مصادر: نتائج التنقيب عن الغاز في لبنان مخيبة للآمال.. وتطورات جديدة
ياسر نصر - أحمد بدر
يتوقف مستقبل التنقيب عن الغاز في لبنان على التقرير الذي تعده شركة توتال إنرجي (TotalEnergies) حاليًا، بعد انتهاء عمليات الحفر في المربع 9 النفطي بالقرب من حدود إسرائيل.
وانتهت منصة الحفر "ترانس أوشن" في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي (2023) من عمليات الحفر داخل حقل قانا، دون التوصل إلى اكتشاف مواد هيدروكربونية داخل البئر الواقعة في المربع 9.
أكدت مصادر في وزارة الطاقة اللبنانية، في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن كل نتائج التنقيب عن الغاز في لبنان ضمن المربع 9 البحري -حتى الآن- أثبتت عدم وجود أي اكتشافات ذات جدوى تجارية، وأن هناك احتمالية كبيرة لعدم حفر أي آبار أخرى فيه.
مستقبل التنقيب عن الغاز في لبنان
قالت المصادر، إن تحالف شركتي توتال إنرجي وقطر للطاقة وإيني لم يحسم موقفه حتى الآن من التنقيب عن الغاز في لبنان، والحفر في المربعين 8 و10، لكن هناك احتمالية كبيرة بالمباشرة في الحفر، "ولا نعلم متى ذلك".
وكان رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، قد اجتمع على هامش مشاركته في قمة المناخ كوب 28، المنعقدة في الإمارات، مع الرئيس التنفيذي لشركة "توتال إنرجي" باتريك بويانيه.
وناقش الاجتماع التقرير الفني الذي تعده "توتال إنرجي" بشأن أعمال الحفر والتنقيب عن الغاز في لبنان داخل المياه الإقليمية، وإمكان استئناف أعمال الحفر في موقع ثانٍ بالمربع 9.
وأشار الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي إلى أن هذا الأمر رهن النتائج التي سيكشف عنها التقرير الذي يجري إعداده حاليًا، وفق التصريحات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتناول اللقاء كذلك إمكان مباشرة الحفر في المربعين رقم 8 و10، والعرضين اللذين تقدمت بهما توتال إنرجي، إذ طلب رئيس الحكومة اللبنانية من الشركة الفرنسية الإسراع في تقديم التقرير من أجل بحث الخطوات القادمة في ضوء النتائج التي سيتضمنها.
وكان تحالف الشركات العاملة في المربع 9 -وهي شركات توتال إنرجي الفرنسية وإيني الإيطالية وقطر للطاقة- قد تقدّم للحصول على حق العمل في المربعين 8 و10 الملاصقين للحقل رقم 9 في البحر اللبناني، ما يفتح باب أمل جديدًا لإنعاش قطاع النفط والغاز في لبنان.
خيبة أمل
صدمت نتائج أعمال الحفر من أجل التنقيب عن الغاز في لبنان الأوساط كافّة، إذ جاءت في وقت تعاني فيه بيروت أزمة طاقة طاحنة، وتدهورًا اقتصاديًا كبيرًا.
وكانت هيئة إدارة قطاع البترول التابعة لوزارة الطاقة والمياه قد أصدرت بيانًا -اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة-، أوضحت فيه أنه على الرغم من عدم التوصل لاكتشاف هيدروكربونات في البئر، فإن البيانات والعينات التي عُثر عليها من داخل البئر تشكّل أملًا جديدًا ومعطيات إيجابية لاستمرار عمليات التنقيب عن الغاز في لبنان في المربع 9 والمربعات الأخرى.
وقال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض، خلال مشاركته في اجتماع لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه في المجلس النيابي الخميس 19 أكتوبر/تشرين الأول: "كل المؤشرات حول الحفر إيجابية، لكن الغاز لم يجدوا كميات تجارية مقارنة بالتجارب السابقة".
الخريطة التالية من إعداد منصة الطاقة تستعرض موقع مربعات النفط والغاز في لبنان:
هل تطرح الحكومة المربعات الأخرى للمزايدة؟
من جانبها، قالت مستشارة سياسات الطاقة في الشرق الأوسط، جيسيكا عُبيد، إنه حسب العقد فمن المفترض حفر بئرين في كل من المربعين 4 و9، وأولى نتائج الحفر لم تسفر عن نتيجة إيجابية.
وأضافت في تصريحات إلى منصة الطاقة المتخصصة، أن الشركة أعربت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2023، عن عدم رغبتها في حفر البئر الثانية لاستكشاف الغاز في لبنان.
في الوقت نفسه، وفق جيسيكا عبيد، لم يحظ المربعان 8 و10 باهتمام الشركات العالمية، ومن ثم كان هناك تقديم وحيد من الشركات الملتزمة، في المربعين 4 و9.
وأوضحت أنه في غياب أي جدوى تجارية للآبار، وقلّة اهتمام الشركة المشغلة بحفر بئر أخرى، سيتراجع الاهتمام بأي غاز محتمل في لبنان، لا سيما أن المماطلة كانت مكلفة فيه، في حين دول الجوار ضمن مراحل متقدمّة من اكتشاف وإنتاج الغاز.
بدوره، قال المدير التنفيذي لجمعية استدامة البترول والطاقة في لبنان مروان عبدالله، إن العقد الموقع بين الحكومة اللبنانية والشركات يجبر الأخيرة على حفر بئرين في كل مربع، ومن ثم فقد جرى حفر بئر واحدة في المربع 4، وبئر واحدة في المربع 9، وأصبح على الشركات حفر بئرين أخريين.
وتابع في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة، أنه حال عدم رغبة الشركات في مواصلة الحفر مثلما أعلنت، يكون على الدولة اتخاذ عدة إجراءات، من بينها طرح هذه المربعات للمزايدات مرة أخرى، والتركيز على المربعين 8 و10.
لكن، وفق مروان عبدالله، الأساس هنا -الذي تم تأكيده مرارًا- هو الحوكمة، وأن تكون هناك شفافية في التعاطي مع الشركات، وخلق بيئة مناسبة للأعمال والشركات لتحميسها على الاستثمار في لبنان، وهو ما يتطلب إصلاحات سياسية وقانونية وإدارية.
وحول نتائج التنقيب عن الغاز في لبنان، قال عبدالله إن هناك مخاطرة بالفعل، إذ إن أعمال الحفر تجري في مناطق لم يتم التوصل فيها إلى أي اكتشافات تجارية، وهو أمر طبيعي في بلد مثل لبنان، وهو ما يتطلب حفر آبار أخرى لحين التوصل إلى اكتشافات.
موضوعات متعلقة..
- موعد التنقيب عن الغاز في لبنان يقترب.. وحفّارة عملاقة في الطريق
- 4 خبراء: التنقيب عن الغاز في لبنان لن يحقق نتائج على المدى القصير
- قطر للطاقة تنضم إلى تحالف التنقيب عن الغاز في لبنان
اقرأ أيضًا..
- موعد انتهاء قطع الكهرباء في مصر.. وتخفيف مرتقب (خاص)
- أنبوب الغاز المغربي النيجيري يستقطب استثمارات إماراتية
- هل تجذب صناعة الطاقة الحرارية الأرضية استثمارات شركات النفط والغاز؟ (تقرير)