التغير المناخيالتقاريرتقارير التغير المناخيرئيسية

أفريقيا الأقل انبعاثات عالميًا والأكثر تأثرًا بكوارث المناخ (تقرير)

نوار صبح

على الرغم من أن أفريقيا تسهم بأقلّ قَدْر من انبعاثات الكربون، بنسبة 3% من المستويات العالمية، فإنها تعاني من الكوارث المناخية التي تُلحق أضرارًا بالأمن الغذائي والنظم البيئية والاقتصادات، وتزيد من وتيرة النزوح والهجرة وخطر الصراع على الموارد المتضائلة.

وتُعدّ القارة السمراء غنية بالسلع اللازمة للتحول إلى المصادر المتجددة، ولديها طاقة شمسية وفيرة، إلّا أن هناك عوائق، أبرزها أن العديد من الحكومات مُثقل بديون مرتفعة، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

وتتعرض بلدان قارة أفريقيا لموجات الحرارة الشديدة والفيضانات والأعاصير والتسونامي وما إلى ذلك، بحسب ما أشار إليه الخبير المصرفي والمالي لدى كلية سكيما بيزنس سكول الفرنسية، الدكتور ظافر سعيدان، في مقال نشرته مجلة نيو أفريكان ماغازين (newafricanmagazine).

تحول الطاقة في أفريقيا

أوضح الدكتور ظافر سعيدان في مقاله أن السندات الخضراء يمكن أن تكون وسيلة للمساعدة في جمع المليارات اللازمة لتحول الطاقة في أفريقيا، وبتطوير أسواق رأس المال في القارة.

الخبير المصرفي والمالي لدى كلية سكيما بيزنس سكول الفرنسية الدكتور ظافر سعيدان
الخبير المصرفي والمالي لدى كلية سكيما بيزنس سكول الفرنسية الدكتور ظافر سعيدان

وأضاف أن القارة تواجه معادلة صعبة، ولكن ليس من المستحيل حلّها؛ إذ يتعين عليها أن تعمل على تشجيع التنمية من دون تغذية انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وألمح إلى أن عصر "الأنثروبوسين" -وهو المرحلة التي بدأ فيها البشر بالتأثير في الجيولوجيا والنظم البيئية- بدأ في القرن الـ18 بالنسبة للدول الغنية، لكنه لم يبدأ بعد في القارة السمراء.

في الوقت نفسه، تؤثّر هذه التغيرات الشديدة بمسار التنمية في القارة، إذ يبدو أن انخفاض الإنتاج الزراعي بنسبة 30% يشكّل تهديدًا حقيقيًا، وتؤدي الكوارث المناخية إلى زيادة في انعدام الأمن الغذائي بنسبة 20%.

وأضاف: "إذا لم نفعل شيئًا، فبوسعنا أن نتوقع انخفاضًا بنسبة 30% في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050"، مشيرًا إلى أن هناك حاجة لاستثمارات بمليارات الدولارات لمكافحة تغير المناخ في أفريقيا، وإلى توفير 1 إلى 1.3 تريليون دولار سنويًا لضمان تحول الطاقة وتنمية الزراعة الجديدة والصناعة الحديثة الصديقة للبيئة.

السندات الخضراء لحل الأزمة

يقول الخبير المصرفي والمالي الدكتور ظافر سعيدان، في مقال نشرته مجلة نيو أفريكان ماغازين، إن حل الأزمة يأتي في شكل سندات خضراء، موضحًا أن هذا التمويل يعتمد على جمع الأموال للمشروعات الصديقة للبيئة، مثل الطاقات المتجددة أو النقل النظيف.

في هذا السياق، أُصدِرَ معظم السندات الخضراء في القارة السمراء من جانب بنك التنمية الأفريقي، الذي جمع أكثر من 1.5 مليار دولار منذ عام 2013.

وأصدرت نيجيريا سندات بقيمة 29.7 مليون دولار لتمويل مشروعات الطاقة الشمسية والغابات في عام 2017، بينما كانت المغرب ومصر وكينيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا من بين أكثر البلدان نشاطًا في هذا المسار.

ولفت إلى إصدار بنك أكسس النيجيري مؤخرًا سندات خضراء بقيمة 41 مليون دولار للحماية من ارتفاع منسوب مياه البحر ودعم مشروع للطاقة الشمسية، مضيفًا: "نهج السندات الخضراء هذا يمكن أن يمثّل إستراتيجية "عصفورين بحجر واحد".

وعلى الرغم من أن السندات الخضراء لا تمثّل سوى جزء صغير من سوق السندات العالمية، فإنها تُظهر إمكانات حقيقية لمساعدة البلدان النامية على التطور نحو اقتصادات أكثر مراعاة للبيئة وتحقيق تحول الطاقة، وفقًا لما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

مياه الفيضانات تغمر الأراضي الزراعية بمدينة هاديجا في نيجيريا
مياه الفيضانات تغمر الأراضي الزراعية بمدينة هاديجا في نيجيريا – الصورة من أسوشيتد برس

وقد تأتي الحلول المالية الأخرى عن طريق صناديق التقاعد، على سبيل المثال، يتمتع قطاع المعاشات التقاعدية في كينيا ببعض الملاءة، إذ يُقدَّر بنحو 12 مليار دولار، وتمثّل الأموال القادمة من المغتربين والطبقة الوسطى دافعًا كبيرًا.

إنشاء نظام بيئي كامل

يرى الخبير المصرفي والمالي الدكتور ظافر سعيدان، أنه على المدى المتوسط والطويل، لا بد من إنشاء نظام بيئي كامل في أفريقيا، وسوف يعتمد على 3 عناصر رئيسة:

أولًا: التعليم وإصدار الشهادات في مجال الاقتصاد والتمويل المستدام، ويشتمل ذلك على تدريب متخصصين أكفاء في مخاطر المناخ والانتقال البيئي والرقمي بمراحل الماجستير المتخصصة داخل الجامعات.

ثانيًا: مشاركة المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية ومراكز الفكر، وسيكون إنشاء مرصد أفريقي للتمويل المستدام مفيدًا في توحيد وتكييف الأنظمة الدولية الحالية.

وبالطريقة نفسها، فإن إنشاء مجلس وطني للمسؤولية الاجتماعية للشركات يجمع كل أصحاب المصلحة في مختلف البلدان الأفريقية سيكون مفيدًا لدعم وتصميم إستراتيجية وطنية متماسكة في مواجهة المتطلبات الأوروبية.

ثالثًا: البحث عن أدوات قياس الأثر البيئي لدى لشركات والبنوك والمنظمات لقياس التقدم في التنمية المستدامة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق