التقاريرتقارير النفطتقارير دوريةسلايدر الرئيسيةنفطوحدة أبحاث الطاقة

تقرير سعودي يرسم ملامح الطلب على النفط والمعروض في 2023 و2024

وحدة أبحاث الطاقة - أحمد عمار

اقرأ في هذا المقال

  • كابسارك يعدّل توقعاته بشأن إمدادات النفط العالمية في 2023 و2024
  • توقعات بنمو الطلب على النفط إلى 1.1 مليون برميل يوميًا في 2024
  • منطقة الشرق الأوسط قد تسجل أعلى معدل في تراجع الطلب
  • شركات النفط تعطي أولوية لتوزيعات الأرباح بدلًا من زيادة الإنتاج

يواجه الطلب على النفط حالة من عدم اليقين في ظل استمرار التحديات الاقتصادية والتوترات الجيوسياسية، وهو ما يؤثّر بدوره في خطط المستثمرين وشركات النفط التي يبدو أنها تركّز على توزيعات الأرباح بدلًا من زيادة الإنتاج.

ويؤكد تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة- أن الضغوط الاقتصادية، ومنها استمرار ارتفاع معدلات التضخم والتوترات الجيوسياسية خصوصًا بين الولايات المتحدة وروسيا والصين، تؤدي إلى تباين التوقعات بشأن تحركات سوق النفط نتيجة حالة عدم اليقين.

ويشير التقرير الصادر عن مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية (كابسارك) إلى أن عدم وضوح توقعات الطلب على النفط للمدى الطويل يمثّل عائقًا كبيرًا أمام المستثمرين في سوق النفط.

وتوصّل إلى أن حالة عدم اليقين الحالية وتوقعات تباطؤ الطلب العالمي على النفط، تدل على أن نمو إنتاج الخام بقوة خلال العام المقبل غير مرجّح.

الطلب على النفط في الربع الرابع من 2023

من المتوقع نمو الطلب على النفط عالميًا بوتيرة طفيفة إلى إجمالي 103.2 مليون برميل يوميًا في الربع الأخير من 2023، مقابل 103.1 مليونًا الربع الثالث من العام نفسه.

ومن المقدّر نمو استهلاك النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الأخير من 2023، بمقدار 300 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 46.9 مليون برميل يوميًا، بقيادة الدول الآسيوية، نتيجة نمط استهلاكها الذي يرتفع خلال فصل الشتاء.

ناقلات نفط
ناقلات نفط- الصورة من موقع أرامكو

وفي المقابل، يُتوقع انخفاض الطلب على النفط في الدول خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمعدل 180 ألف برميل يوميًا، خلال المدة من أكتوبر/تشرين الأول حتى ديسمبر/كانون الأول 2023، ليصل إلى إجمالي 56.4 مليون برميل يوميًا، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

ويشير التقرير إلى أنه رغم تباطؤ التعافي الاقتصادي في الصين، من المتوقع نمو الطلب على النفط لديها خلال الربع الأخير من 2023، إلى 16.1 مليون برميل يوميًا، مقابل 15.9 مليونًا الربع السابق له.

ومن المقدّر نمو استهلاك النفط في الهند خلال الربع الرابع من العام الجاري بنحو 510 آلاف برميل يوميًا، إلى 5.7 مليون برميل يوميًا، مع تقديرات أخرى بنمو الطلب في اليابان وكوريا الجنوبية بمقدار 290 ألفًا و140 ألف برميل يوميًا على التوالي.

وعلى الطرف الآخر، توقّع التقرير انخفاض الطلب على النفط في منطقة الشرق الأوسط خلال الربع الأخير من العام الجاري بمقدار 990 ألف برميل يوميًا، تليها منطقة أوراسيا بتراجع 220 ألف برميل يوميًا.

ومن المتوقع -أيضًا- أن تشهد دول الأميركتين في منطقة التعاون الاقتصادي والتنمية انخفاضًا بمقدار 170 ألف برميل يوميًا خلال الربع الأخير من العام الجاري، وعلى العكس، توقّع التقرير عدم حدوث أيّ تغير في الطلب على النفط لدى الدول الأوروبية.

توقعات الطلب على النفط في 2023 و2024

بصفة عامة، من المتوقع ارتفاع إجمالي الاستهلاك العالمي من النفط خلال العام الجاري بمقدار 1.83 مليون برميل يوميًا، ليصل إلى 102.42 مليون برميل يوميًا، مقابل 100.6 مليون برميل يوميًا في 2022.

بينما يُتوقع تباطؤ نمو الطلب العالمي على النفط خلال العام المقبل إلى 1.1 مليون برميل يوميًا، ليصل إلى إجمالي 103.6 مليون برميل يوميًا، وفق التقرير، الذي اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة.

ويقدّر كابسارك نمو الطلب على النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 200 ألف برميل يوميًا في عام 2023، وبنحو 150 ألفًا إضافية عام 2024.

وتعدّ توقعات عام 2024 لمنظمة التعاون الاقتصادي أقلّ بمقدار 100 ألف برميل يوميًا من التقرير السابق الصادر عن كابسارك، مع القلق بشأن استمرار تسارع التضخم.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن ينمو الطلب من خارج منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بمقدار 1.63 مليون برميل يوميًا عام 2023، قبل أن يتباطأ إلى 990 ألفًا عام 2024.

توقعات إمدادات النفط العالمية

توقّع كابسارك أن يسجل الربع الأخير من العام الجاري (2023) أعلى معدل في نمو المعروض النفطي خلال هذا العام، بزيادة قدرها 340 ألف برميل يوميًا، بقيادة كندا وأميركا.

ومن المتوقع نمو إمدادات كندا من النفط بمقدار 150 ألف برميل يوميًا، تليها الولايات المتحدة بمعدل 140 ألف برميل يوميًا، مع مواصلة تحالف أوبك+ اتّباع سياسة خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًا، وتستمر حتى نهاية 2024.

ونتيجة توقعات العرض والطلب، من المرجّح أن تعاني سوق النفط عجزًا يبلغ نحو 1.9 مليون برميل يوميًا خلال الربع الأخير من العام الجاري، إلّا أنه من المستبعد تعرُّض السوق في الوقت الراهن لتقلّبات عديدة، حتى مع استمرار التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وضعف الاقتصاد العالمي.

وتوقّع التقرير نمو إمدادات النفط العالمية بمقدار 1.27 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، وبمعدل 2.1 مليون برميل يوميًا في عام 2024، وهو ما يقلّ عن التوقعات السابقة بمقدار 540 ألفًا و380 ألف برميل يوميًا على التوالي.

وأرجع كابسارك تعديل التوقعات السابقة إلى مستويات الإنتاج التي رصدها خلال النصف الأول من 2023، بالإضافة إلى التخفيض الطوعي بمقدار مليون برميل يوميًا الذي تطبّقه السعودية منذ يوليو/تموز الماضي حتى نهاية العام الجاري، إلى جانب تعديل شهر الأساس لدول تحالف أوبك+ بدءًا من العام المقبل (2024).

ورغم نقص إمدادات النفط العالمية، يقول كابسارك، إن هناك عددًا قليلًا من مصدّري النفط، باستثناء بعض أعضاء أوبك، لديهم حرص على زيادة إنتاج النفط، وضخ المزيد من الاستثمارات في القطاع.

ويرى أنه ما يزال معدل الاستثمار في قطاع النفط والغاز العالمي غير مرضٍ، داعيًا إلى ضخ المزيد من الأموال في القطاع.

إنتاج النفط العالمي

توقّع كابسارك نمو إنتاج تحالف أوبك+ النفطي خلال العام المقبل ما بين 500 و600 ألف برميل يوميًا، وهو ما أرجعه إلى اتجاه إنتاج السعودية للارتفاع تدريجيًا بدءًا من 2024، نتيجة تطبيق خط الأساس الجديد.

ومن المقدّر انخفاض إنتاج تحالف أوبك+ خلال العام الجاري بمقدار 390 ألف برميل يوميًا، نتيجة سياسة تخفيض الإنتاج الذي يتّبعها التحالف.

حفارت نفط
حفارات نفط- الصورة من رويترز

ويرى التقرير أنه رغم وجود دول من التحالف معفاة من سياسة خفض الإنتاج مثل ليبيا وإيران وفنزويلا، فإنها سوف تسهم في تراجع إجمالي إنتاج أوبك+ خلال 2023.

وعلى الطرف الآخر، توقّع التقرير أن يرتفع إجمالي إنتاج الدول غير الأعضاء بتحالف أوبك+ بمقدار 2.5 مليون برميل يوميًا خلال العام الجاري، بقيادة الولايات المتحدة، بنمو إجمالي على أساس سنوي قدره 1.5 مليون برميل يوميًا.

وسيمثّل النفط الصخري نحو 859 ألف برميل يوميًا من إجمالي النمو المتوقع للولايات المتحدة بنهاية العام الجاري، بينما يمثّل النفط الخام التقليدي والغاز غير التقليدي نحو 260 ألفًا و390 ألف برميل يوميًا، على الترتيب.

وفي المرتبة الثانية، تأتي البرازيل بنمو متوقع قدره 370 ألف برميل يوميًا، وتليها المكسيك بمقدار 210 آلاف برميل يوميًا، ثم الصين بنحو 181 ألف برميل يوميًا.

ويقدّر التقرير أن النفط الصخري لن يشهد نموًا كبيرًا، على الرغم من اتّباع تحالف أوبك+ سياسة خفض الإنتاج، وانخفاض مستويات احتياطي النفط الإستراتيجي.

وتركّز شركات التنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة على عائدات المستثمرين أكثر من سعيها نحو تعزيز مستويات الإنتاج في المستقبل.

وتتبع شركات النفط العالمية النهج نفسه في رؤيتها لزيادة الإنتاج، إذ باتت أكثر حذرًا في قراراتها الاستثمارية، وهو ما أرجعه تقرير كابسارك إلى هشاشة الاقتصاد العالمي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق