طاقة متجددةتقارير الطاقة المتجددةرئيسية

مشروعات الرياح البحرية وراء نفوق الحيتان في نيوجيرسي الأميركية (فيديو)

محمد عبد السند

اقرأ في هذا المقال

  • مشروعات الرياح البحرية تهدد الحياة البحرية قبالة سواحل نيوجيرسي.
  • نفوق الحيتان بأعداد غير مسبوقة في نيوجيرسي بسبب مشروعات الرياح البحرية.
  • تُستَعمل تقنية السونار لرسم خريطة لقاع البحر من أجل تحديد أنسب المواقع لإنشاء مزارع الرياح البحرية.
  • أنفق مطورو مشروعات الرياح البحرية ما إجمالي قيمته 4.4 مليار دولار في 2022.
  • تمتلك نيوجيرسي بعضًا من أكثر الأهداف الطموحة لبناء سعة طاقة الرياح في أميركا.

تُشكِّل مشروعات الرياح البحرية المُنفذة في الوقت الراهن على سواحل ولاية نيوجيرسي الأميركية تهديدًا بيئيًا؛ إذ تواجه اتهامات بأنها السبب في نفوق الحيتان؛ ما يهدد بعدم اكتمال تلك المشروعات، ومن ثم التأثير سلبًا في مستهدفات الولايات المتحدة الطموحة في تلك الصناعة المتجددة.

ويرى منتقدو طاقة الرياح أن تلك المشروعات النظيفة قيد التطوير تُربِك الحياة البحرية، وتؤدي إلى نفوق عدد غير مسبوق من الحيتان؛ ما يخل بالتوازن الطبيعي في تلك البيئة، وفق تقارير طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

وفي ضوء تلك الخلفية الباعثة على التشاؤم تظهر أعداد كبيرة من الحيتان النافقة على سواحل ولاية نيوجيرسي الأميركية بسبب انتشار مشروعات الرياح البحرية التي تُزود ملايين الأشخاص بالكهرباء النظيفة، غير أن تلك المشروعات تنذر بكارثة بيئية وشيكة ما لم يتدارك صناع القرار هذا الأمر، وفق ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية.

ونفق قرابة 16 حوتًا، بينما جنح 72 دولفينًا، إلى جانب العثور على 53 دولفينًا أخرى على شاطئ الولاية منذ ديسمبر/كانون الأول (2022)، حسبما قال أحد سكان نيوجيرسي في تصريحاته إلى ديلي ميل (Daily Mail)، التي تابعتها منصة الطاقة المتخصصة.

نفوق الحيتان

تُستَعمل تقنية السونار لرسم خريطة لقاع البحر؛ من أجل تحديد أنسب المواقع لإنشاء مزارع الرياح البحرية، غير أن الكثيرين يعتقدون أن الصوت المرتفع يسبب خللًا في حركة تلك الحيوانات، ويدفعها إلى اللجوء إلى السفن أو حتى إلى الشاطئ.

وتشير تقنية السونار إلى انتشار الصوت، وتُستَعمل عادةً في البحر لاكتشاف ما تحت الماء وكشف الآثار أو الأجسام تحت البحر.

وقد جذبت حالات نفوق الحيتان اهتمام الممثل الكوميدي الأميركي والنجم السابق للبرنامج التلفزيوني الأميركي الشهير "ساترداي نايت لايف" Saturday Night Live جيم بروير، الذي قال إن الجثث المتعفنة على الشواطئ "تُعزى إلى أصل كل الشرور الشيطانية: الجشع والمال"، في تصريحات أدلى بها إلى ديلي ميل، ورصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وأضاف بروير: "هذه الحيتان تتواصل عبر تقنية السونار؛ ولذا فأنت تصيبها بالشلل".

وتابع: "تتملكني مشاعر سلبية من السياسيين، وأي قضية إنسانية يحركها الجشع وحب المال وسلطته، حتى ولو على حساب تدمير الحياة البحرية".

حوت نافق على الشاطئ
حوت نافق على الشاطئ - الصورة من kron4

فيلم وثائقي

أصدر بروير فيلمًا وثائقيًا مع المخرج جيمس مالين يتحدثان فيه مع سكان نيوجيرسي، وعدد من الناشطين والمشرعين حول الصلة الوثيقة بين نفوق الحيتان ومشروعات الرياح البحرية.

وقالت الناشطة في مجال المحافظة على البيئة والمقيمة بمنطقة تومس ريفر في ولاية نيوجيرسي تريشا ديفو: "على مدار السنوات الـ10 الماضية، وتحديدًا من عام 2013 إلى 2022، بلغ متوسط عدد الحيتان الحدباء التي تجنح في نيوجيرسي سنويًا 2.6 حوتًا".

وأضافت ديفو: "في الأشهر الـ12 الممتدة من 22 ديسمبر/كانون الأول إلى الآن، كان هناك 11 حوتًا أحدبًا قد جنحت في نيوجيرسي؛ ما يزيد بواقع 4 مرات على متوسط الأعوام الـ10".

وأوضحت: "نحن نصطاد الحيتان إلى الدرجة التي قاربت فيها على الاندثار، ويقدر العلماء أن لدينا ما يتراوح من قرابة 25% إلى 33% من الأعداد التاريخية التي كانت سائدة قبل صناعة الحيتان".

وتابعت: "يقدر بعض العلماء أن إعادة أعداد الحيتان إلى المستويات التي كانت عليها قبل ظهور صناعة صيد الحيتان، من شأنها أن تحتجز 1.7 تريليون طن من الكربون سنويًا".

وتطالب ديفو ومعها الكثير من سكان ولاية نيوجيرسي بوقف مشروعات مزارع الرياح البحرية حتى تحدد الدراسات البحثية المستقلة المتسبب في قتل الحياة البحرية.

أهداف طموحة

لدى نيوجيرسي بعض من أكثر الأهداف الطموحة لبناء سعة طاقة الرياح في أميركا، في حين يستهدف حاكم الولاية الديمقراطي فيل ميرفي، الوصول بسعة مشروعات الرياح البحرية إلى 11 غيغاواط بحلول عام 2040.

كما يستهدف ميرفي توليد 50% من الكهرباء بالولايات من مصادر متجددة بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، مع رفع تلك النسبة إلى 100% بحلول عام 2035.

وقال أحد سكان مقاطعة ماموث ويُدعى مايك دين: "عليك أن تنظر إلى ما يُستَعمل في بنائها، والمدى الذي تستغرقه لتوليد الكهرباء التي تغطي تكاليف البناء".

حوت نافق على أحد الشواطئ
حوت نافق على أحد الشواطئ - الصورة من سكاي نيوز

أصوات مزعجة كل 10 ثوانٍ

تستعمل الشركات تقنية السونار لرسم قاع البحر من أجل إيجاد المواقع المناسبة لتركيب التوربينات التي تصدر عنها أصوات عالية جدًا تتسرب إلى قاع المحيط كل 10 ثوانٍ.

ووفقًا لتقديرات منظمة أوشانا (Oceana) غير الربحية المعنية بالحفاظ على المحيطات؛ فإن الأصوات الناتجة عن الزلازل هي أحد الأصوات المرتفعة جدًا التي يمكنها الوصول إلى مسافة 2500 ميل عبر الماء.

ويمكن أن يؤدي الصوت إلى تحفيز استجابة البقاء على قيد الحياة لدى الحيتان والدلافين كما لو كان هناك حيوان مفترس يطاردهم، وفقًا لدراسة بحثية أجراها الجيش الأميركي في عام 2013.

وهذا بالطبع سيدفع تلك الحيوانات إلى الهروب في اتجاه فوضوي، أحيانًا نحو السفن أو الشاطئ، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

في السياق ذاته قال المقيم في مقاطعة ماموث ويُدعى مايك دين: "إنه تأثير سلوكي؛ فالحيتان تخاف وتهرب، وهي الآن تندفع باتجاه السفن".

وأضاف دين: "لم يسبق أن اندفعت الحيتان باتجاه السفن بتلك الطريقة".

وواصل: "لا يسعني إلا أن ألقي باللوم على الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي والوكالات الفيدرالية في هذا الأمر؛ إذ إن لدى تلك الجهات لوائح يجب اتباعها فيما يتعلق بمنح عقود تأجير مشروعات الرياح البحرية، لكنها لا تنظر إلى عدد المشروعات المنفذة في منطقة واحدة".

وأتم: "هذه الجهات تنظر إلى مشروعات الرياح البحرية كل على حدة، وليس بنظرة شاملة لآثارها التراكمية".

مشروعات مثيرة للجدل

استأجرت شركتان مساحات من مياه المحيط بولاية نيوجيرسي، ممثلتين في أورستد (Orsted) الدنماركية وأتلانتك شورز أوفشور ويند (Atlantic Shores Offshore Wind).

وطلبت أتلانتك شورز أوفشور المملوكة من قِبل شركتي إي دي إف رينيوابولز (EDF Renewables) وشل نيو إنرجي يو إس (Shell New Energies US)، إنشاء مائتي توربين رياح قبالة سواحل مدينة أتلانتيك سيتي ومنطقة سي غيرت.

وأبرمت الشركة عقد تأجير يغطي 102 ألف و 124 هكتارًا، على سواحل نيوجيرسي، كما تخطط أورستد لتطوير اثنين من مشروعات الرياح البحرية ممثلين في أوشن ويند 1 وأوشن ويند 2 في جنوب ولاية نيوجيرسي؛ ما يتطلب تثبيت 98 توربينًا على بُعد 15 ميلًا قبالة السواحل.

(الهكتار = 10000 متر مربع).

وكان من المقرر أن يبدأ البناء في هذين المشروعين خلال الخريف الحالي، مع توقعات بدخولهما حيز التشغيل في عام 2025، لكن أورستد أعلنت إلغاء كلا المشروعين في نوفمبر/تشرين الثاني (2023).

وعزت أورستد إلغاء المشروعين إلى "عوامل تتعلق بالاقتصاد الكلي؛ من بينها التضخم وأسعار الفائدة المرتفعة، وقيود سلسلة الإمدادات التي قادت إلى هذا القرار".

نفقات ضخمة

في العام الماضي (2022) أنفق مطورو مشروعات الرياح البحرية ما إجمالي قيمته 4.4 مليارات دولار، من أجل حقوق تركيب توربينات رياح قبالة سواحل نيويورك ونيوجيرسي، في مزاد ضخم يعكس الحماسة المتزايدة للطاقة المتجددة، وفق معلومات جمعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ويستلزم بناء مزارع الرياح الحالية ضخ مزيد من الاستثمار، بتكلفة 10 مليارات دولار لبعض أكبر مشروعات الرياح البحرية.

بل من الممكن أن يلامس إجمالي النفقات الرأسمالية لتحقيق أهداف الرياح البحرية للبلاد نحو 100 مليار دولار بحلول عام 2030، حسب أحد التقديرات التي استشهدت بها وزارة الطاقة الأميركية.

ويوضح الفيلم الوثائقي التالي مقتطفات من نفوق الحيتان على سواحل ولاية نيوجيرسي:

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق