واردات الغاز المسال الأوروبية تنخفض للشهر الرابع رغم الشتاء.. ما الأسباب؟

تشهد واردات الغاز المسال الأوروبية معدلات انخفاض متتالية منذ يوليو/تموز 2023، على عكس المعتاد؛ إذ تستعد أغلب الدول لفصل الشتاء بمزيد من عمليات الاستيراد.

وأظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- انخفاض واردات أوروبا من الغاز الطبيعي المسال، خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023، للشهر الرابع على التوالي، بنسبة 6.5%، أو ما يعادل 0.66 مليون طن على أساس سنوي، لتصل إلى 9.5 مليون طن.

كما ارتفع إجمالي واردات الغاز المسال الأوروبية بنسبة طفيفة لم تتجاوز 1.5% خلال الأشهر الـ10 الممتدة من يناير/كانون الثاني إلى أكتوبر/تشرين الأول، لتصل إلى 102.1 مليون طن (75 مليار متر مكعب)، بحسب التقرير الصادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز.

ارتفاع مستويات تخزين الغاز في أوروبا

يعزى انخفاض واردات الغاز المسال الأوروبية إلى عدة أسباب رئيسة؛ أبرزها ارتفاع مستويات تخزين الغاز إلى معدلات عالية جدًا، وانخفاض استهلاكه على مستوى الاتحاد الأوروبي.

ووصلت مخزونات الغاز في الاتحاد الأوروبي إلى 3.65 تريليون قدم مكعبة (ما يعادل 103.5 مليار متر مكعب) حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ما يعادل 99% من السعة التخزينية، بحسب بيانات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

ويكفي هذا المستوى من المخزونات لتلبية الاستهلاك في الاتحاد الأوروبي لمدة 65 يومًا في ذروة الطلب الشتوي، استنادًا إلى بيانات الذروة على مدار 5 مواسم ماضية ممتدة من 2019 حتى 2023.

كما تكفي هذه المخزونات لتلبية الاستهلاك لمدة 84 يومًا بمعدلات الشتاء الماضي، وفي كلتا الحالتين يمكن للاتحاد تجاوز الشتاء الحالي 2023-2024، دون اضطرابات في الإمدادات، بحسب تقديرات أميركية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة في 14 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.

انخفاض استهلاك الغاز في أوروبا

يرجع السبب الثاني في انخفاض واردات الغاز المسال الأوروبية إلى تراجع الاستهلاك العام المستمر منذ عام 2023، رغم زيادته في بعض الأشهر.

وأظهرت بيانات منتدى الدول المصدرة للغاز انخفاض استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي بنسبة 6% على أساس سنوي خلال الأشهر الـ10 الأولى من 2023، ليصل إلى 264 مليار متر مكعب.

بينما ارتفع استهلاك الاتحاد الأوروبي، خلال أكتوبر/تشرين الأول، منفردًا بنسبة 5.1% على أساس سنوي ليصل إلى 23.6 مليار متر مكعب.

وكان استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي قد انخفض، خلال سبتمبر/أيلول السابق، بنسبة 11%، بعد صعوده لأول مرة في 10 أشهر خلال أغسطس/آب 2023.

ويعزى انخفاض الاستهلاك الأوروبي الملحوظ على مدار 2023، إلى تطبيق لائحة الاتحاد الخاصة بالخفض الطوعي للاستهلاك بنسبة 15% في الدول الأعضاء لمدة عام بدءًا من أبريل/نيسان 2023، وينتهي 31 مارس/آذار 2024.

الأسعار الفورية وواردات غاز الأنابيب أسباب أخرى

تمتد تفسيرات انخفاض واردات الغاز المسال الأوروبية، خلال الشهر الماضي، إلى أسباب أخرى؛ من بينها الفروق السعرية الفورية للغاز المسال بين آسيا وأوروبا.

وأسهمت فروق أسعار الغاز المسال الفورية بين آسيا ومركز تي تي إف "TTF" الأوروبي في جعل سوق آسيا والمحيط الهادئ أكثر جاذبية لشحنات الغاز الطبيعي المسال الفورية من الدول المصدرة على حساب أوروبا.

وهناك سبب آخر لانخفاض واردات الغاز المسال الأوروبية، يتمثل في ارتفاع واردات القارة عبر خطوط الأنابيب لأعلى مستوياته في 6 أشهر خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأظهر تقرير منتدى الدول المصدرة للغاز ارتفاع واردات أوروبا من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى 13.7 مليار متر مكعب خلال أكتوبر/تشرين الأول بزيادة 27%، على أساس شهري وسنوي أيضًا.

ويوضح الرسم التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- واردات الغاز الأوروبية عبر خطوط الأنابيب في أول 9 أشهر (2019-2023):

واردات الغاز المسال الأوروبية حسب الدول

شهدت بلجيكا وفرنسا وإسبانيا والمملكة المتحدة انخفاضات كبيرة في واردات الغاز المسال الأوروبية، خلال الشهر الماضي، في حين بقيت واردات فنلندا وألمانيا وهولندا مرتفعة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وجاء الانخفاض في بلجيكا بسبب ارتفاع مستويات تخزين الغاز وانخفاض استهلاكه، إلى جانب خفض صادراتها من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب إلى ألمانيا وهولندا.

في المقابل، يفسر زيادة واردات خطوط الأنابيب من الجزائر تراجع واردات إسبانيا من الغاز المسال خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023، إلى جانب مستويات التخزين العالية وانخفاض الاستهلاك، بحسب تقرير المنتدى.

كما انخفضت واردات الغاز المسال الفرنسية بسبب ارتفاع مستويات تخزين الغاز وتراجع الاستهلاك، إلى جانب زيادة وارداتها من الغاز الطبيعي عبر خطوط الأنابيب من إسبانيا.

وأدّت أعمال الصيانة في منشآت الغاز المسال إلى تقييد قدرتها على استقبال مزيد من واردات الغاز المسال، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويُعزى انخفاض واردات المملكة المتحدة من الغاز المسال إلى هبوط الاستهلاك وتراجع صادراتها عبر خطوط الأنابيب إلى البر الرئيس في أوروبا.

على العكس من ذلك، زادت واردات فنلندا من الغاز المسال خلال الشهر الماضي؛ بسبب زيادة الطلب في إستونيا المعتمدة على منشأة الغاز المسال الفنلندية إنكوو "Inkoo LNG".

كما ظلّت واردات الغاز المسال في ألمانيا مرتفعة، بسبب ارتفاع الاستهلاك وتراجع واردات خطوط الأنابيب من النرويج، في حين صعدت الواردات في هولندا؛ بسبب زيادة الاستهلاك وانخفاض الإنتاج المحلي للغاز.

موضوعات متعلقة..

• سعة استيراد الغاز المسال في أوروبا تواصل الارتفاع رغم تراجع الطلب (تقرير)
• استهلاك الغاز في الاتحاد الأوروبي يهبط 11% بقيادة 3 دول (تقرير)
• تقرير: حرب غزة تهدد صادرات الغاز المسال المصرية إلى أوروبا

اقرأ أيضًا..

• صادرات الغاز المسال العالمية ترتفع لأعلى مستوى منذ 6 شهور
• لأول مرة.. الأردن يتحدث عن تصدير الهيدروجين في أنابيب الغاز
• الطلب العالمي على النفط في سبتمبر يسجل مستوى قياسيًا