أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا لن تنخفض بحلول 2030 (تقرير)

توقّع تقرير جديد أن تتجاوز أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا بحلول عام 2030 التوقعات السابقة، وذلك بسبب عدد من المشكلات الاقتصادية الأساسية في جميع أنحاء القارة العجوز، والتحديات التي تواجهها القطاعات الرئيسة.

جاء ذلك في تقرير "تحقيق حلم الهيدروجين الأخضر الأوروبي: دعوة للعمل"، الذي أصدرته مجموعة بوسطن الاستشارية (بي سي جي) الأميركية العالمية المعنية بالاستشارات الإدارية، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، واطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وأشار التقرير إلى أنه، قبل بضع سنوات فقط، كان معظم المحللين يتوقعون أن تصبح أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا أقلّ من 3 يورو (3.18 دولارات) لكل كيلوغرام بحلول في عام 2030.

وأثبت سياق الاقتصاد الكلي المتدهور، وارتفاع أسعار سوق الطاقة، والتحديات الهيكلية في سلاسل توريد طاقة الرياح وأجهزة التحليل الكهربائي، أن هذه التكاليف غير واقعية، على الأقلّ خلال العقد المقبل.

وأضاف التقرير: "نتيجة لذلك، تشير مشروعات أصول الهيدروجين قيد التطوير، حاليًا، إلى أن تكاليف إنتاج وأسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا ستكون بحدود 5 إلى 8 يورو/كغم (5.26 إلى 8.42 دولار/كغم) في عام 2030، وتحديدًا في منطقة وسط أوروبا، بما في ذلك ألمانيا".

التقنيات البديلة لإزالة الكربون

أوضح التقرير أنه "عند الحد الأدنى من هذه التكاليف، فإن الهيدروجين الأخضر لا يستطيع منافسة التقنيات البديلة لإزالة الكربون بالنسبة لمعظم المستهلكين المحتملين، وسيكافح منتجو الهيدروجين الأخضر من أجل العثور على فرصة لتسويقه"، حسب ما نشره مؤخرًا موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).

وذكر التقرير الذي اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن أكبر عامل مساهم بأسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا هو أن سعر الكهرباء المتجددة ما زال في ارتفاع، بدلًا من الانخفاض، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

في سياق متصل، ستُلحِق الادّعاءات غير الواقعية بشأن أسعار الهيدروجين الأخضر، وقدرته التنافسية، والوقت اللازم لتوسيع نطاقه، الضرر بصناعة الهيدروجين وعملائها والمجتمع عمومًا.

وبيّن التقرير أنه: "نتيجة لارتفاع تكلفة رأس المال والتحديات الهيكلية في سلسلة التوريد التي يواجهها مصنّعو أنظمة طاقة الرياح، ارتفعت التكلفة المعيارية للكهرباء بصورة كبيرة في السنوات الأخيرة، ومن المرجح أن تظل أعلى من مستويات ما قبل الأزمة خلال هذا العقد".

وأردف: "نظرًا لوجوب إنتاج الهيدروجين الأخضر في معظم البلدان الأوروبية من مصادر متجددة إضافية غير مدعومة، فإن المحللات الكهربائية تتنافس على الكهرباء الخضراء وسط ارتفاع أسعار الجملة بصورة كبيرة في سوق الكهرباء المقيّدة".

وتُعدّ هذه إشارة إلى قانون الاتحاد الأوروبي الذي ينص على أن الهيدروجين الأخضر لن يُحتَسَب إلّا ضمن الحصص، ويكون مؤهلًا للحصول على الإعانات إذا صُنِّعَ باستعمال طاقة متجددة "إضافية" تعذّر إنتاجها بطريقة أخرى.

ويرجع ذلك إلى المخاوف من إمكان سحب المحللات الكهربائية الكهرباء الخضراء من الشبكة، التي ستحتاج إلى استبدالها بالكهرباء المولَّدة بالوقود الأحفوري.

وأضاف التقرير أن ارتفاع أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا يرجع إلى كون تكاليف نظام التحليل الكهربائي "لم تنخفض بعد، وليس من المرجح أن تنخفض بالسرعة التي كان متوقعة قبل بضع سنوات".

وأوضح أن "القيود الهيكلية لسلسلة التوريد من جانب الشركات المصنعة للمحللات الكهربائية، بالإضافة إلى تصميمات الأنظمة الأكثر تعقيدًا من المتوقع، تؤدي إلى ارتفاع تكاليف نظام المحلل الكهربائي باستمرار".

وتشير مجموعة بوسطن الاستشارية إلى أن تحسين كفاءة المحللات الكهربائية يمكن أن يساعد في خفض تكاليف إنتاج الهيدروجين، وتضيف أن شراء الآلات الأكثر كفاءة قد يكون أكثر تكلفة.

وألمح التقرير إلى أن مطوري المشروعات "يمكنهم تحقيق مزايا كبيرة في تكلفة الإنتاج مقارنة بمنافسيهم خارج الاتحاد الأوروبي، من خلال "اتّباع نهج متكامل لاختيار الموقع، وإنتاج الكهرباء المتجددة، وإعدادات المحلل الكهربائي، ووضع سوق الكهرباء".

التأثير في المشترين

تتسبب أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا المرتفعة أعلى من المتوقع، والضبابية المحيطة بها، في عدم قدرة المشترين المحتملين على الالتزام بعقود طويلة الأجل.

وأوضح تقرير مجموعة بوسطن الاستشارية بعنوان "تحقيق حلم الهيدروجين الأخضر الأوروبي: دعوة للعمل" أنه "وسط توقعات السوق المشتركة بانخفاض تكاليف الإنتاج من المشروعات الجديدة بمرور الوقت، فإن مشتري الهيدروجين الأخضر، حاليًا، مترددون جدًا في الالتزام بعقود طويلة الأجل لأكثر من بضع سنوات".

وأفاد أنه "من دون الشراء الآمن على المدى الطويل، يواجه مطورو مشروعات الهيدروجين الأوائل خطر الأصول المتعثرة، ما يقوّض آفاق الاستثمار، ويؤدي هذا المأزق إلى إدامة مشكلة تحديد الأسباب، ما يمنع سوق الهيدروجين من اكتساب زخم أسرع".

وتشير مجموعة بوسطن الاستشارية إلى أن "المشترين الرؤساء" في أوروبا، مثل شركات المواد الكيميائية والأسمدة والصلب، "هم أنفسهم معرّضون للخطر،" بحسب ما نشره موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).

يأتي ذلك، خصوصًا، في ظل توجيه الطاقة المتجددة الجديد الذي يتطلب أن يكون 42% من إجمالي استهلاك الهيدروجين في الاتحاد الأوروبي صديقًا للبيئة بحلول عام 2030، ليرتفع إلى 60% بحلول عام 2035.

وذكر التقرير أن "واردات المنتجات النهائية الخضراء رخيصة الثمن، من خارج الاتحاد الأوروبي، تشكّل تهديدًا كبيرًا للمشترين الأوروبيين في قطاعات -على سبيل المثال- الأمونيا والميثانول والصلب".

وتابع: "لقد فقدت صناعة الأمونيا الأوروبية حصة كبيرة من السوق خلال أزمة الطاقة العام الماضي، الناجمة عن ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، الذي يُستعمل لصنع كل غاز الأمونيا تقريبًا في الاتحاد الأوروبي.

وأفاد التقرير: "وفق أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا محليًا، التي تتجاوز 4-5 يورو (4.24 - 5.30 دولارًا) للكيلوغرام، لن يتمكن المنتجون الأوروبيون من التنافس مع الأمونيا الخضراء المستوردة من مناطق ذات ظروف أفضل للطاقة المتجددة، ومن ثم الوصول إلى تكاليف أقلّ".

ونظرًا لنضوج سوق الهيدروجين العالمية وتحقيق المناطق ذات الظروف المتجددة الأفضل انخفاضًا حادًا في تكلفة الإنتاج، فإن زيادة أحجام الإنتاج الأوروبي من المنتجات -على سبيل المثال، الأمونيا أو الميثانول أو الإسفنج الحديدي- المصنوعة عند استعمال الهيدروجين لاستخراج الحديد من الخام، ستكون عرضة للخطر.

خفض أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا

ذكر تقرير مجموعة بوسطن الاستشارية بعنوان "تحقيق حلم الهيدروجين الأخضر الأوروبي: دعوة للعمل"، أنه يمكن لصُنّاع السياسات بذل المزيد من الجهود لتقليل تكلفة الهيدروجين الأخضر في أوروبا، كما يوضح التقرير.
وأكد أن "هناك حاجة الآن إلى التنفيذ الوطني الطموح للوائح الاتحاد الأوروبي التنظيمية لخلق حوافز في جميع أنحاء سلسلة قيمة الهيدروجين".

وأضاف: "ينبغي أن تساعد اللوائح التنظيمية بجعل أسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا للمشترين أقلّ من 5 يورو (5.31 دولارًا) للكيلوغرام على الأقلّ، بالنظر إلى أن التكاليف الأعلى من ذلك من شأنها أن تهدد بشدة القدرة التنافسية الدولية للصناعات الرئيسة، وخصوصًا المواد الكيميائية والصلب".

وتابع: "لتحقيق ذلك، يمكن توسيع حجم مبادرات المزادات على الوجهين، مثل بنك الهيدروجين الأوروبي وإتش 2 غلوبال، من حيث الحجم المالي وتوسيع نطاقها لدعم المشروعات المحلية واسعة النطاق".

وأوضح التقرير أن الهيئات التنظيمية بحاجة إلى "التسريع الفوري لنشر البنية التحتية للكهرباء والشبكات والتخزين منخفض الكربون، وتحفيز المرونة في جانب الطلب".

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون العقوبات المفروضة على عدم تلبية متطلبات توجيه الطاقة المتجددة لدى الاتحاد الأوروبي "كبيرة"، بنحو 450 يورو (477.12 دولارًا) لكل طن من ثاني أكسيد الكربون، وفق المعلومات التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

زيادة الزخم

أشار تقرير مجموعة بوسطن الاستشارية بعنوان "تحقيق حلم الهيدروجين الأخضر الأوروبي: دعوة للعمل" إلى أنه نظرًا لأن استعمال الهيدروجين في القطاعات التي يصعب تخفيف انبعاثاتها يصب في المصلحة العامة، فإن "المنظّمين يتقبلون بشكل متزايد الحقائق بشأن العقبات الرئيسة المقبلة والحلول العملية لإزالتها".

وخلص التقرير إلى أن "سوق الهيدروجين الأخضر في أوروبا حققت تقدمًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، وما يزال الهيدروجين يخاطر بالاحتفاظ بصفة وقود للمستقبل دون تمويل إضافي وإطار تنظيمي".

من المتوقع أن تنخفض التكلفة المستوية للهيدروجين الأخضر إلى 2 دولارًا للكيلوغرام بحلول عام 2030، بانخفاض من نحو 5 دولارات للكيلو غرام حاليًا، على خلفية التخفيضات الهائلة في تكلفة معدّات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والمحللات الكهربائية.

جاء ذلك في تقرير جديد صادر عن شركة المعايير البحرية النرويجية (دي إن في)، وأشار إلى أن ذلك ينطبق فقط على المشروعات التي تستعمل إمدادات الكهرباء المتجددة في الموقع.

على النقيض من ذلك، لن تشهد المشروعات المرتبطة بالشبكة الانخفاض نفسه في تكاليف إنتاج الهيدروجين، بحسب ما ذكرت شركة شركة المعايير البحرية النرويجية (دي إن في) في توقعاتها لانتقال الطاقة 2023، التي صدرت في 11 أكتوبر/تشرين الأول.

ويعود ذلك لأن الجزء الأكبر من تكاليف هذه المشروعات يرتبط بأسعار الطاقة السائدة، والتي لن تبدأ في الانخفاض إلّا بعد عام 2030، بحسب ما نشره موقع هيدروجين إنسايت (Hydrogen Insight).

الدوافع الرئيسة لخفض تكاليف المشروعات

ستعتمد الدوافع الرئيسة لخفض تكاليف مشروعات الهيدروجين الأخضر، التي تتمتع بقدرات الطاقة المتجددة في الموقع، على انخفاض بنسبة 40% في تكاليف الألواح الشمسية حتى عام 2030، وانخفاض بنسبة 27% في تكاليف التوربينات، حسبما أشار تقرير جديد صادر عن شركة المعايير البحرية النرويجية.

ومن المتوقع أن تستفيد هذه المشروعات من التحسينات في حجم التوربينات وكفاءة الألواح الشمسية، ما يؤدي إلى زيادة ساعات التشغيل بنسبة 10-30%، اعتمادًا على التكنولوجيا والمنطقة، بحسب ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وتوقّع تقرير الشركة أن تنخفض تكاليف النفقات الرأسمالية للمحلل الكهربائي بنسبة تصل إلى 30%، بسبب "انخفاض المخاطر المالية المتصورة".

ويرجّح المحللون أن تنخفض التكلفة الرأسمالية لتركيبات المحللات الكهربائية في السنوات القليلة المقبلة مع زيادة الشركات المصنّعة، ومع تحسّن التكنولوجيا وابتعاد صانعي المعدّات عن التركيبات المخصصة ونحو الآلات القياسية.

وتشير شركة المعايير البحرية النرويجية إلى أن هذه التخفيضات في النفقات الرأسمالية لن تعود إلى المستوى نفسه من التخفيضات في تكاليف الهيدروجين الأخضر للمشروعات التي تحتوي على محللات كهربائية متصلة بالشبكة، وتكون أكثر عرضة لتكلفة شبكة الكهرباء، وتشكّل جزءًا كبيرًا من التكلفة المستوية للهيدروجين.

في المقابل، سيشتري معظم المنشآت الطاقة المتجددة من خلال اتفاقية شراء الكهرباء إمّا بسعر ثابت يتأثر بتكلفة الطاقة السائدة عبر بقية الشبكة، أو بسعر مرتبط بالأسعار اليومية المستقرة في بورصة الطاقة المحلية.

وترى شركة المعايير البحرية النرويجية أنه لن يكون هناك ما يكفي من القدرة المتجددة رخيصة الثمن على الشبكة بحلول عام 2030، ليكون لها تأثير كبير في التكلفة المستوية للهيدروجين لمنشآت الهيدروجين الأخضر المتصلة بالشبكة.

موضوعات متعلقة..

• تقرير يتوقع انخفاضًا كبيرًا بأسعار الهيدروجين الأخضر في أوروبا
• الدنمارك تستشرف أسعار الهيدروجين الأخضر لعام 2030
• لا مفر من سياسات دعم الهيدروجين حتى تصبح أسعاره مناسبة للمستهلكين (تقرير)

اقرأ أيضًا..

• سوق خدمات تخزين النفط والغاز العالمية تلامس 1.53 مليار دولار بحلول 2030
• أكبر 5 صفقات نفطية في أكتوبر تشهد أضخم استحواذين خلال 2023 (تقرير)
• تقرير يحذر من ارتفاع أسعار النفط فوق 150 دولارًا.. متى يحدث ذلك؟