تشغيل منجم فحم في أستراليا يثير الجدل من جديد
داليا الهمشري
ضربت الحكومة الأسترالية بالإجراءات العالمية للتصدي لتغير المناخ عرض الحائط، باتخاذها قرار الموافقة على خطة شركة تعدين الفحم الأسترالية "ولونغونغ" المملوكة لإحدى المجموعات الهندية، لإعادة تشغيل منجم راسل فال في منطقة وورونورا في نيو ساوث ويلز.
ويأتي ذلك رغم الدعاوى القضائية والاحتجاجات التي تعرّضت لها الحكومة الأسترالية مؤخرًا، في محاولة لردع توسعاتها في مجال الوقود الأحفوري لصالح القضايا البيئية.
أول موافقة على منجم فحم
تُعد هذه أول موافقة على منجم فحم من قِبل وزيرة البيئة الأسترالية سوزان لي، منذ أن حكمت المحكمة الفيدرالية الأسترالية في مايو/أيار الماضي بأنها قد تنتهك واجبها في رعاية الأطفال الأستراليين إذا فشلت في النظر إلى آثار تغير المناخ عند الموافقة على مناجم الفحم.
إلا أن قرار الوزيرة أخذ في الاعتبار قدرة الصين على شراء الفحم من مكان آخر في العالم، بعد أن عطّلت بكين واردات الفحم الأسترالي، حسب منصة آرغوس ميديا.
ويفتح قرار "سوزان لي" المجال لمزيد من الموافقات بما في ذلك منجم فيكتري التابع لشركة "وايتهافين كول"، الذي تبلغ قدرته 10 ملايين طن سنويًا.
ودعا القاضي موردي برومبيرغ، في 10 يوليو/تموز الماضي، وزيرة البيئة إلى تقييم عواقب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الإضافية من المواد الخام التي تُنتج، في حال سُمح لشركة "وايتهافين كول" بتمديد عمليتها في منطقة نيو ساوث ويلز.
وحثّ القاضي الوزيرة برومبيرغ على "توخّي خطر الضرر بشكل معقول، لتجنب الإصابة الشخصية أو وفاة الأطفال بسبب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن حرق الفحم المستخرج من المنجم".
خطة لاستخراج 3.7 مليون طن
يسمح قرار الموافقة على تشغيل منجم راسال فال لشركة ولونغونغ -التي شُطبت من البورصة الأسترالية للأوراق المالية قبل عام- باستخراج 3.7 مليون طن على مدى 5 سنوات، بعد رفض خطة سابقة لاستخراج 4.7 مليون طن.
وتعرّضت الشركة إلى ضغوط مالية لعدة سنوات، واضطرت إلى إغلاق منجم ونغاويلي لفحم الكوك في نيو ساوث ويلز خلال أبريل/نيسان 2019 بعد انتهاكات السلامة.
وصرفت شركة جندال ستيل آند بور الهندية، التي استحوذت على شركة الفحم ولونغونغ من شركة "غوجارات إن آر إي كوا" الهندية في عام 2013، سلفة نقدية قدرها 550 مليون دولار أسترالي (408 ملايين دولار أميركي) على فرعها الأسترالي.
وكانت ولونغونغ قد سحبت 486.8 مليون دولار أسترالي (359.8 مليون دولار أميركي) بدءًا من 30 يونيو/حزيران 2020.
رفض مشروع فحم كوري
رفضت لجنة التخطيط المستقلة في نيو ساوث ويلز، الأسبوع الماضي، خطة من قبل شركة بوسكو الكورية الجنوبية المنتجة للصلب لبناء مشروع فحم "هيوم" الذي تبلغ قدرته 3 ملايين طن سنويًا في المرتفعات الجنوبية وخط السكك الحديدية المصاحب لميناء كيمبلا.
كما رفضت اقتراح شركة التعدين "سويث 32"، ومقرها أستراليا، بالتوسع في منجم ديندروبيوم لفحم الكوك في إيلاوارا، بتكلفة 956 مليون دولار أسترالي (706 ملايين دولار أميركي).
وكان من المقرر استخدام مناجم راسل فال وديندروبيوم وهيوم ميناء كيمبلا للتصدير بالقرب من ولونغونغ، مع تهديد مستقبل الصادرات في المحطة بانخفاضها إلى ما دون الكتلة الحرجة.
اقرأ أيضًا..
- أستراليا.. الطاقة المتجددة تتفوق على الفحم في توليد الكهرباء
- المقاطعة الاقتصادية بين الصين وأستراليا تعيد رسم خريطة صادرات الفحم
- خبراء: دعم أستراليا محطات الفحم والغاز المتهالكة يرفع فواتير الكهرباء
