أنس الحجي: أميركا تركز على النفط الفنزويلي والإيراني.. وهذا سر أنبوب "ترانس ماونتن" (صوت)
أحمد بدر
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن أميركا تركز بصورة كبيرة على النفطيْن الفنزويلي والإيراني على الرغم من العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة عليهما.
وأضاف الحجي -في حلقة جديدة من برنامجه "أنسيّات الطاقة" على منصة "، قدّمها بعنوان "مستجدات أسواق الطاقة بين أميركا وإسرائيل" على مساحات منصة "إكس" (تويتر سابقًا)-، أن هناك أمورًا خاصة تتعلق بفنزويلا، وهي أن هناك أنبوب نفط، وهو خط "ترانس ماونتن" (Trans Mountain pipeline) تحاول كندا بناءه منذ زمن بعيد.
وتابع: "هذا الأنبوب حاربته أميركا محاربة شديدة، وحاولت الصين المشاركة والاستثمار فيه، وهو ما سعت الولايات المتحدة لمنعه بقوة، وتم خلق كل أنواع المشكلات لمنع بناء الأنبوب، وأخيرًا اضطرت الحكومة الأميركية إلى شرائه من الشركات، لتجاوز بعض العقبات القانونية، لأن الحكومة الفيدرالية لديها بعض القوة القانونية التي ليست لدى القطاع الخاص وليست لدى الولايات".
ويمكّن هذا الخط كندا -لأول مرة- من تصدير نفطها بعيدًا عن الولايات المتحدة، فهي تحصل على كل نفط الأولى، وأي تصدير له يجري عن طريقها وليس عن طريق كندا، وهذه أول مرة في تاريخ كندا -رغم أنها من أكبر منتجي النفط عالميًا- تستطيع فيها التصدير مباشرة إلى آسيا.
اللجوء إلى النفط الفنزويلي
قال مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة الدكتور أنس الحجي، إن المصافي الأميركية حول خليج المكسيك التي تعتمد على النفط الكندي خافت، لأنه إذا انخفض تصدير النفط الكندي الذي تعتمد عليه بصورة كبيرة، وهو نفط رخيص، فما هو البديل؟
وأوضح أن هذه المصافي لها دور في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، لأن بعض كبار المستثمرين في هذه المصافي من أكبر مؤيديه، فجرى الضغط على الإدارة الأميركية لإيجاد البديل، لذلك حصلت بعض الشركات على تراخيص لزيادة إنتاج النفط الفنزويلي.
وبحسب الدكتور أنس الحجي، فقد وضعت الإدارة الأميركية شرطًا رئيسًا لهذه التراخيص، وهو تصدير النفط الفنزويلي إلى الولايات المتحدة فقط، ورغم أن الترخيص كان لمدة 6 أشهر فقط، قررت شركات خدمات نفطية كبيرة مثل "إس إل بي" (SLB) -شلمبرجيه سابقًا- الدخول إلى فنزويلا بقوة.
وأضاف: "لا يمكن لهذه الشركات العالمية الكبرى الدخول إلى فنزويلا بقوة إلا إذا كان هناك ضوء أخضر كبير من إدارة بايدن، بعبارة أخرى يمكن القول إن العقوبات على النفط الفنزويلي أصبحت على الورق فقط، والآن دخول هذه الشركات جاء للتعويض عن النفط الكندي الذي ستخسره المصافي عند الانتهاء من هذا الخط".
التوجه إلى النفط الإيراني
قال خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، إن توجه أميركا إلى النفط الإيراني جاء بعدما اكتشف الأميركيون مشكلة لديهم، إذ إنهم يريدون في الصورة العامة على المدى الطويل أن تزيد إيران إنتاجها.
وأضاف: "من المهم أن تزيد إيران إنتاج النفط خلال السنوات المقبلة، لأن الطلب العالمي على النفط سيكون أكبر من المعروض المتوافر، ولكن أميركا وقعت في مأزق، إذ إنها سمحت لطهران وأعطتها الضوء الأخضر، ولكنها اكتشفت أن المكثفات الأميركية التي تأتي من حقول النفط الصخري، التي تباع في آسيا أمامها منافس شديد وهي المكثفات الإيرانية".
بعبارة أخرى -وفق الدكتور أنس الحجي- فإن رفع العقوبات عن إيران سيؤدي إلى انخفاض الصادرات الأميركية إلى آسيا، وهذا ما لا تريده الولايات المتحدة، فرغم أنها تريد زيادة إنتاج النفط الإيراني، فهي تواجه مأزقًا كبيرًا الآن.
وأوضح أن السياسة الخارجية الأميركية تتطلب زيادة إنتاج النفط الإيراني، ولكن هناك ضغوطًا داخلية بسبب الشركات العاملة في مجال النفط وغيرها، التي تطالب بتحجيم إنتاج المكثفات الإيرانية، وهذه إحدى الإشكاليات التي تواجه أميركا، فيما يخص تعارض السياسات.
موضوعات متعلقة..
- أميركا تمنح شيفرون صلاحيات أكبر في فنزويلا.. وهذه شروط الإنتاج والتصدير
- هل يؤثر النفط الفنزويلي في السوق العالمية ودول الخليج؟ أنس الحجي يجيب (صوت)
- تخفيف عقوبات النفط الفنزويلي.. ماذا يعني وما علاقته بالنفطيْن الكندي والكردستاني؟ (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- هل تؤثر إسرائيل في قرارات شركات النفط العالمية؟ خبراء يجيبون لـ"الطاقة"
- المناجم في المغرب ضحية الاستغلال العشوائي.. والحكومة تستنجد بالمحليات
- توقعات بارتفاع إنتاج الوقود الأحفوري 110%.. والأمم المتحدة: يهدد أهداف المناخ