوبالت عبر إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية وذلك قبل الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا، وفقًا لما نشره موقع "يوريك أليرت" EurekAlert، في 8 ديسمبر/كانون الأول (2023).

الصين في المقدمة

ترأّس البروفيسور ستيفان فون دلفت من جامعة مونستر الألمانية فريقًا من الباحثين في مجالات العلوم وصناعة السيارات والبطاريات؛ لدراسة التوقيت الذي ستصل عنده أميركا وأوروبا والصين إلى مرحلة الاقتصاد الدائري ونقطة التوازن بين العرض والطلب فيما يتعلق بمعادن الليثيوم والكوبالت والنيكل.

وتوصّل الباحثون إلى استنتاج مهم مفاده أن الصين ستحقق هذا التوازن أولًا، تليها أوروبا ثم الولايات المتحدة، عبر إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية.

وأظهرت النتائج أنه من المتوقع أن تكون الصين قادرة على استعمال عملية إعادة التدوير لتلبية طلبها على الليثيوم الأولي اللازم لتصنيع السيارات الكهربائية -الذي تحصل عليه في الأساس من خلال التعدين- بدءًا من عام 2059 فصاعدًا؛ بينما في أوروبا والولايات المتحدة لن يحدث هذا إلا بعد عام 2070.

عملية إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية
عملية إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية - الصورة من رويترز

وفيما يتعلق بمعدن الكوبالت، من المتوقع أن تضمن عملية إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية قدرة الصين على تلبية احتياجاتها من المعدن بعد عام 2045، فيما سيتحقق هذا في أوروبا بدءًا من عام 2052، أما في الولايات المتحدة فلن يحدث هذا حتى عام 2056.

ووجد الفريق البحثي احتمالية تمكُّن الصين من تلبية الطلب لديها على معدن النيكل من خلال إعادة التدوير لبطاريات السيارات الكهربائية بحلول عام 2046، تليها أوروبا في عام 2058 ثم الولايات المتحدة الأميركية بدءًا من عام 2064.

أبحاث سابقة

ليست هذه هي المرة الأولي التي يُجرى فيها بحث للتوصل إلى توقيت تحقيق نقطة التوازن بين العرض والطلب فيما يتعلق بالمعادن المنتجة من إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية؛ فلقد نظرت أبحاث سابقة في هذا الأمر.

واللافت أن هذه الأبحاث السابقة لم تتوصل إلى توقيت دقيق حول متى سيتحقق مفهوم الاقتصاد الدائري مع تساوي العرض والطلب في المعادن الثلاثة محل البحث.

واستند الفريق البحثي من جامعة مونستر الألمانية إلى أن المعطيات الحالية تشير إلى تسارع معدلات إنتاج السيارات الكهربائية وكذا البطاريات المُشغلة لهذه السيارات، وبعد وقت معين ستكون هذه البطاريات كثيفة العدد منتهية الصلاحية؛ ومن ثَم يمكن إعادة تدويرها والاستفادة من المعادن المُكونة لها.

وتعتمد طريقة إعادة تدوير بطاريات السيارات الكهربائية ما يُسمى "علم التعدين المائي"، الذي يقوم -عادةً- على إذابة جميع المعادن الموجودة في خلية بطارية السيارة الكهربائية في حمض غير عضوي، وفقًا لما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

ثم تُزال "الشوائب" مثل الألومنيوم والنحاس، وأخيرًا يُصبح من الممكن استرداد المعادن الثمينة بصورة منفصلة مثل الكوبالت والنيكل والمنغنيز والليثيوم.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق