التقاريرتقارير الغازتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةعاجلغازوحدة أبحاث الطاقة

مخاطر نقص إمدادات الغاز قد تظهر في الشتاء.. وهذه شروط ارتفاع الأسعار

وحدة أبحاث الطاقة

اقرأ في هذا المقال

  • زيادة مخزونات الغاز في أوروبا وآسيا وأميركا إلى مستويات مطمئنة
  • الاتحاد الأوروبي يستقبل موسم السحب الشتوي بمعدل مخزونات يبلغ 99%
  • زيادة القدرة التصديرية العالمية للغاز المسال 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا
  • موجات الطقس المتطرفة قد تعصف بتوازن سوق الغاز العالمية
  • الانقطاعات المحتملة في إمدادات أستراليا أو الشرق الأوسط ما زالت قائمة

شهدت إمدادات الغاز العالمية اضطرابات واسعة خلال العام الماضي (2022)، بعد انقطاع كميات الغاز الروسي الضخمة عن قارة أوروبا بسبب الحرب الأوكرانية، ما أثار مخاوف من تكرار هذه الأزمة خلال العامين الحالي والمقبل.

وتبدو سوق الغاز الطبيعي العالمية في وضع مريح نسبيًا من ناحية الإمدادات، ما يسمح بتجاوز فصل الشتاء الحالي (2023-2024)، دون اضطرابات متصلة بالمعروض، لكن المخاطر ما تزال قائمة بسبب ظروف الطقس المحتملة، وفق تقرير صادر حديث عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

واستند التقرير -الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- إلى مؤشرات مخزونات الغاز الممتلئة نسبيًا في الولايات المتحدة وأوروبا، إلى جانب القدرة العالمية المتزايدة في تصدير الغاز المسال واستيراده.

وتشير هذه العوامل إلى احتمال كفاية إمدادات الغاز العالمية لتلبية الطلب في موسم الشتاء الحالي الذي بدأ رسميًا منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وينتهي مارس/آذار 2024.

ورغم ذلك، تتحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية لظروف الطقس المتقلب والانقطاعات المحتملة في إمدادات الغاز العالمية، ما قد يعصف بتوازن السوق خلال الأشهر المقبلة.

توقعات إمدادات الغاز المسال

يمكن لتوسيع القدرة العالمية في تصدير الغاز الطبيعي المسال واستيراده أن يوفر مزيدًا من الغاز الطبيعي خلال موسم الشتاء الحالي.

ويتوقع التقرير الأميركي زيادة الطاقة التصديرية العالمية للغاز الطبيعي المسال بمقدار 4 مليارات قدم مكعبة يوميًا، ستكون متاحة خلال شتاء 2023-2024.

ناقلات الغاز المسال
ناقلة غاز مسال -الصورة من Asia financial

وأدت عودة محطة فريبورت الأميركية للخدمة منذ فبراير/شباط 2023 إلى تعزيز صادرات الغاز المسال الأميركية بمقدار ملياري قدم مكعبة يوميًا حتى الآن.

كما زادت القدرة العالمية لاستيراد الغاز المسال بنسبة 13%، أو ما يعادل 18 مليار قدم مكعبة يوميًا في كل من أوروبا وآسيا حتى الآن، وسط توقعات بدخول مشروعات أخرى إلى حيز التشغيل في ألمانيا والصين هذا الشتاء.

مخزونات الغاز في أوروبا وآسيا وأميركا

تبدو الدول المستهلكة للغاز الطبيعي مستعدة لفصل الشتاء بمخزونات قوية، خاصة في أوروبا، مقارنة بالشتاء الماضي، حيث تستعد القارة لاستقبال موسم السحب الشتوي بمستوياته تخزين شبه كاملة.

وبلغت كميات الغاز المخزنة في دول الاتحاد الأوروبي الـ27 قرابة 3.65 تريليون قدم مكعبة (103.5 مليار متر مكعب)، ما يعادل 99% من السعة التخزينية حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب بيانات التخزين المجمعة، التي اطّلعت عليها وحدة أبحاث الطاقة.

وترجّح إدارة معلومات الطاقة الأميركية كفاية مخزونات الغاز الأوروبية لتلبية الاستهلاك لمدة 65 يومًا في ذروة الطلب الشتوي، استنادًا إلى بيانات الذروة على مدار 5 سنوات (2019-2023).

بينما تكفي هذه المخزونات لتلبية الاستهلاك الأوروبي للغاز الطبيعي لمدة 84 يومًا بمعدلات الشتاء الماضي، وكلا التقديرين كفيل باجتياز الشتاء الحالي، دون اضطراب في الإمدادات.

وتبدو الصورة مماثلة في آسيا، إذ ظلّت منشآت التخزين في محطات التغويز ممتلئة طوال هذا العام، لا سيما في اليابان وكوريا الجنوبية، أكبر مستوردي الغاز المسال في القارة بعد الصين.

ويمتد الأمر نفسه إلى مشهد المخزونات في الولايات المتحدة -أكبر مصدّر للغاز المسال عالميًا في 2023- إذ تجاوزت معدلات التخزين ما سجلته خلال 2022 بنسبة 8% حتى 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أسعار الغاز

أسهمت زيادة إمدادات الغاز العالمية في سلسلة انخفاضات مستمرة بأسعار العقود الآجلة للغاز المسال طوال عام 2023، مقارنة بمستوياتها المشتعلة عام 2022.

وانخفضت أسعار الغاز الطبيعي العالمية في مركز شرق آسيا، ومؤشر تي تي إف "TTF" الأوروبي في هولندا بنسبة 50% خلال 2023، ليصل متوسطها إلى 15 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، بحسب بيانات وكالة بلومبرغ.

ورغم ذلك يمكن أن تؤدي الزيادات غير المتوقعة في الطلب أو أيّ انقطاعات محتملة في إمدادات الغاز العالمية إلى ارتفاع الأسعار واختلال توازن السوق.

كما يتزايد القلق من وتيرة انتعاش الطلب على الغاز الطبيعي في الصين، ما يعزز من مصادر حالة عدم اليقين بين المتعاملين في سوق الغاز العالمية.

كيف ستؤثر ظروف الطقس في الإمدادات؟

يمكن أن يؤدي الطقس متقلب البرودة على مدار عدّة أسابيع أو أشهر في أوروبا أو آسيا إلى زيادات سريعة في الأسعار الفورية للغاز المسال، مع اشتعال المنافسة المتوقعة في هذه الحالة بين المستوردين الأوروبيين والآسيويين.

أمّا إذ حدث الطقس البارد في القارتين معًا في وقت واحد، فسيؤدي ذلك إلى تضاعف الضغوط التصاعدية على أسعار الغاز الطبيعي المسال، بحسب مخاوف إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

تأثر محطات الغاز المسال بالجليد
تأثّر محطات الغاز المسال بالجليد - الصورة من High North News

كما يمكن للانقطاعات غير المخطط لها في محطات الإسالة -بسبب الجليد في الولايات المتحدة أو النرويج أو غيرهما من المورّدين الرؤساء للغاز المسال- أن تؤثّر في توازن إمدادات الغاز العالمية، ومن ورائها الأسعار.

ويُحتمل أن تحدث اضطرابات أخرى في إمدادات الغاز مع احتمالات التخفيض المتزايدة لصادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب المارة من أوكرانيا.

كما يُحتمل تكرار إضرابات العمال في محطات الغاز المسال الأسترالية، أو أن تتسع الحرب في غزة إلى مناطق أخرى بالشرق الأوسط، ما سيكون له تأثير بصورة أو بأخرى في إمدادات الغاز العالمية.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق